تاريخ فارس:
كان سكان فارس الأصليون آريين قريبين من العنصر المادي. وليس لهم ذكر في جدول الأمم تلك في تك 10. وكانت فارس سنة 700 ق. م. إحدى حليفات عيلام. غير أن تيسبيس رئيس القبيلة قهر عيلام وأعلن نفسه ملكًا في مقاطعة انشان. وتفرعت سلالته من بعده إلى اثنتين: سلالة في انشان وأخرى في فارس. وممن ملكوا من بعده حفيد ابنه كورش الثاني. وملك في انشان (حوالي 558 ق.م.) ووحّد القوة المنقسمة وافتتح مادي (550 ق.م)، وليديا في آسيا الصغرى (546 ق.م) وبابل (539 ق.م) حيث تعرف إلى اليهود المسبيين وسمح لهم بالعودة إلى بلادهم (2 أخبار 36: 20ـ 23 وعز 1: 1ـ 4) (اطلب "كورش"). وتوفي كورش سنة 529 ق.م. وخلفه ابنه كامبيس الذي افتتح مصر سنة 525 ق.م وحكم فيها ثلاث سنوات. وتوفي سنة 522 ق.م. وانقرضت بذلك سلالة كورش. واستولى على العرش سنة 521 ق.م. داريوس الأول. وثارت عليه جميع المقاطعات. فقمع الثورة وأسس مملكة جديدة امتدت من الهند حتى الأرخبيل الإغريقي والدانوب. وقد قسمها إلى عشرين مقاطعة. وفي عهده أعيد بناء هيكل أورشليم. ثم توفي سنة 486 ق.م. (اطلب "داريوس"). وخلفه ابنه زوركسيز (اكسركس) الأول وهو احشويروش المذكور في سفر استير والأرجح المذكور أيضًا في عزرا 4: 6. وقهر المصريين بدوره وحاول غزو بلاد الإغريق. لكنه هُزِم وعاد بخسائر فادحة (اطلب "احشوريوش").
ثم اغتيل سنة 465 ق.م. وخلفه ابنه أرتحشستا، وهو ارتكسركسيز الأول لونجيمانوس (أي ذو اليد الطولى) وقد لاطف اليهود وسمح لعزرا بأن يعود بعدد منهم إلى أورشليم، كما أذن لنحميا بإعادة بناء أسوار المدينة (عز 7: 11ـ 13 إلخ ونح 2: 1ـ 10) (اطلب "ارتحشستا"). ثم توفي سنة 424 ق.م. وقد تعاقب من بعده على العرش عدد من الملوك منهم داريوس الثاني وارتحشستا الثاني والثالث وداريوس الثالث. وهذا الأخير قهره الاسكندر سنة 331 ق.م. وبذلك زالت المملكة الفارسية الأولى (اطلب داريوس 3).
أما عواصم ملوك فارس فكانت برسبوليس (2 مك 9: 2) وسوسا (شوشن) (نح 1: 1 واس 1: 2) واكبتانا (اخمثا) (عز 6: 2) وإلى حدٍ ما بابل (عز 6: 1).
ومع أن كورش سمح لليهود بالعودة إلى بلادهم سنة 538 ق.م فإنه لم يمنحهم استقلالًا سياسيًا. بل كان يحكمهم حاكم يعينه الإمبراطور الفارسي (نح 3: 7 وقابل 5: 14ـ 15). فكانت بلادهم جزءًا من مقاطعة عبر النهر (عز 8: 36). وكانت مؤلفة من سوريا وفلسطين وفينيقية وقبرص. وقد خضع اليهود لحكم فارس 207 سنين وذلك من احتلال كورش لبابل حتى احتلال الاسكندر لفلسطين سنة 332 ق.م.