رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء يبدأ الأنسان مع الله بالأيمان كمرحلة أولى ، فيؤمن بالخالق أولاً ، وبعد ذلك ينطلق نحو الفضائل الأخرى ، فيتخطى نحو الرجاء . والرجاء هي أحدى الفضائل المهمة في المسيرة الأيمانية . فالمؤمن لا يبقى في مرحلة الأيمان بل يصبح له رجاء في الله ووعوده ، والذي يصبح له رجاء في الله ، فالله سيحبه وستزداد المحبة بين الله والمخلوق لكي تنمو في ذلك المؤمن وترتقي الى قمة الكمال الروحي . فإذا كان الأيمان هو الخطوة الأولى فالخطوة الثانية نحة المحبة والنضوج هي الرجاء . في الرجاء يبدأ الجهاد للسعي الى الخلاص ، فلو فقد المؤمن الرجاء ، فأنه سيفقد كل شىء ويسقط في اليأس والقلق فتنهار معنوياته الروحية فيضعف أمام التجارب ، لأن تجارب المجرب غايتها قطع الرجاء للعودة الى الوراء . فالمؤمن الذي يلتزم بالرجاء عليه أن لا يضعف بل يقاوم التجارب وينهض من السقطات لكي يستمر ويتحدى . فالذي يملي قلبه من الرجاء ، فالله سيفتح له الطريق ليتألق ولا أحد يغلق لأنه معين لمن ليس له معين ، ورجاء لمن ليس له رجاء . الله لا يغضب من الذي يسقط في التجربة ، لهذا أعطى للمؤمنين به الرجاء في التوبة والعودة اليه . والرجاء لا حدود له مهما كان الأنسان متحطماً في الخطايا كاللص اليمين الذي صار له رجاء فطلب من الرب أن يتذكره في ملكوته . فذلك الرجاء حطم كل قيود الخطايا التي ارتكبها وقطع السبل أمام المجرب في ساعته الأخيرة ، ففشل المجرب الذي قاده الى الموت الجسدي والأبدي . قيل عن الرجاء بأنها الشمعة المضيئة أمام المؤمن فتملأ قلبه نوراً وفرحاً وتبدد ظلمة اليأس وتمنحه تطلعات واسعة نحو القداسة والخلاص . لذلك كتب الرسول بولس ، وقال ( فرحين في الرجاء ) " رو 12:12 " . أما كلام الرب يسوع فكان ( ... بل أن كنت أنت تقدر أن تؤمن ، فكل شىء ميتطاع لدى المؤمن ! ) " مر 23:9 " . هنا يعطينا الرب رجاء لا حدود له . فالذي له رجاء لا يتأثر بالظروف وقساوة الحياة بل يستمد عونه من القدرة الألهية الغير المنظورة وحتى وإن تتأخر فعليه أن ينتظر ، وكما قال المرنم ( أنتظر الرب تقوِ ليتشدد قلبك وانتظر الرب ) " مز 14:27 " وهنا يظهر معنى الرجاء على حقيقته . الله يعمل في الخفاء ، والأنسان لا يرى ذلك بل يؤمن بذلك وينتظر بصبرالى أن يأتي الوقت المناسب . فمواعيد الله كثيرة وصادقة في الكتاب المقدس والتي تعلمنا الرجاء وطول الأناة واضعينا رجائنا بيد الله التي ترافقنا بسبب رجائنا الصادق . فالرب يقول ( لا تخف لأني معك ) " تك 24: 26 " وكذلك يقول ( لا أهملك ولا أتركك ) " يش5:1 ، 6 ، 9 " ( فبالرجاء آمن أبراهيم بأنه سيصير أباً لأمم كثيرة ، وفقاً لما قيل له " بهذه الكثرة سيكون نسلك " ولم يضعف في الأيمان حين أدرك أن جسده قد مات ... وأن رحم زوجته سارة قد مات أيضاً ) " رو 5: 8-9 " . وهكذا بالنسبة الى كل أبناء كنيسة الرب أعطاهم الرجاء ، قائلاً ( أبواب الجحيم لن تقوى عليها ) " مت 18:16 " . وكذلك ( يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ) " أر 19:1 " . أما أقوال الرب يسوع للمؤمنين به فكثيرة ، منها ( ها أنا معكم كل الأيام الى أنقضاء الدهر ) " مت 20:28 " .( ثقوا أنا قد غلبت العالم ) " يو 33:16 " . ويعطي الرب للروح المؤمنة به هذا الرجاء ( وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ، ولا يخطفها أحد من يدي ) " يو 28:10 " . إذاً الرجاء هو الأتكال على وعود الرب وكلامه . والأتكال على الله خير من الأتكال على البشر ( مز 118 ) فالذي يربط رجاءه بالله يصبح في يد الله وحده فيظلل عليه بجناحيه ( مز 120 ) . وهو الراعي الصالح الذي يرعى قطيعه فلا يعوزه شىء ( مز 23 ) . للأرتقاء الى المراحل العليا من الأيمان لا بد من وجود الرجاء القوي الذي يدفع المؤمن الى القمم العالية التي وصلوا اليها القديسين . والله لا ينسى جهاد ورجاء المؤمن مهما كان ضئيلاً ، بل يباركه وينميه لكي يصير كاملاً . فصلاة العشار الخاطىء الذي كان مملوءً من الأتضاع والأنسحاق كان أيضاً فيه رجاء لهذا خرج مبرراً . فجهاد الرجاء نحو كمال المحبة مهمت كان ، فالله لا يهمه الحجم أو الكمية ، بل نوعية الجهاد وعمقه وحكمة الأفراز والروح الطيبة في المؤمن . هكذا يكافىء الرب كل الذين لديهم الرجاء والثقة به فينقش أسمائهم على كفه ويعطي لهم الحياة الأبدية ( أش 16:49 ) . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن أخطر ما يهدد فضيلة الصوم هو خطية الرياء |
فضيلة الرجاء والعبور إلى القيامة |
الرجاء فضيلة انسانية |
فضيلة الرجاء (2) |
فضيلة الرجاء (1) |