هذا ما يراه طفلك حديث الولادة
هل تعلم أن الطفل الصغير، بمجرد ولادته، وقبل إتمام شهره الأول في الحياة، لا يستطيع أن يرى الألوان بشكل سليم، بل أنه حتى لا يستطيع رؤية المجسمات بشكل واضح.
ويقول الباحث أليس سكيلتون إن الأطفال لا يستطيعون رؤية الأشياء السوداء والبيضاء، عندما ينظرون بعيدا، فكل ما يراه الطفل في تلك المرحلة المبكرة من عمره لا يتجاوز 5% مما يراه البالغ.
فالرؤية المجسمة لم تبدأ لديه، ولا يمكنه تمييز الوجوه إلا في محيط 30 سم، وهي المسافة بين وجه الأم وثديها.
وخلال الستة شهور الأولى يحدث تغير سريع في رؤية الطفل، حيث يقول أليكس ويد، أستاذ علم النفس في جامعة يورك البريطانية، وخبير في العمليات البصرية: إن المراحل المبكرة من التعلم لرؤية الألوان والأشكال الأساسية تحدث بسرعة نسبية. وبحلول سن ستة أشهر، يكون لدى الأطفال مستويات أو أكثر من البالغين من حدة البصر.
وهو ما برره الدكتور ويد، استاذ علم النفس بأن السبب الرئيس في نمو الطفل بصريًا هو فترات النوم الطويلة التي يحصل عليها الطفل الصغير.
وتقول آنا فرانكلين، رئيسة مختبر الطفل في جامعة ساسكس "إن عدم رؤية الأطفال للونين الأبيض والأسود، اسطورة شائعة، مشيرة إلى أن الدراسات وجدت أن الأطفال حديثي الولادة يمكنهم رؤية بقع كبيرة ومكثفة من اللون الأحمر على خلفية رمادية.
وقد ساعدت أبحاث تلك الخبيرة على تطوير لعب الأطفال والمسرح والبرامج التلفزيونية، في حين أن الفريق يعمل حاليا على الاختبارات المبكرة لنقص رؤية الألوان، وهو مسعى يمكن أن يساعد على منع الأطفال من مواجهة المشاكل عندما تواجه عدد لا يحصى من أنظمة التعلم القائمة على الألوان الموجودة في الفصول الدراسية.
ومع حصول الطفل على فترة مناسبة من النوم، تنمو بعض الخلايا في ثلاثة أنواع، وهي الأطوال الطويلة والمتوسطة، والقصيرة من الضوء، وخلال ذلك يتم الجمع بين الإشارات من المخاريط بطرق مختلفة لذلك، فعلى سبيل المثال، يتم الجمع بين المخاريط الطولية المتوسطة والطويلة لتعطيك ما يسمى المسار الأحمر والأخضر".
ويولد الأطفال بجميع الأنواع الثلاثة من المخاريط، ولكن نضوج تلك الخلايا يستغرق وقتا طويلا لتنضج، وهو ما قد يصل له الطفل بعد شهرين من الولادة.