ها قد ابتدأت البرودة تسري في جسدي ، وتوقف قلبي عن النبض ، ليأتي اليوم الذي لا اعرف هل كنت اخشاه ام اتمناه ، ولكن ما اعلمه يقيناً انني كنتُ انتظره دائماً وأتوقعه في كل حين .. مَن هذا المُلقى على السرير؟!! آآآه ...انه انا او بالأصح انه جسدي .. ياااااه كم أتعبني وأشقاني رغم أني كنتُ ادللهُ وأعطيه كل ما يريد وأكثر . كم قاومني في الصلاه ، كم عذبني في الصوم ، كم اشتهى أشياء ولكني اقمعته ، كم اشتهيت ان انطلق منه والآن حان وقت التحرر .. ما اجمل نسيم الحريه .... الان يذهبون بي الى الكنيسه ليودعني احبائي ، البكاء هو الغالب على الجميع ، ولكن يبدو ان الكثير منه مجامله .. كم تمنيتُ ان تزدحم جنازتي ويأتي الكثيرون ليفتخر أقربائي بي ، ولكن ما بالي لا أبالي .. لا بالدموع ولا بالناس ولا بالأقارب ، حتى لا اشعر بالرغبه في معرفه من حزن ومن فرح بموتي ، ان كل مشاعري منصبه علي اللقاء ... وجاءت الملائكه لتستعجلني لقد تحدد ميعاد لقائي للمحاكمه ، هكذا قال لي الملاك سوف تقف امام عرش النعمه لتعطي حساباً عن كل ما فعلت . كأنه ألقي بقنبله لي ، لا أقوى على التفكير او الحركه وكنتُ اتمتم بكلام غير مفهوم ، فقال لي الملاك : مالك؟ قلت له : خائف ، ثم اكملت ولكني كنت خادم للمسيح طول عمري ، هل هذا كافٍ ؟ فنظر لي وقال : ولكن كيف كان قلبك ؟ هل كنت تخدم من اجله ؟ هل كل ما فعلته كان بالمحبة ام للظهور او المجد او أغراض اخري؟ وأجاب ملاك اخر : هنا الحساب على القلب ... هل كنت تصلي من قلبك؟ هل صمت من قلبك؟ هل أعطيت من مالك بسرور؟ ام لكي لا يغضب عليك الله؟ فأجبته: اسأل عني ..الجميع يعرفونني ويشهدون لي وأحبائي كثيرون ، وقال ملاك اخر : هل كنت صوره المسيح؟هل تهاونت في عقيدتك ؟ هل اقتفيت اثار آبائك وأجدادك ؟ ام جريت وراء الاسهل والجديد والبراق؟ ثم جاء ملاك اخر يبتسم ( وطبطب ) عليّ وقال لي : ماتخافش كوب ماء بارد لن يضيع اجره ، ها شريط حياتك سوف تراه أمامك الان اجلس مع نفسك ( وشوف هتقول ايه ) ... فجلست اري حياتي امامي ، رأيت اعمالي الحسنه ففرحت جداً كما لم افرح من قبل ، حتي أشياء كنتُ نسيتها مازالت موجوده ، ولكن رأيت أيضاً خطاياي وتهاوني .. فبكيت كثيراً جداً ، وأحسست انني اقترب من الهاويه . ولكن هنا قال لي الملاك: لا تخف هذه الخطايا غُفرت لك لأنك تُبْتَ واعترفت بها فنقلت الى حساب السيد المسيح له المجد ، لقد فرح بك السيد عندما تعبت من أجله وأحببت أولاده ، وايضاً عندما اعترفت بخطاياك ... لا تخف .. افرح .. افرح .. افرح.
( القس بيمن صابر )
26 - 08 - 2016, 02:02 PM
رد: رأيتُ جنازتيً .....
العرض العادي
