الحمل والذئب
إنها إشكالية الحمل والذئب، الاول يتصف بالوداعة، والثاني بالغدر،ع الاول يأكل العشب والثاني يفترس الحيوانات، الاول يشبع جوع الناس من الحليب واللحم ويكسي عريهم بجلده وصوفه، أما الثاني فلا يفيد الانسان بشيء..
لقد اتخذ الحمل صفة “الذبيحة” في تاريخ الخلاص:
عندما رضي ابراهيم أن يقدم وحيده اسحق ذبيحة، افتداه الرب بحملٍ ليعود حياً الى والدته..
ونرى فداء ذكور أبناء اسرائيل في أرض العبودية في مصر بدم خروف الفصح ومن ثم عبورهم الصحراء الى أرض الميعاد..
وصولاً الى يسوع “الحمل الذبيح” الذي اكتمل فداء البشرية بموته على الصليب.
لكن كيف يمكن للحمل الوديع أن يسير مع الذئب المفترس؟ كيف لنا أن نستمر وجودياً ونعيش بسلام اذا كنّا حملاناً بين ذئابٍ خاطفة؟ خصوصاً وأن الذئاب الخاطفة في البرية تأكل حاجتها وتشبع، أما الذئاب البشرية فلا تشبع من نهش لحم أبناء جلدتها.. والأكثر غرابة أن الذئاب البرية لا تقتل بعضها كما يفعل البشر!!!
فكيف للحملان أن تكون وتستمر بين الذئاب؟ الذئاب لن تغير طبيعتها، فهل على الحملان أن تصبح ذئاباً؟ عملاً بالمثل الشعبي الشهير:”إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب”؟؟؟
لقد أرسل الرب يسوع تلاميذه كالحملان بين الذئاب، مزواداً إيَّاهم بسلاح الحكمة والنعمة الروحية: “كونوا ودعاء كالحملان وحكماء كالحيات”… هذا هو الحل لإشكالية الحمل والذئب، المؤمن من دون حكمة يكون لقمة سهلة في فم الآخرين، لكن اذا أخذ من الحية حكمتها يستطيع أن يحفظ حياته وحياة من أوكل رعايتهم.. إذاً الحل النهائي يكون في الاندماج التام بين الوداعة والحكمة وليس بين وداعة الحمل وسم الأفاعي!!! وتصبح معادلة الحمل والذئب على الشكل الآتي:
الحمل – الحكمة = الموت
الحمل + سم الأفعى = الموت
الحمل + الحكمة = الحياة
والحياة لا تكون فقط للحملان ولكن أيضاً للذئاب!!!