رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُرسَلٌ من الآب طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 ) تقدم لنا الأناجيل الأربعة قصة المسيح باعتباره المُرسَل من الله. ونلاحظ أن إنجيل يوحنا يحدّثنا أكثر من غيره عن المسيح باعتباره «المُرسل من الآب». وهذا الفكر، كون المسيح مُرسَلاً من الآب، يسري في كل إنجيل يوحنا، ويَرِد فيه 42 مرة. وفي الأصحاح الرابع قال المسيح لتلاميذه: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» ( يو 4: 34 ). فهو لا يتحدث عن إتمام مشيئة الآب، بل ”مشيئة الذي أرسله“ مؤكدًا أنه أتى إلى العالم في إرسالية من الآب. صحيح لقد أتى المسيح من السماء، والبشير يوحنا يذكر لنا ذلك أيضًا، لكن التركيز فيه ليس على إتيانه هو، بل على إرسالية الآب له. وفي أصحاح واحد هو الأصحاح السادس من هذه البشارة، يكرر المسيح ”سبع مرات“ أنه مُرسَل من الآب. ويلفت النظر الموضوع السامي الذي تكلَّم فيه المسيح مع المرأة السامرية، فهو لم يتكلم معها عن الولادة الجديدة، كما فعل مع نيقوديموس (يو3)، بل تحدث إليها عن أعظم الإعلانات، تحدَّث إليها عن ”عطية الله“. وماذا عند الله ليعطيه؟ إنه يعطي الحياة الأبدية، الحياة التي تخص الآب والابن والروح القدس! إن المسيح وعد أن يعطي المرأة السامرية الماء الحي، أي الروح القدس. ولماذا يعطي المسيح لهذه المسكينة الروح القدس؟ الإجابة لأن هذا الأقنوم الإلهي يمكِّننا من أن نفهم ونتمتع بكل الكنوز المخبوءة في هاتين الكلمتين: «الحياة الأبدية». وتأمل في تلك التي قصد الله أن يعلن لها هذه الكنوز؟ إنها امرأة سامرية. كان السامري في نظر اليهودي أحقر عيّنات البشر، وأما المرأة السامرية فهي في نظره أكثر انحطاطًا. فما بالك بسامرية بأخلاق هذه المرأة التي عند البئر؟! لكن المسيح بكل لطف تحدث مع هذه المرأة، لا عن مطاليب الله، ولا عن غضب الله، بل عن عطية الله! وما أعجب نعمته وهو يتحدث إليها! لقد أعطاها من وقته الكثير، وتأنى على بلادة قلبها وبُطء فهمها. آه يا إلهي: أعطني قلب المسيح! كم نحتاج أن نقرأ كثيرًا قصة يوحنا4، ليمكننا أن نعرف نظرتك العجيبة لنفوس الخطاة، وتقديرهم السامي في عيني مقاصد نعمتك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يُوحَنَّا |
إن يد الله الآب اليمنى أو يمين الآب إنما هو الابن الجالس عن يمينه |
مُرسَلٌ مِن اللـه |
مُرسَلٌ مِن اللـه |
مُرسَلٌ مِن اللـه |