رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف هزمت شابة بسيطة شيطانًا عنيفا
فيما يستطيع الشيطان وأتباعه في كثير من الأحيان أن يقدموا عرضاً عظيماً وينفخون أنفسهم ليظهروا وكأنهم عدو لا يقهر فهم في الواقع ضعفاء إلى حد كبير في وجه الطهارة والصلاح والجلال الإلهي. حتى أن مراهقًا بسيطًا قادر بقوة الله على هزيمة الشيطان وإعادته إلى أعماق الجحيم. كان هذا هو حال مارغريت الانطاكية فتاة تقيّة وقدّيسة عمرها 15 سنة التي عاشت في القرن الرابع. كان والدها كاهنًا وثنيًا ولكنها نشأت على يد ممرضة مسيحية علمتها طرق الإنجيل. مارغريت كرست عذريتها لالله في سن مبكرة وعاشت حياة صلاة وخشوع. بعد رفضها الزواج من حاكم روماني تم سجنها وتعذيبها. خلف القضبان هاجمها شيطان شرس محاولًا التغلب على روحها بالقوة. وفقا للأسطورة الذهبية فقد طلبت مارغريت من الرب السماح لها برؤية العدو الذي كان يحاربها فظهر تنين قبيح ومخيف. عندما اقترب منها الوحش ليبتلعها واجهته بعلامة الصليب واختفى. هذا وقد ورد في مرجع آخر أن التنين قد فتح فكه فوق رأسها وأخرج لسانه تحت قدميها وابتلعها في جرعة واحدة. ولكن عندما كان يحاول هضمها كانت تحمي نفسها بعلامة الصليب ليفتح التنين فمه وتظهر العذراء دون ضرر. في وقت لاحق هاجمها الشيطان مرة أخرى على شكل رجل. سرعان ما اكتشفت الشابة أمره وهزمته لتصبح قدرتها الخارقة على هزيمة الشيطان مصدر إحراج كبير للمخلوق الشرير. عندما رأت الرجل لجأت إلى الصلاة وما إن وقفت على رجليها حتّى اقترب منها الشيطان وأمسك بيدها قائلًا: “فليكن كل ما قمت به كافيا واسمحي لي بالوجود.” الشّابة القدّيسة أمسكت برأسه ودفعته إلى الأرض وغرزت قدمها اليمنى على رأسه وقالت: “ارزح أخيرًا أيها الشيطان الكذاب تحت قدم امرأة!” صرخ الشيطان قائلاً: “يا مارغريت المباركة لقد ضُربت! لو تعرضت للضرب على يد شاب لكان الأمر عاديًا ولكن أن أضرب على يد فتاة رقيقة…! ما يحزنني أكثر هو ان والدك وأمك كانا صديقين لي! ” ومن المثير للاهتمام أن هذه القصة الخيالية ربما كانت مصدر إلهام للكاتب الكاثوليكي جون رونالد رويل تولكين في كتابة واحدة من أكثر المشاهد التي لا تنسى من سلسلة سيد الخواتم. في المعركة النهائية لعودة الملك يقترب محارب من مخلوق يشبه الشيطان (يدعى الكابتن الأسود) يركب نوعًا من المخلوق المجنح على غرار التنين. يقول المخلوق الذي يشبه الشيطان:” هل تحاول إعاقتي؟ انت مجنون. لا يجوز لرجل حي أن يعوقني”! المحارب: “أنا لست رجلًا! أنت تنظر إلى امرأة. أنا اوين ابنة أيومند. أنت تقف بيني وبين سيدي وأبنائي. ارحل وإلّا سأضربك إذا لمسته (ثيودين).” بمساعدة صديقها ميري ضربت إوين القبطان الأسود مباشرة على وجهه بسيفها مرسلة الروح المظلمة بعيداً. كونه عالمًا في العصور الوسطى كان تولكين على دراية كبيرة بنصوص تاريخية مثل الأسطورة الذهبية وتؤكد جودي آن فورد ذلك في مقال نشر في كتاب “تولكين ودراسة مصادره”. ما إذا استوحى تولكين قصصه من سيرة القديسة مارغريت أم لا فإن القصتين تسلّطان الضوء على ضعف الشر في وجه الحقيقة والجمال والخير. وتؤكد القصّتين حقيقة أن الله أكثر قوة من أي شيطان بصرف النّظر عن بشاعته أو القوة التي قد يظهر بها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|