رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تخيل لو مكانش الله تقابل مع أبونا أبراهيم.. ربما كانت حياته ستصبح أكثر وضوحاً واحتمالاً. رجل يأتيه الله ليدعوه للخروج.. إلى أين؟؟ لم يقل له.. فيذهب معه...... ويحدثه فى أمور عظيمة ربما لم يفهم منها شيئاً.. يحدثه عن البركة والنسل والأمم التتى ستتبارك به وفى نسله.. وهو اصلاً معندوش ولاد. ويمضى أبرام إلى حيث لا يعرف.. وينتظر.. ولا شىء يحدث.. وربما تسائل كثيراً.. لماذا أنا هنا وماذا أفعل.. وهل تبعت وهماً... وأين ذلك الإله الذى خرجت خلفه... ومن فترة لأخرى يزوره الله... ويؤكد وعود لم يطلبها أبرام.. وهذه الفترات لا يفصل بينها أيام بل سنوات.. ويعيش أبرام متألماً بحلمه.. وبوعد الله.. وفى كل زيارة يكون الله أعجب من السابقة.. فمرة يحدثه عن 400 سنة قادمة.. ومرة يغير أسمه.. ويجعله أبراهيم.. ومرة يشجعه.. ومرة يرعبه..ومرة ينقذه.. ومرة ياكل معاه ويناقشه فى حرق سدوم وعمورة كأنه أهم كائن على الارض.. ومرات يسيبه سنين يوصل فيها لدرجة اليأس ويقول خدامى هو اللى هيورثنى... ويزداد أرتباكه.. وينظر فى المرأة ولا يعرف من هو.. هل هو أبرام أم أبراهيم... أم لا شىء؟؟ طب هو بيعمل أيه دلوقت.. وليه ربنا جابه هنا؟؟ لا هو ماسك كتاب بيكرز بيه للناس.. ولا عامل أرساليه شفاء ومعجزات.. ولا بيعمل أى حاجة من الدعوات اللى الله بيدعيها لأبناء أبراهيم فى القرن الواحد والعشرين ولماذا يحدثه الله فى أمور عظيمة.. وهو لا يستطيع أن يلمس بيديه حتى أبسط الأمور العادية... يعنى ربنا مخرجه من بلده.. عشان يقعده فى الطل... فلو لم يعطيه الله حلماً.. ووعداً... لعاش أنساناً طبيعياً مثل كل من حوله... لو لم يقابله الله ربما لعاش وتزوج.. وأنجب من سارة أو من غيرها.. ولأحتفظ بأسماعيل.. وفى كل مرة يقترب من سارة يتسائل.. هل سيأتى أسحق قريباً؟؟؟ احياناً سيكون أقصي ما يؤلمك.. ليس هو الإهانة أو الوحدة أو الترك.. ولا حتي إساءات الناس.. فبعد قليل ستعتاد علي طبيعة البشر.. ولكن سيؤلمك صورة وضعها الله بداخلك عن الحياة.. لن تجدها.. بل لن تجد حتي قشورها.. وكلما ذهبت اليه.. او اتي اليك.. سيؤكد ان هذه هي الحياة الحقيقية.. ويطالبك بالإنتظار لتتذوقها.. أو يلمس شيئاً ما في عمقك ويجعلك لا تستسيغ أو تتقبل سواها.. ألم يقل له إبراهيم ذات يوم "مشيها اسماعيل وخلاص".. وربنا يقوله "لأ.. استني ابن من سارة".. يعني حتي الولد اللي جاله مبقاش عارف يحس انه ابنه.. وشوية وطرده!!! وتجد إبراهيم معلقاً في الهواء.. لا طايل سما ولا أرض.. وربما يكون قد قال لله في يوم "خليك في حالك.. وسيبني في حالي.. وكفاية وعود وكلام.. انا اصلاً مش عايز حاجة.. هو أنا طلبت منك حاجة؟! ولا انت قولت هتديني؟!".. لكن في النهاية بييجي اسحق.. طبعاً ماتعرفش ليه بياخد كل الوقت دا.. رغم ان الطفل العادي بييجي في ٩ شهور.. ولا تعرف ليه ندبحه بعد ما بييجي ويكبر ويبقي زي الورد.. ولا ليه ماتدبحش رغم اننا كنا مجهزين السكين والحطب وسمينا ورفعنا السكين عشان ندبح.. لكن ابراهيم يعرف.. ويعرف جيداً.. ويعلم ان الهدف لم يكن الالم.. ولا اسحق.. بل سر خاص جداً بينه وبين الله.. |
21 - 07 - 2017, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم المتألم
لكن ابراهيم يعرف.. ويعرف جيداً..
ويعلم ان الهدف لم يكن الالم.. ولا اسحق.. بل سر خاص جداً بينه وبين الله.. ابراهيم المتألم... |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|