رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
+++ روعة النفس وسرّ توبتها +++ + [ أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. أن قلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذبا وكلمته ليست فينا ] (1يو1: 8 – 10) لذلك كلنا نحتاج أن نعترف بخطايا قلوبنا الظاهرة أمامنا ونعرفها جيداً، لكي نأخذ قوة غسيل وغفران من رب المجد الذي هو وحده سرّ طهارة نفوسنا وفرحها الحلو، لذلك لو أصغينا لصلوات الكنيسة والتي طالما لا ننتبه إليها سنجد فيها صلوات توبة وطلب غفران حلو لكل نفس تشعر أنها تحتاج أن تتمتع بغفران الرب حبيبها الخاص لتعود لحياة الشركة مع الله الثالوث القدوس في سرّ التقوى والمحبة، هذه الشركة التي نخسرها بسبب ملازمتنا لخطايانا... لذلك اليوم أحببت أن نتكلم معاً عن سرّ التوبة العظيم الذي هو أساس حياة شركتنا مع الله، لذلك سنوضح معاً سرّ النفس العظيم ونتعرف على صلوات الغفران في الكنيسة الملهمة بروح الله ومؤيدة بقوته والتي تسير حسب قصده شارحه الإنجيل بالحياة والعمل في صلاة تقوى مقدسة تُفرح كل نفس تُصليها بالروح في شركة الكنيسة والقديسين، ولنصغي جيداً لما نقول، ولنصغي أولاً باختصار وتركيز لبعض كلمات القداس الإلهي: + [ يا الله الذي قَبِلَ إليه اعتراف اللص على الصليب المُكرَّم. أقبل إليك اعتراف شعبك واغفر لهم جميع خطاياهم من أجل اسمك القدوس الذي دُعيَّ علينا. كرحمتك يا رب ولا كخطايانا ] (سر اعتراف الشعب) + [ اللهم يا حامل خطية العالم، ابدأ بقبول توبة عبيدك منهم (آبائي وأخوتي وضعفي)، نوراً للمعرفة وغفراناً للخطايا. لأنك أنت إله رءوف ورحوم، أنت طويل الأناة كثير الرحمة وبار. وإن كنا قد أخطأنا إليك بالقول أو بالفعل فسامح واغفر لنا، كصالح ومحب البشر... أنعم لنا يا سيدنا بعقل وقوة وفهم. لنهرب إلى التمام من كل أمر رديء للمضاد، وامنحنا أن نصنع مرضاتك كل حين. اكتب أسماءنا مع كل صفوف قديسيك في ملكوت السماوات بالمسيح يسوع ربنا ... ] (يصلي الكاهن هذه الصلاة طالباً المغفرة لشعب المسيح بعد صلاة أبانا الذي في السماوات وقبل التناول مباشرة عندما يُصلي المصلون "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا") إخوتي الأحباء كلنا تذوقنا في حياتنا الشخصية مرارة السقوط وآلامه المؤذية والمحطمة لنفوسنا والتي فيها إهدار كرامتنا الإنسانية، فالخطية تؤلم النفس جداً وتجرحها وتثقلها وتطعنها بأوجاع كثيرة، وهي مُخيفة في فعلها لأنها تفصلنا عن المحبوب الذي دعانا بالمجد والفضيلة لندخل في سرّ الشركة التي تقطعها الخطية وتفصلنا عن المحب القدوس، ويقول القديس كيرلس الأورشليمي في عظاته التعليمية للموعوظين عن التوبة ومغفرة الخطايا واصفاً الخطية قائلاً: + [ الخطية أمر مُخيف، وأكثر الأمراض وجعاً للنفس هو التعدي، إنه يمزق أوصالها، وتصبح الخطية هي السبب في النار الأبدية، إنها اختيار الإنسان للشرّ بمحض رغبته، أنها ثمرة الإرادة الشريرة. وعن أننا نُخطئ بمحض إرادتنا الحرة يتكلم النبي بوضوح في الآيات التالية: " وأنا (الله) غرستُك (شعب إسرائيل) أجود كرمة، وزرعتك كلك أفضل زرع، فكيف تحولت إلى كرمة تنكرت لي" (إرميا 2: 21) ] ولكن مهما ما كانت الخطية فهي داء مُرّ يُلازمة الموت ولكنه ليس عديم الشفاء، لذلك فلنفرح