انا خادم كبير في كنيسة ما، وشوفت مخدومين بييعيشوا في خطايا بشعة وحاولت المستحيل معاهم علشان يتوبوا ومش قدرت، فانا خايف على ناس تانية تتعدي منهم، علشان كده عايز امشيهم من الكنيسة وامنعهم من الدخول، فمش قدامي طريقة غير اني أبعت رسالة للبابا والمجمع المقدس ليصدر حرمان أو على الأقل منع عام من التناول وحضور الكنيسة لغاية ما يتوبوا، فايه رايك لأنه يهمني اسمعه في إجابة عامة لتكون نافعة للجميع.
_____ الإجابة _____
سلام لكم يا إخوتي، أولاً بالنسبة للسؤال الأول، لا أدري من أين أتيت أو علمت بإني حاكمت أحد قط !!! ثم لو حكمت على أحد أنه خاطي، فماذا أكون أنا !!!!
أخي الحبيب الذي يعقد المحاكمات ويحكم على الخطاة لابد من أن يكون بلا خطية ولا يوجد في فمه مكر، وشخصية طاهرة لم تصنع خطأ واحد في حياتها كلها، والرسول قال: أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا، فهل أنا بلا خطية لكي أحاكم أحد قط !!!
الدينونة والقضاء للرب وحده، وهو الذي يبرر الفاجر ويقدس كل واحد يأتي إليه، والله دعاني للحياة وانا خاطي ميت بالذنوب غرقان في الآثام، فكيف أحاكم أحد وانا الخاطي الذي أحبه الله في المسيح مسامحاً وصافحاً عن خطاياه بلا ثمن أو عمل صالح عملته أو قدمته، لأني فعلياً لا كان عندي قوة ولا قدرة أصنع شيء يُرضي الله قط، بل هو من أعطاني نعمة مجانية لكي أفعل ما يُرضيه، وبدون نعمته أنا في منتهى العجز الكامل والتام - في المطلق - أن أفعل أي شيء صالح ولو كان شيء واحد صغير للغاية.
عموماً لأجل السؤالين أنقل موضوع كتبته كما سبق وكتبت في المقدمة وهو الإجابة الشاملة على السؤالين معاً:
[ + أحب الخطاة وأمقت أعمالهم ولا ترزلهم من أجل زلاتهم، لئلا تُمتحن بما امتُحنوا به (مار إسحق السرياني)
* إذا نظرت أناس أشراراً أو خطاة فاسقين، أو نمامين وشتامين، أو متوانيين ومتكاسلين، أو حاقدين مفترين، أو يجهلون الحياة مع الله، أو فاسدي الذهن غير عالمين ما هو مجد الإله الحقيقي، أو وجدت مقاومين للحق ورافضين له، أو وجدت غير مؤمنين، أو وجدت ساقطين تحت ثقل أي خطية مهما كانت صغيرة أو عظيمة في نظرك أو حتى في نظر المجتمع ككل، لا تحتقرهم أبداً، ولا تظن أنهم من طبع البهائم خُلقوا، أو أنهم أغبياء وليس فيهم ذكاء أو فطنة، بل أعلم أنهم من الله أتوا إلى الوجود والشرّ دخيل على طبعهم الأصيل، مثلنا نحن ايضاً، وحينئذٍ يصيرون أطهاراً في عينيك.
* وإذا نظرت أناساً جهلة يكفرون بنعمة الله ولا يعبدونه أو وجدت من يستبدل عبادة الله بعبادة أخرى أو يحتقر كل من يصلي أو يحتقر من يعبد الله، أو وجدت إنسان غريب عن فكرك أو معتقدك، فلا تقل في نفسك أنهم مثل الكلاب أو الخنازير، أو تلعنهم أو تقوم بحرب شرسة عليهم، أو تُعَيَّرهم، بل أعلم أنهم على شبه الله خُلقوا، وهم لهُ إن قاموا أو سقطوا، بل من واجبك أن تصلي من أجلهم ولا تتوقف قط.
