القديسة بربتوا
****************
شهادتها27 أمشير
برتبوا كلمة إيطالية معناها [الدائمة – الخالدة] كانت بربتوا متزوجة
من رجل له وضعه فى المجتمع وكان لها طفل رضيع وكان عمرها 22 عاماً
وكانت تحيا مع والديها كما كان لها أخين وذلك كان فى أفريقيا.
وفى عام 203 فى عهد الامبراطور الكافر ساويرس قبض مينو سيوس
والي أفريقيا على مجموعة من المؤمنين منهم بربتوا و فيليستي التى تعني (سُعدي) التى كانت حاملاً فى شهرها
الثامن وحاول والد بربتوا تغيير قرارها وإيمانها
ولكنها تمسكت بإلهها وأما زوجها فقد كان مسيحياً ولكنه خاف من الاضطهاد
وهرب أما مجموعة المؤمنين فقد تعمدوا فى السجن وكانت بربتوا تتعذب بسبب
بعدها عن طفلها ولكن شماسان فاضلان دفعا مالاً للجند لكي يسمحوا لها
برضاعة أبنها وكان أخوها يهتم برعاية طفلها ثم طلب منها أخاها أن تصلي
من أجل أن يريها الله فى رؤيا ما هو أخر طريق الشهادة وفعلاً أراها الله
فقالت بربتوا (رأيت سلم ذهبي يصل للسماء ولكنه ضيق لا يمر فيه إلا واحد فقط
وعلى جانبي السلم أسلحة وسيوف وخطاطيف حتى إذا لم يثبت أحد نظره
إلى فوق دائماً فإنه حتماً يتمزق من الأسلحة وفى نهاية السلم من أسفل يوجد تنين ضخم يريد أن يفتك
بالصاعدين ويعوقهم عن الصعود لأعلى أما الوحش
فقد كان خائف مني فاستدار رأسه وعندما رفعت رجلي لأصعد كانت رأسه
أول درجة فى السلم وعند وصولي لأعلى وجدت نفسي فى حديقة واسعة
وسطها إنسان وقور شعره أبيض وجالس بمحياه النوراني وكان فارع الطول
ويرتدي ملابس الرعاة رأيته ينحني ليحلب غنمه وكان حوله ألوف متسربلين
بثياب بيضاء وكلمني هذا الراعي الحنون وقال حسناً جئتي يا بربتوا ودعاني نحوه وأعطاني قليلاً من اللبن
السميك الأشبه بالزبادي فمددت يداي المربوطتين
وأمسكت بالوعاء وشربت فإذ جميع الواقفين يقولون أمين وأستيقظت من الرؤية
ولكن طعم اللبن كالشهد في فمي فأعلمت أخي واستعددنا للاستشهاد
واعترفنا جميعاً أمام الوالي فأتاني أبي يحمل طفلي الرضيع وتذلل أمامي
لأترك ما نويت علية لأجل طفلي وشيبة أبي ولكني رفضت أن أترك الهي ففي الحال جف اللبن في صدري
ولم يطلبني أبني فعلمت أني أخيراً تحررت من كل رباطات العالم ) هذا ما كتبته بربتوا بخط يدها قبل شهادتها
بيوم واحد وقد أتحكم عليهم بألقائهم للوحوش وفي ليلة الحكم رأت رؤية أخرى أنها في حرب مع الشر في جسم إنسان
وأنها تحاربه بقوة الله فانتصرت علية بقوة عظيمة .
أما فيليستي التي كانت حامل كانت تصلي لتنال الشهادة مع أخوتها
فأستجاب لها الله ووضعت طفلة داخل السجن في اليوم الذي قبل الشهادة
وأعطت بنتها لسيدة مسيحية لتتكفل بها . وفي يوم الأستشهاد ساقوهم جميعاً
الى ساحة التعذيب وأطلقوا عليهم الوحوش وأخذت تنهش فيهم وهم متمسكين بالههم
ثم أخذ السياف رؤسوهم أما فيليستي فقد كان اللبن يتساقط من ثديها
وهي تتعذب حتى أستشهدت هي الأخرى وقد قالت فيليستي قبل أستشهادها
( أن دم الشهادة يطهرني من دم الولادة أن الموت من أجل المسيح
بالعذاب أسعد من حمل الأطفال على الصدور)
يوجد جسدهم المقدس بأكبر كاتدرائية بأسبانيا .