رئيس الملائكة الجليل رافائيل
رئيس الملائكة الجليل رافائيل
تمهيد:
لقد ذكر رئيس الملائكة رافائيل في سفر طوبيا (أحد الأسفار القانونية في الكتاب المقدس "العهد القديم") وقد كشف عن نفسه قائلاً "أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب" (طو15:12)
وكلمة رافائيل معناها "دواء الله"، وبعض الآباء يلقبونه بالملاك "مفرح القلوب".
مركزه في الكتاب المقدس:
يروى لنا سفر طوبيا معجزات كثيرة صنعها الملاك رافائيل لطوبيا ووالده، ولأهمية هذه القصة سنوردها كاملة لتظهر أهمية الملاك رافائيل بين السمائيين..
"فأجاب طوبيا وقال لأبيه يا أبت أي أجرة نعطيه، وأي شئ يكون موازياً لإحسانه؟. أخذني ورجع بي سالماً، والمال هو استوفاه عند غابيلوس، وبه حصلت على زوجتي، وهو كف عنها الشيطان، وفرح أبويها وخلصني من إفتراس الحوت، وإياك أيضا هو جعلك تبصر نور السماء...
حينئذ خاطبهما (الملاك رافائيل) سراً وقال: باركا إله السماء وإعترفا له أمام جميع الأحياء لما آتا كما من مراحمه... أما أنا فأعلن لكما الحق، وما أكتم عنكما امراً مستوراً، إنك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً، كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب. وإذ كنت مقبولا أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة. والآن فإن الرب قد أرسلني لأشفيك وأخلص سارة كنتك من الشيطان. فإني أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب.
فلما سمعا ما قاله إرتاعا وسقطا على أوجههما على الأرض مرتعدين، فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا لأني لما كنت معم إنما كنت بمشيئة الله، فباركوه وسبحوه. وكان يظهر لكم أني آكل وأشرب معكم، وإنما أنا أتخذ طعاماً غير منظور وشراباً لا يبصره بشر.
والآن قد حان أن أرجع إلى من أرسلني. وأنتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه".
وهذه القصة الجميلة ترينا قوة شفاعة الملائكة ومحبتهم للبشر فقد مكث مدة طويلة مع طوبيا لك يعينه وينقذه ويحرسه في رحلته، وكان أمامهم يأكل ويشرب حتى أن طوبيا لم يعرف أنه ملاكاً مرسل من الله إلا عندما أفصح الملاك رافائيل عن نفسه حتى لا يرتاع من منظره.
تكريم الكنيسة له:
تعيد له الكنيسة القبطية في اليوم الثالث من الشهر الصغير (النسئ)، وله قصة مشهورة مع القديسة اندرونيكا التي جاءت من روما خصيصاً لبناء كنيسة بإسمه في الإسكندرية، لأن الملاك رافائيل ساعدها عندما تشفعت به،
فنذرت أن تبني كنيسة باسمه في عهد البابا ثاؤفيلس الذي تمم رغبتها، ورسم أبنيها أسقفين لقداستهما (تذكر هذه المعجزة بالتفصيل في سنكسار الكنيسة في سنكسار اليوم الثامن عشر من شهر بابه).
نبذة عن الملاك رافائيل
نبذة عن الملاك روفائيل
هو الثالث بين رؤساء الملائكة السبعة الواقفين أمام الله.
وهم: ميخائيل، جبرائيل، رافائيل، سوريال، سيداكيئيل، ساراثيئيل، وأنانيئيل – وذلك حسب ما ورد في التقليد وكتب الكنيسة.
معنى اسمه:
اسم (رافائيل) هو بالعبرانية RAPHAEL – ومعناه (الله هو الشافي) أو ( الشفاء من الله) أو (الله يشفي)
الملاك رافائيل فى سفر طوبيا:
يحكى سفر طوبيا أحداث عائلتين يهوديتين متصاهرتين وقد حلت بهم الضيقات.
1- عائله طوبيا:
كان طوبيا الاب من سبط نفتالى واسم امراته حنه ولد منها ابنا سماه باسمه وادبه على تقوى الله.
وكان طوبيا رجلا اسرائيليا تقيا بارا ويوفى جميع بواكيره و اعشاره ويصون نفسه من أطعمة الامم الوثنية وكان وهو فى السبى يطوف كل يوم على جميع عشيرته ويعزيهم ويواسي كل واحد من أمواله على قدر وسعه فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة.
