رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لقد أخرجت الصور القديمة وبدأت أحدّق فيها بعمق، محاولاً النظر إلى عيني نفسي كطفل. وتخيلت المشاهد التي مررت بها. فوجدت لحظات هادئة تمكنّت فيها من التأمل في هذا الطفل، والتحدث معه، والحفاظ عليه حياً في داخلي." إننا جميعاً، نحمل في أعماقنا كلاًّ من المشاعر والجروح التي شعرنا بها ونحن أطفال. ربما تكون مدفونة، لكنها لا تزال هناك. وإلى أن يتمّ الشفاء، نحتاج إلى التلامس مع هذه الأجزاء المفقودة من أنفسنا. فالإساءة حدثت عندما كنا صغار، لذا الطفل الذي داخلك هو الذي يُمسك بالمفتاح الذي سيوصلك إلى ذكرياتك ومشاعرك. عندما كنت طفلاً، كان عليك إخفاء قابليتك للإصابة، وبمطالبتك بالتذكّر الآن يمكن أن يشعره (الطفل الداخلي) بالتهديد. لأنّ هذا يعني تذكر الخزي والفزع الذي شعرت به، وكذلك تذكر الوقت الذي لم تكن لديك فيه القوة الكافية لحماية نفسك. يلوم العديد من الناجين من الإساءة هذا الطفل أو يتجاهلونه. فأنت تكره نفسك لأنك صغير، وتحتاج إلى الحب والعاطفة، ولأنك سمحت لنفسك بأن تُؤذَى. لكن عندما تكره الطفل الذي داخلك، فأنت تكره جزء من نفسك. وعندما تعتني بالطفل الذي داخلك، فأنت تتعلم تغذية نفسك. كيف تتصل بهذا الطفل الداخلي: بذل أحد الرجال مجهوداً واعياً للتفكير في نفسه كطفل فقال: "أعود بالذاكرة محاولاً تذكّر كيف كنت حين كنت في التاسعة أو العاشرة من العمر، مستلقياً على فراشي في الليل، ناظراً إلى أعلى للسقف. ما الذي كنت أفكر حينها؟ كيف استطعت تدبر كلّ الحيرة والاضطراب الذي كنت أجتازه؟" فأعدت تواصلي مع ذلك الطفل. وأصبحت أقول لنفسي: "إنه بريء كما أنه قابع داخلي". استطاعت ناجية أخرى أن تحرز التعاطف مع نفسها كطفلة وهي تقدّم الحلوى في ليلة االعيد: "كنت دائماً أحب الأطفال، لكن لشهورٍ بعد تذكري لسفاح القربى الذي تعرضت له، كانت مسألة وجودي حول الأطفال مؤلمة للغاية، أكثر من قدرتي على التحمل. كنت أراهم يلعبون أو يركضون في الشارع، فتيات صغيرات بملابس قصيرة تُظهر أحيانا ملابسهم القطنية الداخلية البيضاء. فانكمش خوفاً في داخلي. فهم حساسين جداً ومن السهل جرحهم. "قضيت ليلة العيد في منزل إحدى صديقاتي، كان هذا بعد شهور قليلة من أول مرة تذكرت فيها. عندما قُرِع جرس الباب، قمت وفتحته لأجد أمامي أم وابنتها الصغيرة. كانت الصغيرة ترتدي ثياباً كالملاك، فستان أبيض فضفاض مزركش بالذهبي. وكان شعرها أصفر ناعم مقصوص قصير. تضع على رأسها هالة الملائكة مصنوعة من رقاقة معدنية من الألمنيوم وسلك محني ليحملها. فسألتها كم عمرك، أجابتني بكل فخر: "خمس سنوات ونصف". لم أستطع رفع عيني عنها. فقد كانت تبدو شبهي بالضبط عندما كنت في عمرها. وكان الأمر بمثابة العودة خمس وعشرين عاما للوراء. فحدّقت فيها لدرجة لفتت نظر والدتها التي حدّقت فيّ بغضب. فأعطيت الطفلة قطعة من الشكولاتة وابتعدت. وببطء أغلقت باب المنزل وجلست في غرفة المعيشة، مبهورة." كل ما استطعت التفكير فيه هو: هذا الحجم الصغير الذي كنت فيه حينها! لقد كنت صغيرة هكذا عندما أجبر نفسه عليّ، كيف استطاع فعل ذلك؟ وشعرت بدموع السخط والأسى تنساب من عيني. لقد كنت بريئة! لم يكن هناك أي شيء يمكنني فعله لحماية نفسي. لا شيء من هذا غلطتي. فصرخت في غرفة المعيشة الفارغة "لقد كنت مجرد طفلة"، والحقيقة المفاجئة لطفلة في الخامسة من العمر تفيض فيّ وتغمرني. إنّ التَلامس مع الطفل الداخلي تعني مواجهة آلام ورعب هذا الطفل ومنحه التعزية والراحة في الليل. كما يمكنه أيضاً إحضار مكافآت لم تكن توقعها. "كنت خائفة جداً وأنا طفلة لدرجةٍ لم أستطع معها إطلاق سراح نفسي قليلاً والاستمتاع بكوني طفلة. أما الآن أحاول تعويض نفسي عن الوقت الضائع. أتعلم أن أكون سخيفة وأن ألعب وألاّ أكون شديدة الجدية طوال الوقت." تعرّف على الطفل الذي داخلك، فربما تكتشف جانب أكثر حرية وأكثر قدرة على اللعب والاستمتاع في نفسك. وعندما تعتني بالطفل الذي داخلك… فأنت تتعلم أن تُنمي وتغذي نفسك. |
22 - 04 - 2017, 10:53 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تَلامس مع الجزء المفقود من نفسك
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
23 - 04 - 2017, 09:00 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تَلامس مع الجزء المفقود من نفسك
موضوعك مميز .. طرح رائع
ربنا يبارك خدمتك |
||||
24 - 04 - 2017, 06:39 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: تَلامس مع الجزء المفقود من نفسك
ميرسي كتير على مروركم الغالى
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حين تمر بِكَ نسمة تُلامس روحك |
نفسك أولا ___ الجزء الرابع |
نفسك أولاّ _ الجزء الثالث . |
نفسك أولاّ _ الجزء الثانى |
كَفانيَ ما بي من بَلاءٍ |