أين أنت يا نفسى ؟
أين أنت من طريق التوبة لقد ظننتك لحظة أنك متقدمة فى هذا الطريق المقدس ولكن سرعان ما تكشف لى موقعك الحقيقى . أرى الناس من حولى يسيرون بسهولة ويسر بل يركضون فى هذا الطريق بينما أنت هناك لم تتقدمى خطوة واحدة كطفل
يحاول أن يخطو ولكن لضعفه
لا يستطيع بل كلما حاول الوقوف وقع ورجع للوراء .
وهنا أتسائل هل تبقين هكذا كثيرا على هذا الوضع أم سيأتى يوما ويتغير الحال وتقفى فى صفوف التائبين .
يا رب أنت تعلم ضعفى كضعف طفل صغير فقوينى
يا ليتنى أحبك ويكون قلبى مذودا لك تأتى فيه وأستريح . ولكن هناك الكثير من الشهوات الباطلة تأخذ أهتمامى . يا ليتنى أنفك من رباطات شهواتى لكى أرتمى فى أحضانك أجلس تحت قدميك أبكيك مع نفسى أغسل قدميك بدموعى وأنشفها بشهواتى .
ياليت قلبى يلتهب بحبك لتذوب أمامه كل شهوة وتتحول كل طاقة شهواتى إلى شهوة وحيدة وهى أنت . شهوة الجلوس معك .
ليتك يارب تضرم لهيب محبتك فى قلبى . علمنى كيف أحبك وأبذل نفسى بل حياتى كلها مقابل حبك المقدس .
+ أه يا من تحبه نفسي أشتاق إلى الحياة معك إلى الأبد برغم كل ما يحيط بقلبي من هموم وسموم برغم ما يملئ قلبي بما هو صالح أو طالح برغم أبتعادى عنك يا ينبوع الحياة . برغم كل ذلك ولكن أشتاق إليك أشتاق للحياة معك أشتاق للجلوس تحت قدميك بل أشتاق أن أرتمى فى حضنك الأبوى ولكن كيف لى هذا وأنا غارق فى همومى . فى أهتمامات جسدى . أشعر وكأن جسدى هو الذى يربطنى بهذا العالم هو الذى يخذلني كلما نهضت لأسعى إليك .
أشعر وكأن نفسي في حرب شنيعة بين جيشان ولكن عندما أنظر لا أجد إلا نفسى فهى التى تميل هنا تارة وهناك تارة أخرى إنها تعرج بين الفرقتان .
تعبت من شدة هذه الحرب . إلى متى تستمر هذه الحرب ومن سينتصر أخيرا وأين أكون أنا فى هذه اللحظة هل أكون هنا أيضا أم أكون هناك بعيدا عن هذا العالم جالسا تحت قدميك فرحا بقربي منك متلذذا بوجودى معك أسمع تسابيح الملائكة وتماجيد القديسين لك أيها الثالوث المقدس .
إلى أين تأخذنى أيها العالم إلى أين أيها الجسد الفانى وأنت أيها الروح ألا تستطيع أن تقوينى على هذا الجسد ألا تعرف كيف تنتصر . وكيف وأنت نفخة من فم الله ترضى بأن يكون مسكنك بهذه القذارة هل تتركه للثعالب الصغيرة منها والكبيرة .
أعرف أنك لا تريد أن تقتحم حياتى رغما عنى ولكن قلت لك قبل ذلك إن حياتى بين يديك تستطيع أن تصهرها وتنقيها . لا أستطيع بمفردى تغيير حياتى لتكون مؤهلة لسكناك الحقيقي وعملك في.
ياربي يسوع يامن صلبت لأجلى ولأجل آثامى أعني. علمنى أن أصلب جسدى وشهواتى وأهوائى لكى أستحق أن أكون مسكنا لروحك القدوس ولكى أتأهل أن أجلس تحت قدميك أيها الآب أتمتع برؤية الثالوث القدوس الواحد فى الاهوت أشكو لك همومى وأتعابى التى يسببها لى جسدى وأسمع صوتك الجميل يقول لى :-
لا تخف لأنى فديتك دعوتك بأسمك أنت لى