الإجهاض في العصر الحديث:
في القرن التاسع عشر حرّمت العديد من الدول وسائل الإجهاض، وعلى الأخص الخطِر منها. ولكن في الفترة التي تمتد بين سنة 1920 و 1967 أباحت دولٌ أوربية الإجهاض المتعمّد، منها الاتحاد السوفياتي، والدول السكندينافية وبريطانيا وغيرها. إنّ نصف سكان الكرة الأرضية يعيشون في دول تتوفر فيها إمكانية الإجهاض. واليوم قامت بعض الحركات النسائية في العالم لتؤيد حرية المرأة في تقرير مصير الجنين. يقول B. Bonner إن القانون الروماني القديم الذي يعطي الأب سلطة الحياة والموت لغير المولود قد انتقلت في العالم الحديث إلى المرأة. ولذلك عد بعض المسيحيين بأن هذه الحركات النسائية تحاول أن تعيد الوثنية re-paganization إلى العالم المعاصر. إن اللاهوتيين الأخلاقيين المعاصرين يرفضون أن قرار الموت والحياة التي تتخذه الأم هو شرعي أو قانوني. تشريع الإجهاض هو في رأيهم خرق للمقاييس الأخلاقية، وتشجيع لعدم المسؤولية. فالحركات النسائية تدعو إلى اعتبار الإجهاض “حرية جنسية” معادلة لحرية الرجل. الحرية الحقيقية والمساواة تتمان في الاتحاد الروحي.
وفي الولايات المتحدة يدور الجدل في محكمة العدل العليا وتعطى البراهين من الجهتين لتبرير مواقفهما. وإليكم ما ورد في مرافعة أكثر من مائتي طبيب في عام 1972:
“عند التلقيح fertilization يتم خلق كائن جديد وفريد. ومع أنه يتلقى نصف الكروموزوم (المواد الصبغية) من أبيه والنصف الآخر من أمه يبقى مختلفاً عنهما. ومن سبعة إلى تسعة أسابيع تكون مئات الخلايا قد تكونت وعملية النسيج الحي implantation تبدأ. والخلايا الدموية تبدأ بالنمو بعد 17 يوماً والقلب ينبض بعد 18 يوماً. والجهاز القلبي الكامل يبدأ بعد 7 أسابيع. ويتابع التقرير بذكر كل التفاصيل الأخرى من الجهاز العصبي والعضلات وما هنالك. وهذا يدل على أن الحياة تبدأ عند التلقيح والإخصاب.