21 , 2كو , 5 , لأَجْلِنَا، , لأَنَّهُ , أزمع , لِنَصِيرَ , اللهِ , الَّذِي , بِرَّ , جَعَلَ , يَعْرِفْ , خَطِيَّةً , خَطِيَّةً، , فِيهِ , نَحْنُ
لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ ( 2كو 5: 21 )
قال أفلاطون أحد حكماء الإغريق: أنا أعلم أن الآلهة بوسعها أن تُبرر الإنسان إذا أرادت ذلك، أما كيف تبرر فأنا لا أعرف، ولا أعرف أيضًا على أي أساس يكون هذا التبريـر.
لكن ما لم يعرفه حكيم الإغريق القديم نعرفه نحن لأن الصليب أظهره بوضوح، ولأن رسالة رومية شرحته بوضوح. نعم الكتاب المقدس وحده استطاع أن يقدم حلاً بارًا لمشكلة الخطايا يليق بالله. صحيح أن الله رحيم وغفور، لكن كيف يرحَم، وعلى أي أساس يغفر؟!
هناك عدالة عند البشر وهناك قوانين، وما يميز الدول المحترمة عن المتخلفة هو إلى أي مدى تحترم تلك الدولة القوانين، وإلى أي مدى تلتزم بها. فهل تظن أيها القارئ العزيز أن يكون الله أقل احترامًا للقانون الإلهي، الذي شرَّعه هو، من احترام الناس لقوانينهم الوضعية؟! هذا هو المُحال بعينه. لا مجال على الإطلاق للظن أنه يمكن تغيير قوانين الله أو المسَاس بعدالته.
إذًا كيف يتبرَّر الإنسان عند الله؟ وكيف يزكو مولود المرأة؟ هذا ما حيَّر أيوب فقال: «إن شاء أن يُحاجه، لا يُجيبه عن واحدٍ من ألفٍ» ( أي 9: 3). بمعنى أن الرب لو استعرض أمامي ألف خطية من خطاياي الكثيرة، وطلب مني أن أبرِّر نفسي ولو في واحدة، فلن أقدر. لذلك قال أيوب أيضًا: «أنا مُستذنبٌ، فلماذا أتعب عبثًا؟ ولو اغتسلت في الثلج، ونظَّفت يديَّ بالأشنان، فإنك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي» ( أي 9: 29 -31). وهو نفس ما عبَّر عنه داود النبي فقال للرب: «ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرَّر قدامك حي» ( مز 143: 2 )، ثم أكَّده بعده إشعياء إذ قال: «قد صرنا كلُّنا كنجس، وكثوب عِدَّة كل أعمال برِّنَا» (أش64: 6).
لكن الله كان عنده طريقة بها يُخلِّص الخاطئ. ففي الصليب أمكن لله أن يكون بارًا، ويُبرِّر مَن هو مِن الإيمان ( رو 3: 26)، ذلك لأن الله «جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21).
إنه عمل برَّر الأثيم وبرَّر الله. الأثيم الجاني وجد برًا دون أن يتعارض ذلك مع بر الله، من أجل ذلك فإنهم سوف يخبرون ببرِّه «الذُرية تتعبد له. يُخبَّر عن الرب الجيل الآتي. يأتون ويُخبرون ببره شعبًا سيولد بأنه قد فعل» ( مز 22: 30 ، 31).
منقول