19 - 06 - 2012, 12:20 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كمالات الإنسان السماوي
وإذا قرَّب أحد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق ويسكب عليها زيتاً ويجعل عليها لُباناً (لا2: 1)
يشير قربان الدقيق في الأصحاح الثاني من سفر اللاويين إلى « الإنسان يسوع المسيح ». إنه يُرينا ربنا يسوع المسيح في حياته الكاملة التي عاشها على الأرض صانعاً مشيئة الله في كمال الفكر وكمال العمل. فكل أوصافه كانت متناسبة وكانت متلائمة. وحاشا أن يُنسب إليه تطرف أو تهاون في صغيرة أو كبيرة. كان جلاله يبعث الرعب وكان لطفه يجتذب النفس. وبخ الفريسيين بصرامة الحق، ووجد فيه العشارون والخطاة نعمة فدنوا منه ليسمعوه. لقد ظهرت فيه كل صفة من صفاته في جلالها وفي موضعها في جميع أدوار حياته. كان سخياً جداً لما أشبع الآلاف، وكان حريصاً جداً لما قال بعد ذلك « اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء ». في تلك لم يكن الكريم المُسرف، وفي هذه لم يكن المقتصد الشحيح، بل في هذه وتلك كان الإنسان السماوي الكامل.
في بستان جثسيماني كان إنساناً وديعاً جاثياً في خشوع وخضوع، ثم بعد لحيظة وأمام عصابة من الأعداء نراه العزيز المقتدر الذي أمام هيبة جلاله يسقط أعداؤه على وجوههم. في تذلله وفي اعتزازه كان هو الإنسان السماوي الكامل.
هذا الكمال الإنساني الرفيع يُرمز إليه - بين رموز العهد الأول - قربان الدقيق - الدقيق المنتظم المتعادل المتناسق.
كان قربان الدقيق الرمزي يتكون من دقيق ملتوت بالزيت ومسكوب عليه الزيت وموضوع عليه لبان وملح. فالدقيق الذي هو أساس القربان يشير إلى ناسوت المسيح بكل فضائله وأوصافه الكاملة. والزيت المقترن بهذا القربان يشير إلى الروح القدس. على أن الصورتين يقترن فيهما الزيت بالدقيق، تعطياننا تعبيراً رمزياً جميلاً عن علاقة الروح القدس بتجسد المسيح، تلك العلاقة ذات الوجهين. لأننا نقرأ عن الدقيق أنه كان ملتوتاً بالزيت، ثم نقرأ عن سكب الزيت على هذا الدقيق الملتوت بالزيت وهذا تعبير رمزي عن ربنا يسوع المسيح الذي حُبل به من الروح القدس ثم مُسح بالروح القدس بعد ذلك (انظر مت1: 18، 3: 16) هذا هو الحق الإلهي من جهة ناسوت ابن الله.
ماكنتوش
|