معاً ونتقدم كلنا بتوبة - مهما ما كانت خطايانا بشعة وصعبة للغاية - عالمين أن قانون ومقياس التوبة وميزانها حسب أساس الإنجيل ومقياس المسيح الرب المجروح لأجل معاصينا والمسحوق لأجل آثامنا والذي بجرحه شُفينا (إشعياء 53: 5) أن يقول الخاطئ بكل قلبه: [ أنا تائب ].. وحتى لو عاد للخطية – عن ضعف – سبع مرات في اليوم (بدون قصد ولا تخطيط منه) وقال [ أنا تائب (لوقا 17: 3 – 5) ] فعلى الكاهن الذي يُعلن ابوة الله في المسيح أن يقبله، كما أن الكنيسة بكل من فيها يقبله أيضاً وذلك بحسب أمر المسيح كما هو واضح في الإنجيل، وفي هذا القانون الإلهي الذي وضعه الرب القدوس في الإنجيل – له المجد – يوضحه كتاب الدسقولية فيقول: + [ ويجب أيضاً أن تغفروا للتائبين. وإذا قال واحد من الخطاة بسريرة طاهرة "أخطأت يا رب" لوقته يُجيبه الروح القدس: "إن الرب رفع خطيئتك ولن تموت" ] (دسقولية 4: 15) فأن اعترفنا بخطايانا بقلب متضع منكسر [ القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره (مزمور 51: 17) ] أمام المسيح الرب إلهنا، واثقين أنه هو بشخصه وذاته القيامة والحياة فسيتم فينا المكتوب عن صدق، لأن الرب تكلم على فم عبيده الأنبياء الرسل قائلاً: [ أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ] (1يوحنا 1: 9)، وسنسمع صوت الروح يقول: [ ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ] (متى 9: 2). + يا إخوتي: لنفوسنا قيمة عظيمة للغاية، والخطية تحط من قيمتنا للتراب، فالنفس صنيع إلهي عظيم، هي كيان روحي، هي [ الموضع حيث فيه يستقر الله ]، وكما قال أحد الأتقياء: [ الله خلق الإنسان لتكون مدينته الخاصة ومكان سكناه. فنفوسنا جُعلت لتكون مسكن الله. الله لا يُمكن أن يكون خارج النفس التي فيها سيجعل سكناه للبركة إلى ما لانهاية ]... ونحن حينما ننزل لمستوى الخطية نحط من كرامة نفوسنا ونشوه هيكل الله ومَقرّ سُكناه، أي نُدنس هيكله الخاص، وهيكل الله هو نحن (جسد ونفس وروح)، لذلك نحن نحتاج أن يتطهر الهيكل المُدنس بالتوبة ليرجع لجماله وبهاؤه الخاص بنعمة الله التي تحل علينا حسب مشيئة الله ووعده للتائبين، لذلك نحن في حاجة دائمة أن نحفظ ونصون هذه الكرامة التي منحها لنا الله، أي كرامة سُكناه فينا، ونظل دائماً على شركة حية مع الله متأملين فيه وحده، متشحين بالمحبة الحارة والشديدة نحو شخصه الساكن فينا، فالنفس كما قال الآباء [ لأنها عاقلة فهي متشحة بقوة العقل والتعقل والثبات في الله ]. فلابد من أن نعي أنفسنا الآن وندرك من نحن وعلى ماذا خُلقنا، وندرك أن النفس تنكسر وتتعرى وتنفضح عادةً بالشهوات والخطايا. لذلك فإقامتها من سقوطها المُدمر ومن هذا الانكسار الذي ذبح كرامتها الخاصة تكون بإعادة تقديمها لله بالصلاة البسيطة النقية الطاهرة وعن احتياج لإعادة بناءها مرة أخرى بقوة الله، ليُزينها الروح بزينته السماوية لتعود هيكل مقدس بهي يحل فيه الله وتعكس بهاؤه بكل جواهر (ثمر) الروح التي تُزينها من الداخل، وتنضح عليها في النهاية من الخارج، بعد ما تتشرب من النعمة وتغتسل وتتطهر وتتبرر بدم المسيح... والله في حالة توبة النفس وقربها من شخصه بالصلاة المتواضعة والقلب المنكسر عن احتياج لغفران الله وحلوله فيها، يحرر إرادتها المسلوبة ويُدخلها في حرية مجد