رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأيمان هو الأعتراف بشىء بسبب القناعة الشخصية للأنسان . وهو المرحلة الأولى في السير في الطريق نحو الهدف . فالأيمان بالله هو الشرط الأول والمطلوب للخلاص بعد أن يتسلح الأنسان بفضيلة الوداعة والأتضاع . لا يستطيع الأنسان أن يسير مع الله ويحفظ وصاياه بدون الأيمان بوجوده ، والأعتراف بصفاته الألهية ، ومن ثم حفظ كلامه المدون في كتابه المقدس . فللأيمان أهمية كبيرة ، وتبدو واضحة في قول الرسول عن الآب ( بدون الأيمان لا يمكن أرضاؤه ) " عب 6:11 " وكذلك ( البار بالأيمان يحيا ) " عب 38:10 " . وهذا الأيمان وصفه يسوع بأنه شرطاً للخلاص ، فقال ( من آمن واعتمد خلص ) " مر 16:16 " وهكذا أكد قائلاً ( لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) " يو 16:3 " . لهذا وبخ يسوع اليهود بسبب عدم أيمانهم ، فقال ( إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم ) " يو 24:8 " . الأيمان يجب أن يستمر مع الحياة فبسبب الأيمان يقوم المؤمن بنشر الكرازة . وبسبب الأيمان يجب أن يكون فعالاً ويصبح نوراً للآخرين بأعماله الصالحة المثمرة . أما المؤمن الذي لا يثمر أيمانه لا يفيد وحسب قول الرسول ( أيمان بدون أعمال ميت ) " يع 22:2" وهكذا لا يستطيع ذلك المؤمن أن يتخطى نحو الفضائل الأخرى كالرجاء والمحبة ، حيث المحبة هي قمة الفضائل ، وفيها ينضج المؤمن ويصل الى درجة القداسة والبلوغ الكامل . الأيمان لوحده لا يكفي لأن حتى الشياطين يؤمنون أيضاً وترتعد خوفاً " يع 19:2 " . الأيمان النظري عقيم . فما فائدة إننا نكون مؤمنين بوجود الله والأبدية والحياة الخالدة بعد الموت ( نظرياً ) إن لم نستعد لها بالأيمان العامل والعملي المثمر لكي نفيد الآخرين منه . فالأيمان العملي نقيسه في قول الرب يسوع الذي قال ( من ثمارهم تعرفونه ) " مت 7:16 " . إذاً ما هو نوع الأيمان المطلوب منا ولماذا نؤمن ؟ يقول الكتاب ( وأما الأيمان هو الثقة بما يرجى والأيقان بأمور لا ترى ) " عب 1:11 " وأيضاً ( ونحن غير ناظرين الى الأشياء التي ترى ، بل الى التي لا ترى . لأن التي ترى وقتية ، وأما التي لا ترى فأبدية ) " 2قو 18:4 " . فالأمور التي لا ترى تعني إننا نرجو القيامة من بين الأموات بجسد روحاني غير قابل للفساد ( 1قو 15 ) ونتمتع برؤية الخالق والنعيم الأبدي والحياة مع كل الملائكة والقديسين . نؤمن بثقة مطلقة وبدون شك بأننا سنرى ونحصل على أمور أكبر مما يدركه ذهننا . فهذا الأيمان القوي يعطي لنا أرادة وقوة وعزيمة وأندفاع وأصرار عملي في فضيلة الأيمان وعليها نبني الفضائل الأخرى كالرجاء في القيامة والخلاص ومن ثم النضوج في المحبة . فالأيمان مرتبط بكل الفضائل . فالذي يؤمن بالصلاة وفاعليتها ، ستصبح صلاته حارة ومقبولة . وكذلك الذي يؤمن بالصوم وفوائده ، فسيصوم صوماً روحانياً من الخطيئة وجسدياً يرتفع من مستوى الماديات ومتطلبات الجسد فينمو في الروح ويسمو بالسماويات . فإن أكلنا يقول الرسول ، لا نزيد . وإن لم نأكل لا ننقص " 1 قو 8:8 " . وهكذا المؤمن بعمل الرحمة نجده يعطي بسخاء وفرح وفي الخفاء محبتاً بالآخرين . والذي يؤمن بالطهارة يحفظ جسده من النجاسة . هكذا المؤمن سيقاوم التجارب والخطيئة لأنه يشعر بأن الذي آمن به هو أمامه يرى ويسمع ويسجل كل أفعاله وتصرفاته لكنه ساكت لأنه خلق الأنسان حراً . فالمؤمن الذي يشعر بوجود الله يخاف أن يخطىء اليه ، كما قال يوسف الصديق ( كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطىء أمام الله؟ ) " تك 9:39 " فمخافة الله رأس الحكمة . الله يعرف كل أعمالنا ، لهذا قال لكنائس السبع أنا عارف أعماله " رؤ 2 " . المؤمن الذي يعرف هذه الأمور سيخجل ويخاف من الله فيتجنب الخطيئة لأنه ملتزم بكلام ووصايا الله . هكذا يمتلأ قلب المؤمن من السلام والهدوء والثقة فلا يضطرب ولا يقلق لأنه يثق بمواعيد الله ومحبته ويؤمن بأن الأشياء كلها تعمل معاً للخير للذين يحبونه . فالمؤمن لا يستمد سلامه من تحسن الظروف التي حوله ، إنما سلامهُ هو من عمل الله معه ، لذلك يقول ( إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي )" مز 4:23 " . وهذا ما يردده صاحب الأيمان وبكل ثقة ، قائلاً ( الرب نوري وخلاصي ممن أخاف ؟ الرب حصن حياتي ممن أرتعب ) " مز 1:27 " . وردا أسحاق عيسى |
|