ما اسباب دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى ؟
عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى في جميع أنحاء أوروبا في عام 1914، أعلن الرئيس وودرو ويلسون أن الولايات المتحدة ستبقى محايدة، و معظم الأمريكيين كانوا يؤيدون سياسة عدم التدخل ، ومع ذلك، بدأ الرأي العام الذى يؤيد عدم دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى او الحياد يتغيير بعد غرق سفينة لوسيتانيا البريطانية بواسطة قارب الماني في عام 1915، و ما يقرب من 2000 شخص لقوا حتفهم، منهم 128 أمريكي، وبالاضافة الى برقية زيمرمان التى كانت تهدد بوجود تحالف بين المانيا والمكسيك، و ادى ذلك الى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى حيث طلب ويلسون من الكونغرس اعلان الحرب ضد المانيا ودخلت الولايات المتحدة رسميا النزاع في 6 أبريل 1917.
بدأ الحرب العالمية الاولى :
* في 28 يونيو 1914، اغتيل ارشدوق فرانز فرديناند، وريث العرش فى الامبراطورية النمساوية المجرية، وزوجته صوفي، على يد صرب البوسنة القومية في سراييفو، عاصمة المقاطعة النمساوية المجرية للبوسنة والهرسك.
* بعد شهر واحد، في 28 يوليو، أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا، و في غضون أسبوع كانت روسيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا العظمى وصربيا انحازوا ضد النمسا والمجر وألمانيا، وبدأت الحرب العالمية الاولى.
* وقد تعاونت ألمانيا والنمسا والمجر في وقت لاحق مع الإمبراطورية العثمانية وبلغاريا، وأشير إليهم على أنهم قوى مركزية ، وانضمت روسيا وفرنسا وبريطانيا العظمى اى الدول الحليفة الرئيسية الى ايطاليا واليابان والبرتغال.
* في 4 أغسطس /آب، اندلعت الحرب العالمية الاولى في جميع أنحاء أوروبا، و أعلن الرئيس وودرو ويلسون حياد أمريكا، قائلا أن "الأمة يجب أن تكون محايدة".
* و مع عدم وجود مصالح حيوية فى ذلك الوقت، أيد العديد من الأميركيين موقف عدم الانحياز فى بداية الحرب العالمية الاولى ، بالإضافة إلى ذلك، كانت الولايات المتحدة موطنا لعدد من المهاجرين من البلدان التى كانت فى حالة حرب مع بعضها البعض، وأراد ويلسون تجنب أن تصبح هذه القضية خلافية.
* وكانت الشركات الأمريكية تواصل شحن المواد الغذائية والمواد الخام والذخائر إلى الحلفاء والدول المركزية على حد سواء، على الرغم من أن التجارة بين الدولتين المركزيتين والولايات المتحدة كانت تحدث بصعوبة بسبب الحصار البحري البريطاني لألمانيا فى الحرب العالمية الاولى، كما قدمت البنوك الأمريكية للدول المتحاربة قروض، ذهب الجزء الأكبر منها إلى الحلفاء خلال الحرب العالمية الاولى.
غرق لوسيتانيا وحركة التأهب خلال الحرب العالمية الاولى :
* في 7 مايو 1915، اغرقت غواصة ألمانية السفينة البريطانية لوسيتانيا، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص، من بينهم 128 أمريكيين، وقد ادى هذا الحادث الى توتر العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبرلين وساعد فى تحويل الرأى العام ضد المانيا اثناء الحرب العالمية الاولى.
* وطالب الرئيس ويلسون من الألمان خلال الحرب العالمية الاولى وقف حرب الغواصات الغير معلنة، و تبين انه لا يعتقد انه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ اجراء عسكرى ضد المانيا.
* وقد اختلف بعض الأمريكيين مع سياسة عدم التدخل هذه، بما في ذلك الرئيس السابق ثيودور روزفلت، الذي انتقد ويلسون ودعي إلى شن الحرب، وروج روزفلت الى حركة التأهب، التي كانت تهدف إلى إقناع الامة الامريكية انه يجب الاستعداد لدخول الحرب العالمية الاولى .
* في عام 1916، تم نشر القوات الأمريكية في المكسيك لمطاردة زعيم المتمردين المكسيكي بانشو فيلا بعد غارة على كولومبوس، نيو مكسيكو، وهذا ما زاد المخاوف بشأن استعداد الجيش الأمريكي ، ردا على ذلك، وقع ويلسون قانون الدفاع الوطني في يونيو من ذلك العام، وتوسيع الجيش والحرس الوطني، وفي أغسطس، وقع الرئيس تشريعات تهدف إلى تعزيز كبير في البحرية.
* بعد حملة شعارات " يكفى انه لم يدخلنا فى الحرب" و "أمريكا أولا"، تم انتخاب ويلسون لولاية ثانية في البيت الأبيض في نوفمبر 1916.
