رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملحمة موت فحياة وتعرفون الحق والحق يحرركم من أمن بي ولو مات فسيحيا أخيرا علمت لمن كان ولائي .. لم يكن يسوع بل اله أخر !! كنت قد اعتدت منذ نعومة أظافري وعبر سنوات عدة من عمري أن أصلي لإلهي كما أبائي، لأسبحه وأشكره علي كل ما أعطاني أنا ومن بعدي أهل بيتي وأحبائي.. من نجاح بل وتمايز في شتي نواحي الحياة.. علاقات أسرية واجتماعية إلي دراسة ثم خدمة ومن بعدها العمل.. والكثير من هذا القبيل، وكنت كل يوم أتضرع إليه أن يستمر في نهجه هذا، فهو الهي القادر علي كل شيء وأنا ابنه المطيع المستحق كما تعلمت قبلا.. المضيء كالشمس أمام ناظريها. كان مشهد إيماني أمام ذهني وقتها هكذا: اله بار يعطي وبسخاء لمن يكون ولائهم له.. السالكين بحسب وصاياه دون ضعف أو سقوط. .. إلا أنني مع تقدم الأيام بدأت أتكشف كم أنا ضعيف، بل وكثيرا ما كنت أسقط رغما عن كل قناعتي بقوتي المبجلة في ذهني، والتي بكل كياني كنت أثق بها وبلا منازع لها، ووجدتني غير قادر أن أكون ما أنا كما أؤمن لنفسي. .. تساءلت وقتها: ألست أنا كسابق عهدي بنفسي إناء للكرامة دوما ولست واحدا من أواني الهوان؟.. كيف سأقف بضعفي هذا أمام الهي والآخرين؟.. ماذا سيقول الناس عني أني أنا؟.. كيف سيراني الهي وكيف سيتعامل معي.. إن كان أصلا من قبول لي عنده وأنا ضعيف‼؟.. أي حال سأصير إليه؟، ولهذا كان حزني عظيم بقدر ما كنت أعظم نفسي التي هي بحسب فكري قادرة أن ترضي الهي والناس. توالت الاكتشافات والمواجهات مع نفسي، إذ وجدتني أيضا مع كل ضيقة من ضيقات هذه الحياة أو أمر لا يسير كما المرسوم له أسقط في هوة من الحزن والذهول، وأتساءل كيف هذا وأنا ابن لله؟.. أصلي له وأصوم وأخدم مناديا باسمه بين كثيرين بحماس كما إيليا الناري ويوحنا الصوت الصارخ في برية الحياة.. ناجح في كثير من جوانب حياتي.. ولي من المعرفة ما يعطني تفوقا علي كثير من أقراني.. وتواضعا كان يتقدم كل أعمالي أمام الله والناس، تحيرت كثيرا وقلت: إذا من أنا وأين قوتي؟.. ألا تشفع لي أعمال بري؟.. ألم أقدم كل هذا لإلهي؟.. لماذا يحتجب وقت ضيقي؟..ألا يهمه أمري؟.. ولماذا يسمح بالضيق معيقا في طريق أمجادي نحوه؟.. أليس الكل له؟.. هل تغير الهي المحب بكل ما هو معروف عنه من نحوي؟ وفي خضم هذا الصراع رفعت عيني إلي السماء وأنا في حال ضعف شديد ودموع غزيرة،لم أعرف في داخلي كيف كان انسيابها، ولأول مرة أكلم الهي دون أن أعرفه بنفسه كما كنت سابقا، ودون أن يكون في يدي أي تقدمة لأرضيه بها، لم أعدد أمامه مآثري، بل في انسحاق ودموي تغلبني مع كلمات فمي تصعد متقطعة الأوصال غير مترابطة ولكنها قوية جبارة من أعماقي.. وكنت قد بدأت أجحد بلاغتي وأترك منطقي، حتى أنني كنت لا أعرف.. هل هذا أنا المتكلم أم يوجد معي أخر يرشدني الطريق، ومعلما إياي كيف أترافع أمام الهي؟. يومها بل لحظتها وقبل أن أكمل جملتي كانت المفاجئة حين جاءني الرد، وكم كان عجيبا لم أجد له في علم معرفتي من الكلمات ما يعطيه حق وصفه، فقد عايشت ردا يتغلغل في كل كياني الإنساني.. صار لي دفء وراحة وعافية في جسدي.. سلام ورحمة وحب يملأ نفسي من نحو نفسي والآخرين، وكان أن غمرتني دموع كالمطر.. ليست دموعي بل من فوقي.. ممتزجة مع دموعي.. معزية داخلي.. راوية عطشي الذي من.. (وقتها لم أتذكر ألامي).. أحسست بكياني.. أنني ابن مدلل وأبي يحيط بي من داخل وخارج في حنان لم أعهده من قبل.. وأكثر من ذلك إذ أحسست أنني لست في غربة مثلما كنت في داخلي من قبل.. بل لي من يحبني من عمق القلب ويسعى في اثري.. وبدي لي أن كل شعب الله المنتصرين والمجاهدين هم أقربائي، يومها صرخت داخلي وقلت: إنني أبدأ من جديد نقيا فرحا متضعا قويا واثقا، وعرفت أن لحياتي معني وهدف.. وفي واقعي الجديد خاطبت ذاك الذي نسمات أنفاسه كما لو كانت تلفح وجنتي مقبلة إياي: إذا كنت أنت الهي فلمن كنت أتعبد طيلة حياتي قبلا؟.. فأنا لم أختبر من قبل مثل هذا الحضور الذي لك الآن؟.. ..قال لي كنت تتعبد لذاتك.. لم تكن تعرفني كما أنا أعرفك.. لم تبادل حبي بحبك.. كنت تأخذ مني لذاتك شاكرا دون مراعاة لمشاعر حبي لك ورغبتي في العيش معك.. ولكني لم ولن أتغير من نحوك.. ليتك تعرف كم أحبك وصنيع حبي غير المحدود لك.. هنا أشرق في ذهني نور جميل وعادت دموعي فياضة لذة بمن أحبني، ومعه قبلت صدق كل ما صنعه من أجلي، فليس بغريب عن حبه تقدمة الصليب والكثير.. وكان مساء وكان صباح حياة جديدة.. هل ينسي ؟ هل يترك الله مثل هذا ؟ |
19 - 10 - 2017, 10:20 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: ملحمة موت فحياة
موضوع جميل جدا
ربنا يفرح قلبك رامز |
||||
19 - 10 - 2017, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ملحمة موت فحياة
هنا أشرق في ذهني نور جميل وعادت دموعي فياضة لذة بمن أحبني،
ومعه قبلت صدق كل ما صنعه من أجلي، فليس بغريب عن حبه تقدمة الصليب والكثير.. وكان مساء وكان صباح حياة جديدة.. ربنا يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فحياة الإنسان وموته في كلامه |
رجع الشرير عن جميع خطاياه فحياة يحيا لا يموت |
أليآب بن يسى (1 صم 17) |
أليآب وداود |
فحياة الرب في داخلي |