أولاد الله، ثم يضع وصاياه موضع التنفيذ أمامها إذ أعطاها الإرادة الصالحة، فان استجابت وعملت بالوصايا حسب أمر الرب باستدعائها لاسم الله والمُناداة باسم يسوع دائماً (الصلاة الدائمة)، وبالندم على الخطايا باستمرار (التوبة المستمرة) والاتضاع والمحبة نحو الله وكل الناس، فأن الله يرى محبتها وصدق توبتها فيأتيها ويستقر فيها كما قال بفمه الطاهر: [ أجاب يسوع وقال له أن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً ] (يوحنا 14: 23) +++ اختصار وتركيز: النفس البشرية خالدة بالنعمة وحسب طبيعة خلقتها، إلا أنها حينما تنحل وتنجرف في الملذات والمتع الجسدية فهي تُعتبر ميتة عن الحياة الحقيقية منفصلة عن عمل النعمة بالرغم من أنها تحيا عضوياً، فالنفس بطبيعة النعمة تبقى صحيحة في عافية روحية وبهاء إلهي عظيم، وتمرض حينما تتشتت قواها الخاصة التي هي التعقل وتركيز التأمل في الله، وذلك بانغماسها وتورطها في الشهوات والخطايا، وشفاؤها يتم فقط حينما تتحد قوى التعقل في النفس مرة أخرى وتركز تأملها ومحبتها نحو الله... أما موت النفس فهو يحدث بالعبودية للخطية والعيش فيها باستمرار وبلا أي عقل ولا تعقل، ورجوع الحياة للنفس بعد موتها في الخطية أمر شاق للغاية وصعب على قدرات الإنسان، ولكنه يتحقق فقط وبسهولة جداً بالتوبة الجادة الشديدة العزم والتمسك بالرب القيامة والحياة بإيمان وثقة شديدة والتمسك بكلمته إذ قال: [ أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ] (يوحنا11: 25) +++ فيا من تشعر أنك تورط جداً في الخطية إلى الموت حتى يأست جداً من نفسك ومن إصلاحها ولم يعد فيك أدنى قوة لكي تنهض، فالطبيب الشافي قبيب منك جداً (الآن)، هذا الذي وحده بسلطان قدرته يُحررك بسهولة في طرفة عين من كل قيود الأغلال التي وضعت عليك، بل يخلصك من الموت نفسه ويهبك قوة نور الحياة التي لا يوجد سلطان يطفأها فيك على الإطلاق، وذلك أن فقط آمنت بمسيح القيامة والحياة وقدمت توبة بانسحاق قلبك الذي يصرخ لله الحي: "ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت"، وفي تلك اللحظة ستدب فيك الحياة وبفرح ستصلي قائلاً: أشكر الله بيسوع المسيح، فأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع حررني من ناموس الخطية والموت آمين |
10 - 08 - 2017, 09:53 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: +++ روعة النفس وسرّ توبتها +++
موضوع جميل ربنا يفرح قلبك |
||||
10 - 08 - 2017, 09:54 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: +++ روعة النفس وسرّ توبتها +++
ميرسى على الموضوع الجميل ربنا يفرح قلبك |
||||
10 - 08 - 2017, 09:58 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: +++ روعة النفس وسرّ توبتها +++
ربنا يفرح قلبك
|
||||
11 - 08 - 2017, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: +++ روعة النفس وسرّ توبتها +++
أشكر الله بيسوع المسيح، فأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع حررني من ناموس الخطية والموت آمين ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة التائبة مريم | توبتها |
أضحت كلّية في توبتها |
عظمة نينوى في توبتها |
أمثلة لم تؤجل توبتها |
المرأة السامرية ما مظهر توبتها؟ |