يوشيا والبداية الجديدة
«كان يوشيا ابن ثماني سنين حين ملكَ .. وعمل المستقيم في عيني الرب» ( 2أخبار 34: 1 ، 2)
بدأ يوشيا قصته في ظروف مُظلمة بحلوكة. اختفت كلمة الله من المشهد، وعمَّت مظاهـر الوثنية البغيضة، نتيجة للفشل الرهيب من أبيه وجدّه إذ فعلا الشر في عيني الرب، ومع ذلك فقد نجح هو نجاحًا عظيمًا وأكرم الرب إكرامًا عظيمًا، فنال تقريرًا رائعًا أنه «عمل المستقيم في عيني الرب»، وأن «كل ملوك إسرائيل لم يعملوا كالفصح الذي عملَهُ يوشيا». لذا فمن المناسب أن نحاول تعلُّم بعض الدروس من بدايتهِ.
للرقم 8 مكانة خاصة في حياة يوشيا، و8 هو رقم البداية الجديدة؛ فاليوم الثامن هو بداية الأسبوع الجديد، والنوتة الموسيقية الثامنة هي بداية السلم الموسيقـي الجديد، وهكذا. ولبداية يوشيا في سن 8 سنوات مغزى مُهم يجعلني أسألك سؤالاً: هل بدأتَ البداية الحقيقية مع الله؟ هل اختبرتَ الولادة الجديدة؟ إني لا أسألك شيئًا عن أسرتك أو تربيتك أو ما عملت، بل أسألك عن بداية جديدة مع الله عند صليب المسيح معترفًا بخطاياك نائلاً الغفران بعمل دم الصليب. فهل بدأت معه حقًا؟! هذه هي البداية الصحيحة. هذه هي عِلَّة النجاح كل الطريق.
وبالنسبة ليوشيا، فبعد 8 سنوات أخرى، وعمره 16 سنة، بدأ مرحلة جديدة من حياته. وما أحوجنا للحياة المتجدِّدة. لقد ابتدأ يطلب الرب إله داود أبيه؛ فقد أصبح لا يرضى بمجرَّد معرفة سطحية عنه، ولا عاد يكفيه اتِّباع الرب من خلال آخرين؛ بل لم يَعُد يكفيه إلا أن يعرف الرب معرفة شخصية حقيقية. صديقي، هل تتمتع بهذه العلاقة الحية مع إلهك؟ لا تكتفِ بأن تسمع عنه في الاجتماعات الروحية فقط. لا تتبعه من خلال آخرين مع كونهم من الأفاضل، بل اطلب منه أن يكشف لك عن ذاته شخصيًّا! دعهُ يكون رفيق رحلتك! إنه الصديق الألزق من الأخ، والرفيق الذي يحلو معه الطريق. إن بدأتَ تلك البداية، فنعمَ المسير.
ثم إن يوشيا، بعد ذلك، ابتدأ يُطهِّر مملكته من كل ما يُغضب الرب. فإن رَغبنا بداية جديدة لعمر مُتجدِّد؛ علينا أن نُطهِّر حياتنا. دعني أقولها لك، كما يقولونها بالعامية المصرية: ”نبتدي على نظيف“. نظف حياتك من علاقات لا تُرضي الرب، من هوايات، أو عادات، أو مواقع إنترنت، أو نكات؛ من كل ما يُشير لك عليه الرب أنه لا يرضيه. في كل مجالات حياتك تعلَّم أن ”تبدأ على نظيف“.
عصام خليل