الله مصدر سعادتنا
"من لي في السماء، ومعك لا أريد شيئًا في الأرض"
(مز 73: 25).
أولاً عُدْ إلى نفسك مما هو خارج عنك، عندئذ قدم نفسك ثانية لذاك الذي خلقك. فهو مصدر كل سعادتنا وصلاحنا الكامل.
+أن تعبد الله هو أن تحبه، وأن تشتهي أن تراه، وأن تترجى وتؤمن أنك ستراه. هذا هو الشوق إلى السعادة، أن تبلغ إليه، إذ هو السعادة عينها. اسأل نفسك: إلى أي مدى يزداد حبك؟ الإجابة هي أن قلبك هو معيار تقدمك.
الآن نحن نراه بطريقة غامضة، إذ يتزايد حبنا، لكن عندئذ سنراه بوضوح.
أيها الأحباء هذا الحب لا يأتينا من عندنا، بل بالروح القدس الذي أُعطي لنا...
هناك لا توجد بعد خطية، ولا يوجد شيء باطل، بل نلتصق به بالحب، ذاك الذي نئن مشتاقين إليه. سنعيش إلى الأبد في تلك المدينة التي نورها الله، ونجد فيه تلك السعادة التي نجاهد الآن من أجلها.
+لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته.
+أينما توجهت نفس الإنسان فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان، حتى إن التصقت بما هو محبوب لديها.
إن كان هذا المحبوب خارج الله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك...
هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء، يا إلهي، خالق كل هذه الأشياء.
لكن لا تدع محبة هذه الأشياء تلتصق بنفسي. لا يوجد في هذه الأمور موضعًا للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا .
أنت هو سعادتي، لألتصق بك،
فخارج عنك ليس للسعادة وجود!