رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.» (كورنثوس الثانية 14:2) واضح هنا أن بولس يستعير تشبيهاً من موكب نصر لقائد عسكري عاد لتوه من احتلال أجنبي. يسير القائد على رأس الموكب، يحصد حلاوة سعادة الإنتصار. يسير خلفه جنوده الفرحون. ومن ورائهم يسير موكب أسرى الحرب، ينتظرون العقاب، ربما الموت. وعلى طول الطريق ينتشر حارقو البخور، يملأون الجو بالرائحة الزكية. لكن الرائحة تعني شيئاً مختلفاً لأناس مختلفين، وبحسب الجهة التي يقفون إلى جانبها. هذه رائحة الإنتصار للموالين للقائد المنتصر. أما للأسرى فهي علامة الهزيمة والعقاب. تشبه طريق خادم الله كثيراً هذه الصورة من نواح مختلفة. يقوده الرب دائما للنصر. مع أنه لا يبدو انتصاراً في بعض الأحيان، لكن الحقيقة هي أنه مع الجانب المنتصر بحيث أن جانب الله لا يفشل أبداً. يحمل رائحة المسيح حيثما يذهب. لكن لهذه الرائحة معان مختلفة. إنها رائحة الحياة الأبدية لمن يسجدون للمسيح. ومن الناحية الثانية تكون رائحة الموت والدمار لمن يرفضون البشارة. لكن يتمجّد الله في كلتا الحالتين. يتمجّد بخلاص التائب ويتبّرر برفض أولئك الذين يهلكون. عندما يقف هؤلاء أمام المسيح، يوم دينونة العرش الأبيض، لن يتمكّنوا من إلقاء اللوم على الله لهلاكهم. كانت عندهم الفرصة ليَخلُصوا، لكنّهم رفضوا. نقيس عادة تأثير الخدمة المسيحية بعدد الناس الذين يخلصُون. ربما يوجد اقتراح شرعي في هذا النص ليدين بعدد الناس الذين يرفضون دعوة الإنجيل الصريح ويندفعون إلى الجحيم. يتمجّد الله بالحالتين. الأولى لها رائحة بخور النعمة الحلوة وفي الثانية العدل. نتائج حزينة! فلا عجب أن يتساءل الرسول في نهاية النص، «ومن هو كفء لهذه الأمور؟» |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|