ظهور الملاك لهما:
وبينما كانت جالسة تبكي تحت شجرة الغار وتصلّي بإيمان لا يتزعزع ليجعل الرّب القادر على كلّ شيء غير الممكن ممكنًا، وإذ رفعت عينيها في ذلك الحين إلى السماء، وشاهدت من بين أغصان الغار عشًا لأفراخ العصافير عارية، فزادت دموعها غزارة وعظمت صلاة التشكّي في قلبها فهتفت قائلة: «ويلي أنا العاقر الوحيدة الذليلة بين جميع النساء، فبماذا يمكن أن أشبّه ذاتي ؟
إني لا استطيع أن أشبّه نفسي لا بطيور السماء ولا بوحوش الأرض لأنّها تقدّم لك أيها الرّب ثمرتها، وتتعزّى بأولادها، أمّا أنا فمحرومة من هذا السرور، بل ولا اقدر أن أشبّه نفسي بالأرض لأنّها بنباتها وأثمارها تباركك، أمّا أنا فإنّي الوحيدة غير المثمرة على الأرض وكصحراء بلا ماء، بلا حياة ، وبلا نبات، فويلي أيّها الرّب، انظر إليَّ واستمع صلاتي يا مَنْ وهبتَ سارة ابنًا في شيخوختها المتناهية، وفتحت رحم حنة أم صموئيل، افتح رحمي واجعلني أنا العاقر مثمرة حتى نقدّم مَنْ ألده نذيرًا لك ممجدّين رحمتك».