* وفي الوقت نفسه، انضم بعض الأميركيين إلى القتال في أوروبا ، ابتداء من الأشهر الأولى من الحرب، ومجموعة من المواطنين الأمريكيين كانوا مجندين في الجيش الفرنسي ، و كان من بينهم الشاعر آلان سيجر، الذي كانت قصيدته "لدي لقاء مع الموت" وقتل سيجر في الحرب العالمية الاولى عام 1916، و تطوع أميركيون آخرون فى الخدمة الجوية الفرنسية، أو قيادة سيارات الإسعاف للخدمة الميدانية الأمريكية.
استئناف ألمانيا لحرب الغواصات فى الحرب العالمية الاولى :
* في مارس 1916، نسف قارب يو الألماني سفينة الركاب الفرنسية "ساسكس "، مما أسفر عن مقتل العشرات من الناس، بمن فيهم العديد من الأميركيين، وبعد ذلك هددت الولايات المتحدة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا.
* وردا على ذلك، أصدر الألمان تعهد ساسكس خلال الحرب العالمية الاولى ، ووعدوا بوقف مهاجمة السفن التجارية والركاب دون سابق إنذار، ومع ذلك في 31 يناير 1917، اعلن الألمان أنهم سوف يستأنفوا حرب الغواصات الغير مقيدة، و اعتقدوا ان ذلك سوف يساعدهم على كسب الحرب قبل أمريكا، التي كانت غير مستعدة نسبيا للمعركة، و التى يمكن أن تنضم إلى القتال نيابة عن الحلفاء فى الحرب العالمية الاولى.
* وردا على ذلك، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا في 3 فبراير /شباط ، وخلال شهري فبراير /شباط ومارس / آذار، اغرقت قوارب يو الألمانية سلسلة من السفن التجارية الأمريكية، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
برقية زيمرمان خلال الحرب العالمية الاولى :
* وفي الوقت نفسه، في كانون الثاني /يناير 1917، اعترض البريطانيون رسالة مشفرة من وزير الخارجية الألماني آرثر زيمرمان إلى الوزير الألماني للمكسيك هاينريش فون إيكهارت.
* و اقترحت برقية زيمرمان وجود تحالف بين ألمانيا والمكسيك إذا انضمت أمريكا إلى الحرب العالمية الاولى الى جانب الحلفاء.
* وكجزء من هذا الترتيب، فإن الألمان دعموا المكسيكيين في استعادة الأراضي التي فقدوها فى الحرب مع الولايات المتحدة مثل تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا.
* بالإضافة إلى ذلك، أرادت ألمانيا مساعدة المكسيك في إقناع اليابان أن تأتي إلى جانبها في الصراع فى الحرب العالمية الاولى.
* وقد أعطى البريطانيون الرئيس ويلسون برقية زيمرمان في 24 فبراير /شباط، وفي 1 مارس /آذار، أفادت الصحافة الأمريكية بوجودها، وقد شعر الجمهور الأمريكي بالغضب من أخبار برقية زيمرمان، كما ساعده استئناف ألمانيا لهجمات الغواصات، الى دفع الولايات المتحدة للانضمام إلى الحرب العالمية الاولى.
الولايات المتحدة تعلن الحرب على ألمانيا :
* في 2 أبريل 1917، ذهب ويلسون قبل جلسة خاصة مشتركة مع الكونغرس وطلب إعلان الحرب ضد ألمانيا، قائلا "يجب أن يكون العالم آمن للديمقراطية".
* وفى 4 ابريل صوت مجلس الشيوخ لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى ضد المانيا ، وبعد يومين، في 6 أبريل / نيسان، صوت مجلس النواب بأغلبية 373 صوتا مقابل 50 صوتا لصالح اتخاذ قرار دخول الحرب العالمية الاولى ضد ألمانيا، (من بين المعارضين كانت جانيت رانكين من مونتانا، أول امرأة في الكونغرس)،و كانت هذه هي المرة الرابعة التي أعلن فيها الكونغرس الحرب؛ وكانت الحرب الأخرى فى عام 1812، والحرب مع المكسيك في عام 1846 والحرب الإسبانية الأمريكية فى عام 1898.
* في أوائل عام 1917، كان عدد الجيش الأمريكي فقط 133،000 عضوا ، وفي أيار /مايو، أقر الكونغرس قانون الخدمة الانتقائية الذي أعاد القانون للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية وأدى إلى دخول نحو 2.8 مليون رجل إلى الجيش الأمريكي بنهاية الحرب العالمية الاولى ، حوالي مليوني أميركي إضافي خدموا طوعا في القوات المسلحة خلال الحرب العالمية الاولى.
* ووصلت أول قوات مشاة أمريكية إلى القارة الأوروبية في حزيران /يونيه 1917؛ في تشرين الأول /أكتوبر، دخل الجنود الأمريكيون القتال، في فرنسا ، في ديسمبر كانون الاول، أعلنت الولايات المتحدة الحرب ضد النمسا والمجر (أمريكا لم تكن رسميا في حالة حرب مع الإمبراطورية العثمانية أو بلغاريا).
عندما انتهت الحرب العالمية الاولى في نوفمبر 1918، مع انتصار الحلفاء، خدم أكثر من 2 مليون جندي أمريكي في الجبهة الغربية في أوروبا، وتوفي أكثر من 50،000 منهم.