أهمية إرتداء المرأة لغطاء الرأس بالنسبة للملائكة
كانت تغطية رأس المرأة عادة شرقية، علامة على خضوع المرأة لرجلها، ومع التحرر الذي نادت به المسيحية، وأن المرأة مثل الرجل في الرب ظنت السيدات أنهن تحررن من كل شئ، فخلعن غطاء الرأس، فثار الرجال وأرسلوا لبولس شكوى بخصوص هذا الموضوع وهنا نجد الرسول يؤيد تغطية المرأة لرأسها لا لأهمية غطاء الرأس بل لأهمية خضوع المرأة لرجلها.
يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ نحن نعلم أن علاقة الله مع البشر أمر يلاحظه الملائكة ويتعلمون منه (بطرس الأولى 1: 12) لذلك فإن خضوع المرأة للسلطة الممنوحة من الله هي مثال للملائكة. الملائكة القديسين، الذين يخضعون تماماً لله، يتوقعون أننا نحن أتباع المسيح نفعل نفس الشيء.
إن الغطاء المذكور في الآية 13 يمكن أن يكون من القماش، ولكن أيضاً يمكن أن يشير إلى طول شعر المرأة في ضوء الآيتين التاليتين: "أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ" (كورنثوس الأولى 11: 14-15). في سياق هذا المقطع، إن المرأة التي تطيل شعرها تميز نفسها بأنها إمرأة وليست رجل. يقول بولس الرسول هنا أنه في ثقافة كورنثوس، عندما يكون شعر المرأة أطول من شعر زوجها، هذا علامة على خضوعها لسلطته. إن الله قد رسم أدوار الرجال والنساء ليقدم درساً روحياً عميقاً عن الخضوع لإرادة ونظام الله.
ولكن لماذا كان موضوع الشعر مهماً في كورنثوس؟ تأتي الإجابة من ثقافة تلك الأيام. كان في كورنثوس معبداً للإلهة أفروديت، إلهة الحب، وكان ذلك المكان معروفاً بممارسة طقوس البغاء. وكانت النساء اللواتي يخدمن في ذلك الهيكل حليقات الرأس. فإذاً، في الثقافة الكورنثية، كانت الرأس الحليقة علامة لكون المرأن من عاهرات الهيكل. يقول بولس للكنيسة أن المرأة حليقة الرأس يجب أن تتغطى (كورنثوس الأولى 11: 6) لأن المرأة حليقة الرأس قد فقدت "مجدها" ولم تكن تحت حماية زوج لها. كانت الرأس الحليقة دون غطاء تعني: "أنا أرفض الخضوع لنظام الله". لذلك فإن بولس يعلم الكورنثيين أن إطالة الشعر أو إرتداء "غطاء للرأس" بالنسبة للنساء هو علامة خارجية على الخضوع لله والسلطان الذي رتبه. كانت هذه طريقة لكي تنفصل الكنيسة الكورنثية عن الثقافة الوثنية الفاسدة من حولها (كورنثوس الثانية 6: 17).
هذا المقطع لا يعلم أن المرأة أقل شأناً من الرجل أو أنها يجب أن تخضع لكل الرجال. بل ببساطة يعلم نظام الله والقيادة الروحية في علاقة الزواج. في الثقافة الكورنثية، فإن المرأة التي تغطي رأسها أثناء العبادة أو في الأماكن العامة كانت تبين خضوعها للسلطة.
في ثقافة اليوم، لم نعد ننظر لإرتداء المرأة غطاء للرأس كعلامة خضوع. في أغلب المجتمعات الحديثة، تعتبر أغطية الرأس والقبعات إكسسوارات مكملة للزينة، وليس أكثر. المرأة اليوم لا زال لديها الخيار في إرتداء غطاء للرأس إذا رأت أنه علامة على خضوعها لسلطان زوجها. ولكن، هذا إختيار شخصي وليس علامة على الروحانية. المسألة الأساسية هي إتجاه القلب المطيع والخاضع للسلطان "كما للرب" (أفسس 5: 22) الله يهتم أكثر جداً بإتجاه في القلب عن إهتمامه بغطاء على الرأس.