رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اغسلوا أرجل بعضكم بعضا
يوحنا 1:13-20 "أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى. 2فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ، وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ، 3يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجَ، وَإِلَى اللهِ يَمْضِي، 4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. 6فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ. 7أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. 8قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا. أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ. 9قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي. 10قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ. 11لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذلِكَ قَالَ: لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ. 12فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ: أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ 13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. 14فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، 15لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. 16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ. 18 لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ. 19أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ. 20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. نحتاج في مجتمعنا اليوم إلى أشخاص لهم قلب الخادم. فالكل يريد خدمة النّاس له، ويريد أن تكون الأشياء جاهزة ومقدّمة له على طبق من ذهب. ولذلك يسأل كلُّ حريصٍ: أين خدام النّاس والكنيسة المكرّسين؟ أين المستعدون أن يخلعوا ملابس السهرات والمناسبات الرسمية ويلبسوا ثياب العمل، وتتّسخ أيديهم في عمل الخدمة. يجب أن يكون لدى شعب الله قلب الخادم. وفي القصة أعلاه نجد أن الرّب يسوع قد جسّد عمليًّا حقيقة وجود قلب الخادم لديه أمام تلاميذه، وبالتالي فإن الرّب يتوقع من تلاميذه وأتباعه أن يجسدوا قلب الخادم في حياتهم اليومية وذلك أسوة به. السؤال الذي أمامنا: كيف يستطيع المؤمن بشخص الرّب يسوع أن يجسّد قلب الخادم في حياته؟ مع ضرورة أن نلاحظ أن الرّب يسوع لا يريد منا أن نصبح غاسلي أرجل بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن الوصية تعني أن نطبق مفهوم ومبدأ خدمة الله والنّاس في جميع جوانب الحياة. تابعونا على الفيسبوك: إذا تأملنا في القصة التي بين أيدينا، سنجد فيها سبعة طرق أو أساليب تجسّد قلب الخادم في حياة المؤمن: 1. يُرى قلب الخادم في إخضاع وقته لله: نجد في الآية الأولى مدى إدراك الرّب يسوع لأهميّة لوقت "أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى". نعيش في العالم وكأننا خالدون وسنعيش إلى الأبد، ولا نعير الوقت أيّة أهمية، وكأن حياتنا لا تقترب من نهايتها كل يوم. وبالتالي ليس للوقت قيمته المرجوّة، ولا نفتدي الوقت أو نستغله لمجد الله وللخدمة. أما الرّب يسوع فكان واعيًا ومتيقظًا لقيمة الوقت الّذي عاش فيه في عالمنا الأرضي، ولكل وقت آخر. يولّد الوقت في قلوب المؤمنين بالله اهتمامًا لمشيئة الله. وعمل الرّب يسوع في أيّام تجسّده على إتمام مشيئة الله المتعلّقة بالوقت بشكل تام. نقرأ في أفسس 15:5-17 " فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، 16مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. 17مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرّب". يشبّه الكتاب المقدس حياتنا بالزهر والعشب والدخان والبخار، أي أن وقتنا قصيرٌ جدًا، فالذي يبلغ عمره اليوم في الخمسينات أو السّتينات يتذكر كيف أنه فقط بالأمس القريب كان شابًا أو طفلًا يلهو في الشّوارع والسّاحات والملاعب. لا يعرف الناس الخطاة حق الإنجيل، ويكرّسون حياتهم لآلهتهم المختلفة مثل العمل أو الدّين أو المال أو الطّعام أو اللباس أو أو الحزب أو الجاعة الخاصّة أو السهرات أو الأسرة أو لعب ورق الشدة. ولكن الإنسان المؤمن عليه أن يكرّس وقته لمجد الله، وذلك من خلال قراءة الكتاب المقدس، والصلاة، والزّيارات التّبشيرية والتّعليميّة، وزيارات للمرضى والمتألمين. واليوم، ونحن نعيش في زمن اختلطت فيه أوراق كثيرة، فإنّنا مدعوون إلى إعادة النظر في كيفية صرف وقتنا. لذلك أصلّي إلى الرّب يسوع المسيح أن يعين كل انسان لكي يصبح حكيمًا في صرف وقته، ولكي يجسّد قلب خادم أو خادمة الرّب في حياته. 