وحدث فى يوم انه تعب من دفن الموتى فحينما وصل بيته رمى بنفسه الى جانب الحائط ونام فوقع خطاف حديد فى عينيه وهو ساخن ففقد بصره وقد اذن الرب ان يقع فى هذه التجربة كما جرب أيوب وبالرغم من ذلك احتفظ بايمانه وثباته فى الرب.
وكان اصحابه واقاربه يعيروه قائلين: أين رجاؤك الذي لاجله كنت تبذل الصدقات حينئذ تالم طوبيا جدا وطفق يصلي بدموع.
2- عائله رعوئيل:
كانت سارة الابنة الوحيد لهذه العائلة قد تسلط عليها شيطان كان يقتل كل من يتزوجها فى ليلة العرس حتى وصل عددهم الى سبعة.
فصعدت الى علية بيتها فاقامت ثلاثة أيام وثلاث ليال لا تاكل ولا تشرب بل استمرت تصلى وتتضرع الى الله بدموع ان يكشف عنها هذا العار.
فى ذلك الحين استجيبت صلوات الاثنين أمام مجد الله العلى فارسل الرب ملاكه رافائيل ليشفى كلا الاثنين.
كان لطوبيا الاب مبلغ من المال كان قد اودعه وطلب من طوبيا الابن ان يذهب ليسترده.
وافق طوبيا الابن ولكن كان فى حيره من امره فكيف يصل الى الرجل وهو لا يعرف الرجل ولا الطريق، فاوصاه ابيه ان يبجث عن رجل ثقه يصحبه فى الطريق باجرتة حتى يستوفى المال.
فتاهب طوبيا الابن للسفر وعندما خرج ظهر له الملاك رافائيل فى صوره بشر فساله ان كان كان يعرف الطريف الى بلاد الماديين فاجاب الملاك انه يعرفها ويعرف غابيليوس الرجل الذى كان لديه المال فاخده الى ابيه فوعده الفتى ان ياخذ ابنه ويعود به سالما.
ثم ودع طوبيا أباه وامه وسار كلاهما معاً.
– وفى الطريق خرج طوبيا ليغسل رجليه فى نهر دجلة فخرج حوت عظيم ليفترسه فصرخ فقال له الملاك :أمسك بخيشومه واجتذبه ففعل كذلك فاخذ يتخبط عند رجليه
فقال له الملاك: شق جوف الحوت واحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فهو علاج مفيد.
– وعندما وصلا الى المدينه سال طوبيا الملاك اين تريد ان تنزل؟
اجابه فى بيت راعوئيل وان جميع امواله سوف تكون لك وان ساره ابنته ستكون زوجه لك.
فخاف طوبيا ان يصيبه ما اصاب ازواجها السبعه.
فقال له الملاك اذا تزوجتها فتفرغ معها للصلوات ثلاثه ايام واحرق كبد الحوت اول ليله فيهزم الشيطان.
– ثم دخلا على رعوئيل فتلقاهما بالمسرة هو وزوجته حنا بعدما عرف انه ابن طوبيا صديقه.
فطلب منه طوبيا زواج ابنته فارتعد راعوئيل لمعرفته ما اصاب السبعه رجال ولم يجيبه فشجعه الملاك وقال له لا تخاف ان تزوجه ابنتك لانه يخاف الله فاخد رعوئيل بيمين ابنته ساره وسلمها الى طوبيا قائلا: اله ابراهيم واسحق ويعقوب يكون معكما وكتبوا عقد الزواج ثم اكلوا وباركوا الله.
– ففعل طوبيا كما امره الملاك واخرج كبد الحوت والقاه على الجمر المشتعل حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان واوثقه وقام طوبيا وساره وصليا بحرارة حتى يعافيهما الرب.
– واستحلف رعوئيل طوبيا أن يقيم عنده اسبوعين واعطاه نصف ماله وكتب له النصف الباقى بعد موتهما.
فطلب طوبيا من الملاك ان يذهب الى غابيليوس ليسترد اموال ابيه ففعل كما امره طوبيا.
– ثم استاذن طوبيا من رعوئيل ان يدعه ينصرف ليذهب الى ابيه فاعطاه رعوئيل ساره ونصف امواله كلها من غلمان وجوارى ومواشى وابل وبقر وفضه وصرفه.
