الرجاء
الرجاء هو أحدي الفضائل الثلاث الكبرى التي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلي كورنثوس
حيث قال.. (الإيمان والمحبة هذه الثلاثة) (1كو13:13)
وهذه الثلاثة ترتبط بعضها بالبعض الآخر فالإيمان يلد الرجاء، لأن الذي يؤمن بالله، إنما يكون رجاء فيه، والذي يكون له رجاء في الله، يحبه وهكذا يصل إلي قمة العلاقة بالله في المحبة.
الرجاء قديم قدم البشرية بل أقد منها،
فأول رجاء عرفة البشر هو رجاء في الخلاص، حينما وعد الرب قائلًا لآدم وحواء
(إن نسل المرأة يسحق رأس الحية) (تك15:3).
وظل هذا الرجاء في قلوبهم آلاف السنين حتى تحقق أخيرًا في تجسد الرب، وفي صلبه عن البشرية.
وحتى الذين لم ينالوا هذا الرجاء، عاشوا فيه، وكما قال معلمنا بولس
(لم ينالوا المواعيد، ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها) (عب13:11).
وهكذا رقدوا علي رجاء، إلي أن افتقدهم الرب وأرجعهم إلي الفردوس مرة أخري.
علي أن الرجاء كان موجودًا قبل آدم وحواء، في قصة الخليقة الأولي،
كان هناك رجاء لتلك الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالمياه، وعلي وجه الغمر ظلمة (تك1:1).
وحقق الله لها هذا الرجاء حينما قال (ليكن نور فكان نور) ورتب الله هذه الأرض الخربة، فإذا بها في أجمل صورة ممكنة، فيها الأشجار والأثمار والأزهار والأطيار. ورأى الله أن كل شيء فيها حسن جدًا. ولذلك مهما كانت الأرض خربة في يوم من الأيام ومهما كانت خاوية، ومهما كانت مغمورة بالمياه، ومهما كانت مظلمة، فهناك رجاء أن الله يخرج منها هذه الصورة الجميلة من الطبيعة المملوءة بالجمال التي نراها الآن.