كيف استقبلتَ يسوع هذه السنة؟
مثل هيرودس، الذي اضطرب وخاف عند سماعه باسم يسوع؟
أم مثل المجوس الذين رأوه وفرحوا فرحاً عظيماً؟
طفلٌ صغيرٌ تخضع له الطبيعة، فيضيء نجمهُ درب الأوثان الذين اهتدوا الى نوره فاجتاحهم ذلك الفرح الذي لا يوصف.
هو الطفل نفسه الذي أرعب هيرودس رغم أنه ضعيفٌ جداً ولا يملك شيئا.
المقياس الحقيقي لمعرفة يسوع هو الحالة الروحية التي نعيشها، والتي تنعكس مباشرة على راحتنا النفسيّة. كلٌ منا يعرف توصيف حالته، هل نحن في قلق واضطراب ونقمة على الآخرين تقودنا الى التفكير في إيذائهم أو تصفيتهم معنوياً وجسدياً؟؟
هل نعيش الفرح العميق الذي ينبع من الداخل رغم كل الظروف التي نمر بها؟
لقد سعى المجوس الى رؤية يسوع وقطعوا مسافاتٍ طويلة، متحملين تعب السفر وأكلافه الكبيرة ومشقاته وأخطاره، حتى وصلوا الى هدفهم وهو رؤية يسوع وأهدوهُ “ما عندهم” ليحصلوا فوراً على “ما لديه”، أهدوه من خيرات الارض فأهداهم من خيرات السماء، مباشرةً دون أي تأخير.
أما هيرودس القاسي الذي قرر قتل يسوع، وهو الذي سبق وقتل امرأته وثلاثة من أبنائه، لم يحصل على مبتغاه رغم الفارق الكبير بينه وبين يسوع بالعمر والقوة والمكانة: هو كبير ويسوع صغير، هو قوي ويسوع ضعيف، هو ملك لديه كل شَيْء، أما يسوع الطفل فلم يكن لديه أي شيء!!!
ماذا لدينا نحن اليوم قلق هيرودس أم فرح المجوس؟؟
هل نحن سبب مأساة الناس الذين نعيش معهم كما فعل رؤساء اليَهُود؟ أم سبب فرحهم كما فعل المجوس؟
كيف استقبلنا يسوع في هذا الميلاد؟ مثل هيرودس ورؤساء الشعب، الذين سعوا لقتله خوفاً مِنْهُ؟ أم مثل الرعاة والمجوس الذين اكتشفوا مجده وسرّ حضوره وحملوه فرحاً حقيقياً في حياتهم وفي حياة كل من يلتقي بهم ؟؟