رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ انجيل القديس لوقا ١٥ / ١ – ٧ كان جَمِيعُ العَشَّارِينَ وَالْخَطَأَةِ يَقْتَرِبُونَ مِنْ يَسُوعَ لِيَسْمَعُوه. وكَانَ الفَرِّيسيُّونَ وَالكَتَبَةُ يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: “هذا الرَّجُلُ يَسْتَقْبِلُ الخَطَأَةَ وَيَأْكُلُ مَعَهُم!”. فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: “أَيُّ رَجُلٍ منْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا. وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع! أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!“. التأمل: “هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ… بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب” مئة بالمئة هي النسبة الأكمل والأجمل… مئة بالمئة نجاح…يعني الكمال والكمال لله وحده… مئة بالمئة حياة…تعني الابدية والأبدية بيد الله وحده… مئة بالمئة صلاح…يعني القداسة والقدوس هو الله وحده… مئة بالمئة حبّ…يعني الملكوت وسيّد الملكوت هو الله وحده… وبما أن الله فيه ملء النجاح، وملء الحياة، وملء الصلاح، وملء الحب، فهو يسعى في سبيل توبة الخاطىء وارتداد الضال وعودة الضائع الى حظيرة الخراف كي يكتمل فرحه، لأنه حنون مئة بالمئة، ورحوم مئة بالمئة، ومحبٌ مئة بالمئة… فرح الرب لا يكتمل إلا بعودة الضال فهو “وضع حياته من أجل خرافه وبحث عن الضال على الجبال والتلال… وإذ وجده حمله على كتفيه اللذين حملا خشبة الصليب” (القديس جيروم) وعندما يجده يكون فرحه عظيماً ويدعو الأصدقاء والجيران ليشتركوا معه بالفرح… من كان صديقاً للرب يفرح لفرحه، باكتمال المئة بالمئة، فلا يتذمّر إذا شاهد خادم الله يستقبل الخطأة ويأكل معهم، ويترك الأغلبية الساحقة ليفتش عن الواحد بالمئة حيث يكونون، مهتماً بالضعيف والصغير والخاطىء والبعيد والمهمش، تاركاً الذين خُلّصوا مهتمًا بالواحد بالمئة ليكتمل فرح البيت، والرعية، والكنيسة والوطن لا بل العالم بأسره… دعوة الرب واضحة لكلٍ منّا وهو أن نبحث معه عن الواحد بالمئة فلا يعود في العائلة جرح طلاق أو انفصال، وبين الاشقاء خلاف إرث أو غيرة قاتلة، وبين الإخوة حروبٌ حامية أو باردة، وبين الجيران وأهل البلد تحزبات وتكتلات وجدران تؤجج الصراعات والنزاعات وتجارة الموت… دعوة الرب لكلِّ منّا اليوم وفِي كل يوم أن نحمل بَعضُنا البعض على الاكتاف كعريسٍ في ليلة زفافه، فتصبح الاكتاف صلبان حبٍ تتحمل كل شيء وتصبر على كل شيء من أجل اكتمال الفرح مئة بالمئة… والفرح لا يكتمل إذا بقي كرسياً واحداً فارغاً لأحد الأبناء على طاولة الطعام، أو أحد الاقارب أو الاصحاب أو الجيران في مناسبة سعيدة، أو أحد الضالين في الكنيسة… أيها الراعي الصالح، ما أعظم حبّك لنا، تعال إلى حيث نحن في ضلالنا، وردّنا إليك، إلى حظيرة خرافك الناطقة باسمك، والمجتمعة حول مائدتك فنفرح بك ومعك حتى انتهاء الأيام. آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|