الطهارة تحل مشاكلنا اليومية
(**************************)
قيل إن أحد الرهبان جاء يومًا إلى قداسة البابا شنودة (وكان في ذلك الحين أسقفًا للتعليم الكنسي) يطلب منه مشورة، لأن رئيس الدير يعامله بجفاء، فأجابه ألا يترك الدير ويذهب إلى آخر، وإنما يتقدس للرب ويعيش بروح الطهارة والقداسة. عندئذ لا يكترث بمعاملة رئيس الدير له، لأن الرئيس وكل الرهبان يتلمسون فيه القداسة، ويدركون انه رجل الله، فيخشونه، لئلا ينالوا عقابًا سماويًا. فحين يكون الله القدوس إلى جانبنا خلال الطهارة ننال حلًا لكل مشاكلنا.
جاءني شاب صاحب مشروع بالإسكندرية، وقدم لأول مرة اعترافًا صريحًا، وكان قد اجتذبه أحد أقربائه للتوبة، وكان قريبه هذا يصغره أكثر من 10 سنوات. قدم الشاب توبة صادقة... وكانت المفاجأة انه في اليوم التالي لاعترافه جاءه شاب اعتاد أن يؤذيه ويضايقه في عمله هو وأصحابه الأشرار، وقال له، "لقد جلسنا بالأمس معًا وتساءلنا فيما بيننا: لماذا نؤذيك؟ وقررنا أن نصير أصدقاء لك، فهل تقبل ذلك؟" وهكذا حين سلك طريق الطهارة تحول حتى أعداؤه إلى أصدقاء له، . بالطهارة نتصالح في استحقاقات الدم الثمين مع القدوس، فيهبنا الله مصالحة أعدائنا لنا.
عندما يصير قلبك طاهرًا، تعمل نعمة الله في حياتك، فتحول كل الأمور لخيرك.
كما سبق فقلت أن الطهارة تصير الإنسان ملاكًا. من يعيش طاهرًا يعيش في المسيح يسوع، ويتمتع بعمل الروح القدس في قلبه. أما الذي يُصرّ على الدنس فتعزله الخطية عن الله مصدر حياته وقداسته، ويشعر بالعزلة والوحدة حتى إن بدا كأن كثيرين يحبونه ويلتفون حوله.
إن كنت أعيش طاهرًا في المسيح يسوع أصير مسكنًا للروح القدس، وأشعر بشبع وفرح حتى إن تركني العالم كله، لأن إلهي معي في أعماقي!