– وفيما هم راجعون قال الملاك لطوبيا فلنتقدم نحن قبل زوجتك والمواشى وعندما وصلوا قال الملاك لطوبيا اذا دخلت بيتك فاسجد فى الحال للرب الهك واشكره ثم قبل اباك واطل عينيه بمراره الحوت التى معك وللحين تنفتح عيناه، ففعل طوبيا كما امره الملاك فخرجت من عيني ابيه غشاوة فسحبها طوبيا وللوقت عاد الى طوبيا الاب بصره فمجد الرب هو وبيته وكل من يعرفه.
– بعد ذلك دعا طوبيا ابنه واستشاره فى اى مكافاة ينبغى انا يكافوا بها الملاك رافائيل فاجابه طوبيا هل يرضى انا ياخذ النصف من كل ما جئنا به.
-وحين ذهبا ليعرضا عليه الاموال كشف الملاك حقيقته لطوبيا الاب ولابنه بعد ان كانا يحسبا انسانا وقالا لهما:
باركا اله السماء واعترفا له أمام جميع الاحباء بما اتاكما من مراحمه، صالحة هى الصلاة مع الصوم والصدقة.
حين كنت تصلى بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك كنت انا ارفع صلاتك الى الرب واذا كانت مقبوله امام الله كان لابد ان تمتحن بتجربة وقد ارسلنى الرب لاشفيك وأخلص سارة كنتك من الشيطان فانا رافائيل الملاك أحد السبعه الواقفين أمام الرب، والان قد حان ان ارجع الى من ارسلني وانتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه.
وبعد انا قال هذا ارتفع عن ابصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك.
مفرح القلوب
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم ” الثالث من شهر نسيء من السنة القبطية ” ، بتذكار رئيس الملائكة الجليل رافائيل مفرح القلوب ، وتكريس كنيسته التي كانت بظاهر الإسكندرية ، وذلك أنه في زمان البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين أتت امرأة مؤمنة من رومية ومعها أولادها وصورة الملاك الجليل رافائيل ، وكانت قد ورثت عن زوجها مالا كثيراً فأظهرت رغبتها للبابا في بناء عدة كنائس فأراها كوماً كان تجاه البطريركية فتولت إزالته وبنت مكانه كنيسة ثم بنت كنيسة علي اسم الملاك رافائيل كُرست في مثل هذا اليوم .
وقد لُقب رئيس الملائكة الجليل رافائيل بمفرح القلوب ، ويُعد الملاك رافائيل هو الثالث في رؤساء الملائكة الأطهار ، ومعنى إسمه ” رأفات الله” ، وهو الذى أرسله الله ليكون رفيقاً لطوبيا فى سَفره، فحفظه طوال رحلته حتى أرجعه إلى بيت أبيه سالماً، وعمل معه ومع أسرته معجزات عديدة.
أسماء الملاك رافائيل بلغات مختلفة ، باللغة الإنجليزية ” Raphael “، و اللغة العبرية” רָפָאֵל ” ، و اللغة اليونانية ” Ραφαήλ “
ورافائيل هو اسم عبري معناه “الله قد شفى” وهو اسم أحد الملائكة السبعة الواقفين أمام الرب (طوبيا 12: 15) ويذكر سفر طوبيا أن هذا الملاك لازم طوبيا في ارتحاله. وقد ذكر الملاك في سياق طمأنته لوالد طوبيت أن اسمه “عزريا بن حننيا العظيم” (طو 5: 18).
عن الملاك روفائيل يقول القديس يوحنا ذهبي الفم
هو ملاك وهو وكيل العريس لأنه اتفق مع طوبيا وأقام العرس، إنه لا جسد له لأنه لم يذق شيئًا طوال الأيام التي صار فيها معه، إنه شفيع فقد توسل إلى السيد الرب صاحب كنوز الرأفة لأجل طوبيت وطوبيا ابنه ولأجل سارة، هو نشيط لأنه عندما كان طوبيا في العرس أخذ جملًا إلى راجيس وأحضر الفضة، هو طبيب لأنه أبرأ عيني طوبيا الرجل الرحوم ثم أوصى ابن طوبيا أن يعمل الرحمة من ماله لأن الصدقة تنقذ الإنسان من الموت، هو قائد لأنه قيدّ أزموداوس (الشيطان) هو متطوّع لأنه لم يأخذ أجرًا إتفقوا عليه معه، إنه خادم نشيط لأنه قام بكل ما احتاجوا إليه، أنه خدوم لأنه وقف معه وخدم كعبد أمين فيا لعظم رأفة الله و يا لطاعة رئيس الملائكة الواقف في حضرة رب الجنود، وقد وقف أمام إنسان يخدمه .