رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُعرف الشيء من نتائجه
قال السيد المسيح : 15 «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، 18 لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19 كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. متى 7 بالتأكيد السيد المسيح لم يكن يتكلّم عن الاشجار، بل كان يرمز للإنسان بالشجرة، وما يبدر من الانسان من اعمال هو ثمر تلك الشجرة. السيد المسيح لم يتكلم عن ايمان الانسان ومعتقداته او اي شيء من ذلك، فهو ليس منحازًا لشخص دون الآخر، بل تكلّم عن أمر واحد فقط: الثمار، وعلى اساس الثمار يُحاسَب الإنسان. فالله عادل، وما يزرعه الإنسان يحصده. ويتنازع الكثيرون ممن ينتمون الى الاديان والطوائف المُختلفة في من هو على حق، او من الحق عنده. والسيد المسيح يقول ان الأمر بسيط: إن اردت ان تعرف الشيء، فانظر الى نتائجه. لماذا؟ لأن الشجرة الرديئة، مهما بدت جميلة للعينين، لن تنتج ثمرًا جيدًا، بل رديئًا، والعكس صحيح. فكم من المؤسف ان ندخل في كل هذه الصراعات والجدالات والنزاعات بين الاديان والطوائف والمبادئ والتيارات الفكرية، والموضوع في النهاية هو ليس موضوع "من يستطيع ان يقنعني" بل "من له ثمر أفضل". مع الأسف، ان الغرور من طبيعة الانسان، والغرور يجعله يكره ان يكون على خطأ، لذلك سيتمسك الانسان بالخطأ الذي يتبعه ويدافع عنه فقط لكي لا يبدو على خطأ! نحن البشر لا نفهم الصورة الكاملة، بصيرتنا قصيرة الأمد. كل ما يهمنا في الحياة هو الأمور الوقتية التي تزول. نتخاصم ونتحارب، بل نموت حتى، من اجل ما هو فاني ونُهمل ما هو باقٍ. نريد ان يكون الحق ملكنا، ولا نريد ان نكون نحن ملك الحق، نريد ان ما نقوله هو الصح، ولا نريد ان نقول الصح. لذلك، في نهاية المطاف هناك نوعين من البشر: الذي يتوب ويتغيّر عندما يرى امر افضل من الذي هو عليه - حتى وان كان لا يُعجبه، والذي يهتم بألا تتزعزع صورته ومكانته ومعتقداته - حتى لو كان على غلط. السيد المسيح لا يتحييز لمن هم مؤمنين به، لأنه يقول لك بكل صراحة ان الله يُريد الثمار، ولكنه في نفس الوقت يقول بكل صراحة: ان هذه الثمار لا يُمكن ان تأتي دون الايمان به. لا يُمكن ان يعمل الانسان الصلاح ما زال قلبه لم يتغيّر. كل الصلاح الذي يعمله الانسان سترى انه يصب في مصلحته في النهاية. الناس تزكّي وترحم ليس لأنها معطاءة او رحومة، قليل جدًا من يفعل ذلك، لكن الاغلبية تعمل هذه من باب المصلحة، لأنها فريضة وتريد ان تستفيد منها في حياتها الابدية. وحده المسيح يستطيع ان يغيّر طبيعة الانسان، بحيث يتحول داخله ويصبح نقيًا صالحًا يعمل الخير لأنه شجرة جيدة، وليس شجرة سيئة تتظاهر بجودتها. والخبر السار هو: اننا جميعنا اشجار سيئة، لكن محبة الله وقدرته تحوّلنا الى شجرة جيدة عندما نؤمن بالسيد المسيح ونجعله الملك والسيد على حياتنا - عندما نغيّر مصدر الحق في داخلنا إليه هو، ناظرين الى كلامه واعماله ومتخذينها دليل على النور والحياة الموجودان فيه. فكفى نظرًا الى نوع الشجرة، وابدأ بالنظر الى الثمر - ابتعد عن المُسَمّيات وانظر الى النتائج، افحص الكلام المكتوب ولا تسمح بان يقول لك احد ان البحث والسؤال حرام او ليس من صلاحياتك - هذه كلها اكاذيب لكي تبقى تعيش في الظلمة. وكفى عراكًا مع من يختلف عنك في الدين - لأن الله في النهاية سيُحاسب كل انسان على حدة بحسب ثماره، فاهتم بان تكون ثمارك انت جيدة قبل ان تتهجم على غيرك... والثمار الجيدة هي: المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والصلاح والأمانة والوداعة والعفاف. فهل تُصدّق السيد المسيح في دعوته لتغييرك؟ هل تعطيه المجال ليقول لك الحق من وجهة نظره؟ ام تبقى متمسك بمبادئ تخاف ان تتركها، وتموت وانت لا تعرف غيرها؟... تذكّر المقولة: نحن على الأغلب لا نندم على اشياء فعلناها، بل اشياء لم نفعلها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السقوط و نتائجه |
يسوع هو مهندس الكون وبانيه |
“يا ناقض الهيكل وبانيه” (مت27: 40) |
اجمد صينية مكرونة بالباشميل وبانيه |
يا ناقض الهيكل وبانيه |