2. يُرى قلب الخادم في الخضوع لسلطان الله: نقرأ في الآية الثالثة أن الرّب يسوع كان مدركًا لسلطان الآب في حياته "يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجَ وَإِلَى اللَّهِ يَمْضِي". ونحن كمؤمنين بشخص الرّب يسوع نحتاج إلى إدراك سلطان الله على حياتنا، لأن هذا الإدراك يحدد طبيعة أعمالنا وخدمتنا. نقرأ في يوحنا 21:5-24 "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. 22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ". نتعلّم من كلمة الرّب هنا أنه يجب علينا أن نخضع ما لدينا من سلطة أو مركز أو مسؤولية لله، لأن الله حي وباقٍ إلى الأبد، أما نحن ففي طريقنا إلى الموت. ولكن المشكلة أننا نعتمد على أنفسنا كثيرًا لدرجة أننا ننسى الله، وبالتالي لا نخضع له ولا نطلب عونه حتى عند اتخاذ أدق القرارات في حياتنا. إن ما لدينا من قوة أو مركز أو سلطة تظهر بشكل أناني وغرور ذاتي إن لم تكن خاضعة لسلطان الله، ولكن يظهر قلب الخادم في حياة المؤمن عند خضوعه الكامل لسلطان الله. 3. يُرى قلب الخادم في الخضوع لمثال الله: لدينا في الآيات 4-5 أروع مثال جسّده الرّب يسوع المسيح في إظهار قلب الخادم، فهو: "قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا". فالرّب يسوع المسيح كان وسيبقى إلى الأبد مثالنا الأعظم في الحياة. فهل نتشبّه بالرّب في حياتنا ونخدم الناس كما خدمهم الرّب؟ ولنتذكّر أن مثالنا يظهر في مدى خضوعنا للرب ومدى سيرنا في نفس خطوات الرّب. فهل نحن مثال للخدمة المتواضعة أو للأنانية المتعجرفة. كذلك نقرأ في الكتاب المقدس عن رجال ونساء ساروا في طرق الرّب، وكانوا مثال التقوى والخضوع، ونالوا البركة من السماء. فنقرأ مثلًا في أخبار الأيام الثاني 3:17-4 عن الملك يهوشافاط كيف قوله: "وَكَانَ الرّب مَعَ يَهُوشَافَاطَ لأَنَّهُ سَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ الأُولَى وَلَمْ يَطْلُبِ الْبَعْلِيمَ وَلَكِنَّهُ طَلَبَ إِلَهَ أَبِيهِ وَسَارَ فِي وَصَايَاهُ لاَ حَسَبَ أَعْمَالِ إِسْرَائِيلَ". لقد سار الملك يهوشافاط في طرق الرّب ونال بالتّالي بركات من الله. 4. يُرى قلب الخادم في طاعة الرّب والتخلي عن تحفظنا وترددنا: نقرأ في الآيات 6-10: "فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ. 7أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. 8قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا. أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ. 9قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي. 10قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ". نلاحظ هنا أن رفض بطرس وتحفظه وعدم رغبته أولًا في أن يغسل الرّب قدميه كان يمكن أن يفقده بركات كثيرة جدًا، بل أنه كان سيخسر نصيبه مع الرّب. وعندما أدرك بطرس قوة عبارات الرّب والنتائج الوخيمة لعناده، استسلم بالكامل وتخلّى عن كل تردد وتحفظ. القدمان أو الرِّجلان: في أيام الرّب يسوع كانوا يلبسون أحذية بسيطة مصنوعة من قطعة جلد تلامس الأرض وتتصل بالرِّجل بواسطة شبكة من السيور أو الخيوط، ولم تكن الطرق معبّدة، وكانت الأتربة والغبار تلتصق بالأرجُل دائمًا. فالرِّجل كانت تتصل بالأوساخ، أي أنها كانت رمز اتصال الإنسان بالخطيّة. وقول الرّب عن التلاميذ أنهم طاهرون ما عدا واحد (آيات 10و 11 أعلاه) تعني أنهم قد تخلّصوا من الخطايا وأنهم مقبولون لدى الله. يريد الله منا أن نتخلص من أي مخاوف أو تردد أو تحفّظ، وأن نخضع له بالكامل حتى يطهرنا بالكامل. فالإنسان المتحفظ لا يزور النّاس ولا يبشّر ولا يمجّد الله، بل يبقى أنانيًا عائشًا لذاته وليس لمجد الله. لذلك يظهر قلب الخادم في تخلّينا عن روح التحفظ والحرص، والخضوع بالكامل لأمر الله. 5. يُرى قلب الخادم في الخضوع لتعليمات ووصايا الله: بعد أن غسل الرّب يسوع، وضح لهم ما كان قد عمله كما نقرأ في الآيات 12-17: "فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ: أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ 13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. 14فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، 15لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. 16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ". الرّب يسوع هو المعلم والسّيد، ومع ذلك غسل أرجُل تلاميذه. ومعروف أنّ الذي يغسل أرجل غيره هو عمليًا يعتبرهم أفضل منه، وهذا هو قلب الخادم الحقيقي في التواضع لأقصى الحدود بهدف ربح النفوس وإعلان مجد الله. ونحن التّلاميذ المؤمنين بالرّب يسوع علينا بالتّالي أن نكون خاضعين للسّيد، وأن نسلك بحسب مثاله وتعاليمه ووصاياه. نقرأ في يعقوب 1:3 "لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!". فالمعلم لا يكون فقط بالكلام بل في الحياة العملية والقدوة الحسنة. ونحن ككنيسة نحتاج كأفراد إلى قلب خادم وخادمة، وليتنا جميعًا نخضع لتعليم ووصايا الله، وعندها حقًا يظهر قلب الخادم في حياتنا. 6. يُرى قلب الخادم في ولائه الكامل لله: نلاحظ في الآيات 2و10 إشارة واضحة إلى أن ولاء يهوذا الاسخريوطي للرّب لم يكن صادقًا، مع أنه كان من الإثني عشر، وأن محبة المال كانت سببًا للشر في حياته. وفي الآيات 18-19 يؤكد الرّب يسوع على هذه الحقيقة، وكيف أن يهوذا سيكون الخائن، وسينقلب ضد سيده وربه يسوع. وقد أعلن الرّب يسوع هذه الحقيقة للتلاميذ حتى قبل أن تتم خيانة يهوذا له ليعلموا أنه هو الله العالم بكل شيء. الخيانة من الناحية الروحية هي الخداع بالمظهر الخارجي المزيّف، وهي السقوط في فخ التديّن وعدم الحياة بأمانة للرب. وبالتالي لا يعود الإنسان وكيلًا صادقًا على ما أعطاه إيّاه الله، ولا يعطي للرب حقه، كما أنه لا يعطي زوجته وأسرته وعمله حقهم. إنه إنسان يتمتع بالمنظر المناسب خارجيًا، ولكن قلبه أو قلبها بعيد عن الرّب. يريد الله منا أن نعطيه الولاء الكامل. ففي أيّة دولة في العالم، نجد أنّ النّاس يقدمون ولاءهم لقياداتهم وملوكهم وزعمائهم. لذلك حريٌ بنا كمؤمنين بربنا يسوع أن نعلن ونظهر ولاءنا الكامل لله. وأفضل صورة لإظهار ولائنا لله هي في الخدمة. فالخدمة تظهر قلب الخادم المكرس بالكامل لله. 7. يُرى قلب الخادم في قبول من يرسله الله، أو في قبول رجال ونساء الله. والذي يقبل المرسل من الله، يقبل الله شخصيًا: فالرّب يسوع يوضح في الآية 20 أن من يقبل المرسَل من عنده، أي من يأتي ليعمل ويعلم بحسب مشيئة الله، فإنه يقبل الرّب يسوع شخصيًا. وبالتالي إن كنا نريد أن نظهر قلب الخادم في حياتنا، علينا أن نعمل بالصلاة ودراسة الكتاب والحياة الطاهرة على إظهار بر المسيح في حياتنا. فهل نحن صورة عن المسيح، أم أننا صورة مليئة بالشوائب؟ نقرأ في يوحنا 44:12-45 فَنَادَى يَسُوعُ: ﭐلَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. وَﭐلَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي". كذلك نقرأ في لوقا 16:10 "اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي". وفي كورنثوس الثانية 18:5-20 نقرأ "وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ". وفي فيلبي 9:4 نقرأ "وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ". أثناء إحدى زياراتي إلى جبال الألب في سويسرا، كنت أرى خيال الجبال العالية والهائلة في ماء البحيرات الهادئة. ولكن عندما كانت الريح تهب، كانت صورة الجبال تتشوش في البحيرة. وبنفس المعنى، نعرف أنّ رياح الخطيّة تشوه صورة الله في حياتنا. هل يظهر الله في حياتنا؟ هل نستحق أن يقبلنا النّاس ويستقبلوننا باحترام، وكأنّهم يستقبلون أو يقبلون شخص الرّب يسوع؟ هل نضع ثقتنا بأنفسنا في الخدمة أم نضعها بشخص الله؟ هل نظهر في تصرّفاتنا الكبرياء والأنانية أم التواضع والخدمة؟ هل يظهر قلب الخادم في حياتنا: وذلك من ناحية الوقت، والسلطة، والمال، وانعدام التردد، وطاعة الوصايا، والولاء لشخص الله القدّوس، وانعكاس صورة الله في حياتنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|