رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل شيء بيد الرب
الإنسان، من وجهة نظر العديد من الناس، هو الوحيد الذي يحدد مستقبله وطريقه، وكل شيء، من وجهة نظر العديدين أيضاً، متعلق بالعقل، والحياة تبدو لهم مثل الآلة الحاسبة، احصل على المعلومات، احسب واستخرج النتيجة، ومن الواضح أن مثل هذه النظرة الميكانيكية للحياة تتجاهل الخالق، الذي له دائماً القرار الأخير، كما يخبرنا يعقوب: يعقوب 23: 13 "أَمَّا هُوَ فَوَحْدَهُ، فَمَنْ يَرُدُّهُ؟ وَنَفْسُهُ تَشْتَهِي فَيَفْعَلُ." وكما نقرأ في سفر أمثال: أمثال 21: 2 "كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الْقُلُوبِ." أمثال 16: 1 "لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ." أمثال 16: 2 "كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ نَقِيَّةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الأَرْوَاحِ." أمثال 19: 21 "فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ." أمثال 16: 9 "قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ." كثيرة هي الطرق التي قد تكون مفتوحة أمامنا أحياناً، كثيرة هي تلك الأسئلة التي قد توجد في داخلناز ماذا تقول الكلمة؟ تقول أن الرب يعرف كيف يوجهنا على الرغم من أسئلتنا، ولخمس مرات في الفقرات السابقة من سفر أمثال، نقرأ أنه على الرغم من وضع الإنسان للكثير من الخطط والأفكار التي تبدو صحيحة في عينيه، إلا أن إرادة الرب هي التي ستتحقق في النهاية، إنه الله هو من يوجه خطواتنا ويزن أرواحنا وقلوبنا كما تخبرنا إرميا: إرميا 10: 23 "عَرَفْتُ يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ." قد تفكر، لماذا لم يذهب هذا أو ذاك الأمر في هذا أو ذاك الاتجاه، وقد تدين نفسك أيضاً، معتقداً أنك لم تعمل على أكمل وجه فيما يخص شيئ ما، إلا أنه لا يجب علينا أن نفعل ذلك، فرئيس الحياة، من سلمت إليه حياتك، له كلمته وإرادته أيضاً، كما تقول أمثال 24: 12 أمثال 24: 12 "إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ." الرب يحفظ أرواحنا ويزن قلوبنا، وعلى الرغم من أننا قد لا نعرف إلا أنه يعرف. الرب يعرف كل شيء قد أزعجنا أو قد جرحنا، وبدلاً من إدانة أنفسنا على قاراراتنا الماضية وبدلاً من أن نكون متوترين بسبب قرارات مستقبلية، فلنفتح له قلوبنا، ونسلم طرقنا إليه وهو يعرف بالتأكيد كيف يوجهنا. بالذهاب إلى أعمال الرسل 16 على سبيل المثال نرى أن بولس لم يكن لديه إعلاناً منذ البداية فيما يخص المكان الذي كان ينبغي له الذهاب إليه والكرازة بالكلمة، إلا أن هذا لم يعني أنه قد بقي في مكان ما منتظراً الإعلان، بل اختار أن يذهب إلى ميسيا، ولكن الرب منعه، ثم حاول الذهاب إلى غلاطية ولكن الرب منعه مرة أخرى، ثم وصل في النهاية إلى ترواس وهناك أراه الرب في رؤيا أن عليه أن يذهب ويكرز بالكلمة في مكدونية، فلم يبق بولس في بيته منتظراً قبول الرب أو رفضه، ولم يدن نفسه على فشله في اختياره الذهاب إلى ميسيا وغلاطية، فقد اتخذ قراراً بالذهاب إلى هناك، قرع الباب بإخلاص وترك الرب ليفتحه أو يغلقه. كثيراً ما نجد أنفسنا في مفترق طرق حيث نحتاج إلى اتخاذ القرار، فلنتخذ القرار بالصلاة وبقلب نقي، تاركين الرب ليوجه خطواتنا، فالأهمية لا تكمن في قدرتنا على اتخاذ القرارات أو استقبال الإعلانات بل في ثقتنا في الرب وهو سيقودنا على الطريق، وها هو ما يقوله داوود: مزمور 37: 3- 7 "اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. 5سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ." فلنسلم للرب طرقنا وهو يُجري، فلننبظر الرب ونصبر له. وكما نقرأ مرة أخرى في رومية 8: 28: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، كله! كل من تلك الاشياء التي نعتبرها للخير وتلك التي نعتبرها مؤلمة، فلا نحبط إذاً ولا نفقد شجاعتنا، بل أن نثق في الرب وهو يعرف كيف يقودنا على الطريق. أمثال 3: 5- 6 "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ." |
|