الأصحاح 27 العدد 12
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في سفر العدد 27: 12-14 أن الله حرم هارون وموسى من دخول أرض الموعد، وقال إن سبب ذلك: لأنكما في برية صين، عند مخاصمة الجماعة عصيتما قولي أن تقدّساني بالماء أمام أعينهم, وهذا حكم صارم جداً على هارون وموسى من الله العادل
وللرد نقول بنعمة الله : (1) نقدّر حجم الضرر بحجم الإنسان الذي تسبَّب فيه ومقدار قوة نفوذه وتأثيره, وقد كان موسى وهارون صاحبي نفوذ مطلق على بني إسرائيل, فكان خطأهما أكبر من خطأ كل بني إسرائيل مجتمعين, وكان الحكم الصارم عليهما متناسباً مع حجم الضرر الناتج منهما! (2) من هذا الحكم الصارم الذي نصفه نحن بأنه عادل يتعلم بنو إسرائيل أن الله يحكم بعدم محاباة، وأنه لا يترك حقوقه ولو لأقرب الناس إليه, (3) الحادثة التي يتحدث عن عقوبتها في سفر العدد 27: 14 جاء ذكرها في العدد 20: 6-12 وفيها استسلم موسى للغضب وفرّط بشفتيه (مزمور 106: 33) وضرب الصخرة مرتين وهو في حالة غضب شديد, وقال أحد المفسرين إنه بذلك وجّه التفات الشعب إليه كأنه هو معطي الماء، بدليل قوله: هل من هذه الصخرة نخرج لكم ماءً؟ (العدد 20: 10) بدل من أن يوجّه نظر الشعب إلى الله الذي يعطي الماء, (4) عصى موسى ربه في أنه ضرب الصخرة مرتين، مع أن الله أمره أن يكلمها فقط, وكان يجب أن يتأدب في حضرة ربه, ولعل تعبه النفسي نشأ من ثورة الشعب المتكررة ضده, وكم نأسف على العقاب الذي حلّ بموسى وهارون، وهما له مستحقَّان!