بين الحق و العدل .
تتقارب الكلمتان في المدلول ، لكن هناك فرق كبير في البعد الروحي ..
العدل منظومة إنسانية تجتهد في إقرار الحق، لكنه مثله مثل كل عمل إنساني قابل للخطأ و الصواب ووجهات النظر و الحذف و الاضافة و التجاوز و النسيان و التأجيل و التأخير و الأهواء الشخصية و الخوف و الحسابات البشرية ..
و القصور فيه أمر طبيعي، يتماشى مع طبيعة البشر الناقصة ..
اما الحق فهو عمل إلهي غير خاضع لمقايييس الزمان و المكان و الأشخاص و الأحداث ..
في منظومة العدل الإنسانية قد نعاني من الظلم ، اما منظومة الحق الالهي فهى سعي الله لإقرار العدل الغائب بحكمته و قدرته و سلطانه الأزلي الأبدي ..
يا صديقي ، قد لا تري العدل في التو و اللحظة ، و لكن الله ساهر لإتمام حقه فيك ، فأنت مسؤوليته الشخصية ..
الله سيظهر حقك بكل قوة ، و يسخر كل قوي الطبيعة و ملكات الكون من أجل أصغر ابن من اولاده يعاني من اي ظلم مهما كان حجمه وزمانه ، و من اي ظالم مهما كانت قوته و بطشه ..
يخرج مثل النور برك، وحقك مثل الظهيرة (مزمور ٣٧ : ٦)