سيامته كاهناً وأسقفاً
وسمع عنه بريليوس، أسقف الأماكن المقدّسة، فأرسل في طلبه وسامه كاهناً وعهد إليه مسؤولية حفظ العود المحيي. إذ ذاك تحقّق، بالكامل، الحلم الذي رآه عن الرب يسوع وقوله له: خذ هذا العود واحفظه. كان بورفيريوس قد بلغ الخامسة والأربعين من العمر. وقد بقي على سابق نظام حياته لجهة التقشّف والسهر.
مضت على سيامته كاهناً ثلاث سنوات توفي في نهايتها إينياس، أسقف غزّة، المسيحيّون هناك كانوا قلّة معدودة. المدينة كانت في غالبيتها وثنية. وإذ لم يتّفق المسيحيون والكهنة في من يمكن أن يخلف أسقفهم الراحل جعلوا الأمر بين يدي رئيس الأساقفة في قيصرية، يوحنا. هذا أعلن صوماً ثلاثة أيام سأل خلالها الرب الإله في شأن الأسقف العتيد فجاءه إعلان أشار إلى بورفيريوس المغبوط رجلاً على قلبه. في ذلك الوقت بالذات رأى بورفيريوس حلماً عاين فيه الرب يسوع يقول له: ما كلّفتك به أردده لأني أشاء الآن أن أجمعك إلى امرأة مسكينة لكنها فاضلة فاتخذها وجمّلها لتنسى فقرها. كن غيوراً لها فُيعطى لك كل ما تحتاج إليه من حيث لا تدري.
خرج بورفيريوس ومرقص ومعهما خادم اسمه باروخاس إلى قيصرية بعد أن سلّم قدّيسنا مفاتيح عود الصليب إلى أسقف الأماكن المقدّسة. فلما وصلوا إلى هناك استقبلهم رئيس الأساقفة يوحنا وأحسن وفادتهم. و في اليوم التالي وصل جمع من مسيحي غزّة فألقوا الأيادي على بورفيريوس وجعلوه أسقفاً عليهم عنوة. رد فعل بورفيريوس كان أنه بكى بكاء شديداً مؤكداً أنه لا يستحق الأسقفية. وأخيراً رضخ.