أبو الغيط لا ينكر دور المسيحيين في الحضارة العربية إلا جاحد
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه من الظواهر المُقلقة في واقعنا العربي المُعاصر أن جماعات اليأس والظلام وأئمة فقه الكرة والعُنف تمكنوا وللأسف الشديد من تخويف الناس.
وأوضح أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل أن بث جماعات اليأس بذور الفتنة بينهم فشاهدنا مسيحيي المشرق وهم يتعرضون لخطة ممنهجة تهدف لإفراغ بلادهم منهم وهم جزء لا يتجزأ من نسيجها، مشيرًا إلى أن إسهام المسيحيين في الحضارة العربية لا ينكره إلا جاحد وجهودهم الوطنية في أوطانهم مُقدرة ومعتبرة.
وأشار إلى أن بعض مسيحيي المشرق لعبوا دورًا رائدًا في الدعوة والترويج للفكرة العربية ذاتها في النصف الأول من القرن العشرين.
وأكد أبو الغيط أنه على اقتناع كامل بأن الشرق الأوسط يزدهر بالتنوع، ويموت ويذوي إذا فقدنا هذا التعدد، مشيرًا إلى أنه إذا نظرنا حولنا في العالم سنجد أن المجتمعات الناجحة هي تلك التي تتعدد فيها المُعتقدات والثقافات، لأنها بالضرورة أكثر غنىً بالأفكار المختلفة وتموج دومًا بتيارات مُتباينة وهو ما ينعكس بدوره على روح المجتمع، بل وعلى حركته العامة من اقتصاد وتجارة وسياسة.
وأضاف: "العصر الذي نعيشه هو عصر التعددية، بعد أن ولّى زمن الفكرة الواحدة والرأي الواحد".
وشدد على ضرورة أن نسلك الطريق الصعب المتمثل في طريق الحفاظ على التنوع والتعدد لا التفريط فيه والتنازل عنه أن نُدرب مجتمعاتنا على ثقافة التسامح والتنازلات المُتبادلة، وإعلاءً لقيمة العيش المُشترك علينا أن نُعزز الثقافة الوطنية الجامعة التي ينخرط الجميع في إطارها، فتصير عنوانًا لانتماء كافة أبناء الوطن، ومناطًا أعلى لولائهم ومحبتهم.
واختتم أبو الغيط كلمته قائلًا: "يقيني أن ما تشهده مُجتمعاتنا من ظواهر قبيحة لا تُعبر حقًا عن جوهرها الفذ ولا عن ثقافتها الأصيلة المتوارثة والتي أعطت للعالم كله نماذج مميزة في الازدهار الحضاري القائم على التعدد والتنوع واستيعاب الثقافات والأديان".
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو