من غير توما من تلاميذ يسوع شكّ بقيامة المسيح؟
قد تختلف الأناجيل حول عدة نقاط، إلا أنها تتفق دوماً على مدى بلادة أذهان التلاميذ.
مَن شكّك أولاً بالقيامة؟ جميع التلاميذ شككوا بها وليس فقط توما “الشكاك” لأن أناجيل متى ومرقس ولوقا تصف التلاميذ بـ “الخائفين”، “المرتبكين”، “غير المدركين”، “الشكاكين”.
يبيّن الفصل التاسع من إنجيل مرقس أن يسوع غضب من جيل غير مؤمن وفاسد في ظل عدم إيمان تلاميذه. كان يسوع يحدّث تلاميذه، لكنهم ما كانوا يفهمون ما يعنيه. وفي إنجيل القديس لوقا، يقال أن ردة فعل التلاميذ الأولى على نبأ القبر الفارغ الذي نقلته لهم مريم المجدلية ونساء أخريات كانت على الشكل التالي: “فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهنّ”.
وفي المساء الأول للقيامة (مرقس 16)، واجه يسوع بصرامة تلاميذه. حينها، كانوا قد سمعوا خبر قيامته من مريم المجدلية والنساء وتجاهلوهنّ، ومن التلميذين الإضافيين اللذين التقيا بيسوع (العائدين من عماوس) وشكّكوا في ما سمعوه. أخيراً، ظهر يسوع للتلاميذ الأحد عشر و”وبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام”.
لا تتوقف أخبار التلاميذ الشكاكين عند هذا الحد. فقد كتب القديس متى: “ولما رأوه (التلاميذ) سجدوا له، ولكن بعضهم شكّوا”.
ولكن، في إنجيل مرقس، أمر يسوع هؤلاء التلاميذ العُنُد وغير المؤمنين قائلاً: “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مر 16، 15).
باختصار، قد تختلف الأناجيل حول نقاط عدة مثل التوقيت أو التفاصيل أو العناصر المعنية، إلا أنها تتفق دوماً على مدى بلادة أذهان التلاميذ وعجزهم عن فهم ما كان يقوله يسوع لهم وفشلهم المتكرر على مستوى الإيمان.