* وإذا وجدت من يحاورك لكي يتهم إيمانك أنه مزور وأنك في طريق غير صحيح وديانتك مزيفة وأردت ان تجاوبة، وتثبت له أنه على خطأ، فلا تتمادى في الجدل معه لكي تجعله يصدق بالقوة أنك صح وهو على خطأ فادح، لأن الجدل في النهاية سيجعل الخصومة هي التي تكون الحد الفاصل بينكما، فتغضب بذلك الله الحي الذي يحبه والذي يُريد خلاصه لأنه عزيز عنده كما أنت ولا فرق بينكما أمامه على وجه الإطلاق، لأننا جميعاً سواء أمام الله القدوس الحي، ولا فضل لأحد في خلاص نفسه، فالله وحده كما خلصك يستطيع أن يُخلصه، وهو الذي يُشرق شمسه على الجميع، فلا تحتقر تفكيره أو تطعن في ضميره، لأن هذا ليس لك الحق فيه، بل الذي يفحص الكلى والقلوب ويعرف خفيا القلب من الداخل هو وحده من له هذا الحق فقط...
فلا تضع نفسك تحت دينونة الله بسبب احتقارك لأخيك، وتظن أن لك البصيرة لتعرف الحق وأخيك أعمى وعريان وشقي وبائس، فتزله أو تعيره، لأنه في نظرك جاهل، فتُب سريعاً وقدِّر الآخرين ولا تحتقر أحد مهما ما كان، لأن كل إنسان خُلق على نفس ذات الصورة التي خُلقت أنت عليها، صورة الله، فان احتقرت أخيك الإنسان أو شتمته، أو أهنته بأي نوع من أنواع الإهانة أو على أي أساس ان كان، فأنت تُهين الله بشخصه وبذاته، لأن صورته فيه حتى لو بدت مشوهه، فاسجد أمام الله الحي وتب واطلب عطية النعمة لتقودك بالمحبة لتُشفق على الكل وتُصحح نظرك الذي أصابه حوَّل فجعلك لا ترى صورة القدير في أخيك الذي تسخف به وتحتقر تفكيره وتهزأ به وبما يعتقد أو يُفكر.
ليس عليك إلا واجب واحد، هو أن تجول تصنع خيراً كمعلمك الذي هو رأس الكنيسة كلها، الذي كان يشفق على الكل ويترائف على الجميع، الذي كان دائماً يجلس مع الخطاة والعشارين، لأنه أتى من أجل المرضى لكي يُعطيهم شفاء، وينجي من تسلط عليهم روح الشر وعاشوا في الفساد، وعليك أن تثبت التعليم الصالح حسب التقوى وتشهد الشهادة الحسنة متمسكاً بالتعليم الذي خُط في قلبك بإعلان الروح حسب قصد الله والتسليم الرسولي بدون أن تُجامل أحد أو ترائي أحد قط مهما ما اتهمك أو رفضك أو أهانك أو ظن أنك عديم المحبة بسبب عدم تنازلك عن التعليم الصحيح، ولكن شرط أن يكون صحيح حسب مقاصد الله وليس حسب قصدك.
+++ كما ينبغي أن تعلم يا من ترفض أخيك في الكنيسة، أن الله وضع الكنيسة منارة لهداية الضال وسط أمواج وتلاطم بحار العالم الذي وضع في الشرير، فالكنيسة مستشفى الله التي فيها المرضى بكل أنواع علل الخطايا من أجل علاجهم وشفائهم، فكن سامري صالح ابحث عن المريض وادعوه ليأتي للمستشفى الإلهي وقم بدورك كممرض وتواصل مع طبيب النفس العظيم لكي يسلمك الدواء الصحيح والسليم لأنه أمر أن نشفي مرضى، فواجبك أن تُتمم وصية راعيك الصالح ]