رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خدعوك فقالوا
كثيرون يتسائلون عن كيف ندرس كُتب الآباء لنتعرف على تراثنا الشرقي الأصيل والتعليم اللاهوتي حسب الكنيسة الشرقية؟ يا أحباء الله العليخدعوكم فقالوا أدرسوا وتبحروا في المعرفة لتعرفوا مسيحيتكم الحقيقية على أصولها، ونسيتم الكتبة والفريسيين الذين تبحروا في المعرفة ودرسوا كل شيء بالتفصيل وبكل دقة وأعظم من أعظم دارس في المسيحية كلها منذ فجر تاريخها، لكنهم لم يستطيعوا أن يتعرفوا على مسيح الله الذي ينتظرونه وقد درسوا عنه كل شيء بالتفصيل وبكل دقة شديدة حتى صاروا بارعين في كل علوم الكتب المقدسة التي استلموها من الأنبياء الملهمين بالروح، لكنهم فقدوا التمييز وصارت معرفتهم المعوق الرئيسي لتعرفهم على شخص المسيح القيامة والحياة، بل دبروا مكيدة ليتخلصوا منه، لأن العلم ينفخ. بالطبع، أنا لا أقصد أن العلم مرفوضلكن لكي أتعلم وأبحث لا بد من أدخل الطريق من بابه أولاً، لأن أي موضع آخر أن دخلت منه لن أرى مجد الابن الوحيد، بل ذاتي، ولن أعرف مسيحيتي خبرة حياة، بل معلومة فكر عميق يصير حاجز منيع بيني وبين روح الحياة في المسيح يسوع ربنا. قد سبق وقلت للجميعأن من يُريد أن يتعرف على آباء الكنيسة القديسين لا بد من أن يستقي من روحهم، وليس من مجرد كلماتهم ومعرفتهم، لأنهم بدأوا الطريق بالتوبة والإيمان بالإنجيل، وتربوا وتهذبوا بكلمة الحياة التي انغرست فيهم فأثمرت ثمر الروح القدس الذي تكلم عنه الرسول. ففي الواقع المسيحي الأصيلالموضوع لا يتوقف على الدراسة والمعرفة في حد ذاتها (وهي ليست خطأ بالطبع) بل يتوقف على تبعية المسيح الرب بشكل واقعي عملي، لأن ليس بالعلم والتبحر في المعرفة نعرف شخص المسيح ونحيا مسيحيين، لأنه قال بفمه الطاهر للجميع: ولماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله (لوقا 6: 46)، فماذا ينفعنا علمنا ونحن لا نحيا وفق كلامه الذي قاله لنا، وكيف ندرس ونتعمق ونحن لا نتبعه بالشرط الذي وضعه لنا: وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي؛ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي (ἀκολουθείτω = follow – attend – accompany)، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. (لوقا 9: 23؛ يوحنا 12: 26) إذاً لكي تكون مسيحياً حقيقياًفأنت تتبع المسيح وتسير ملتصقاً به طائعاً وصاياه عاملاً بها، وسائراً - بكل أمانة وإخلاص - في طريقه الخاص، طريق الآلام والجلجثة للموت لكي تبلغ قيامته، إذاً الموضوع ليس مسألة دراسة على قدر التبعية وحمل الصليب كل يوم والحياة بكلمته، لذلك الرسول قال: اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ [أو اذْكُرُوا دَائِماً مُدِبرْيكُمُ الَّذِينَ عَلَّمُوكُمْ كَلاَمَ اللهِ، تَأَمَّلُوا سِيرَتَهُمْ حَتَّى النِّهَايَةِ، وَاقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ] (عبرانيين 13: 7) فحينما تُريد أن تدرس الآباءتعرف أولاً على إيمانهم بشخص المسيح وكيف عاشوا أتقياء حاملين الصليب ويتبعوه ويعيشون وصيته مثمرين ثمر الروح لحساب مجد الابن الوحيد، وبعد أن تتوب وتثبت في توبتك وتكرس قلبك للمسيح الرب وتتربى عند كلمته وتدخل مخدعك تصلي وتطلب ندى الروح القدس لانتعاش نفسك وتدخل في بداية النضج الروحي وتعيش بقوة النعمة المُخلِّصة، أدرس كما تشاء بغرض أن تحيا وتنمو، لا من أجل أن تعرف وتصير دارس متعمق ومُعلماً للناس التي تراهم أغبياء أو لغير الفاهمين أو لمشتهي المعرفة، أو لتوصيل المعنى المسيحي الحقيقي، أو لتقديم الفكر اللاهوتي السليم.. الخ، بل انتظر موهبة الروح لكي تُقدم تعليم ببرهان الروح والقوة من أجل البنيان لا من أجل المناكفة مع الناس. انتبهوا أرجوكم لأن الرب قال:لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 7: 21)، وايضاً قال: فَأَجَابَ يَسُوعُ: أَلَيْسَ لِهَذَا تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ؟ (مرقس 12: 24)، فاحذروا من معرفة الكتب بدون قوة الله، ومكتوب: مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ (إشعياء 53: 1) - كونوا معافين أصحاء باسم الرب إلهنا آمين |
12 - 04 - 2018, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: خدعوك
ميرسى على الموضوع المثمر مرمر |
||||
13 - 04 - 2018, 09:54 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خدعوك
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خدعوك فقالوا |
الله يدعوك |
قد يدعوك الله، أو قد لا يدعوك، |
يسوع يدعوك |
خدعوك فقالو |