القلب المطمئن
المملوء بالسلام
المؤمن يعرف أن الله موجود ، وإنه إله رحيم ، ورحمته غير محدودة ، وهو ضابط الكل ، والعالم كله فى قبضة يديه … وان الله يدبر كل شيء حسناً ، ولا بد أنه سيتدخل ويعمل عملاً … لذلك فان المؤمن يستريح فى أعماقه ، ويلقى على الرب كل همه ، ويستودعه جميع اشكالاته ..
أما الذي يستسلم لليأس ، فإنه يضيع نفسه . وقد يتصرف فى يأسه أى تصرف خاطئ يكون أكثر ضرراً من المشكلة القائمة نفسها .
مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر .. أو مثال تلك الفتاة التى تخطئ ، وتيأس من إيجاد حل لمشكلتها ، فتستسلم للخطيئة وتضيع …
إن القلب القوى لا يستسلم للضيقات ، والقلب الأقوى لا يشعر بالضيقة ، لأنها لم تضايقة . وأتذكر :
إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها .
ولو كان القلب متسعاً ، ما شعر أنها ضيقة. لو كان متسعاً ، ما تضايق منها … الضيق إذن فى قلوبنا ، وليس فى العوامل الخارجية …
إن تعكرنا نحن ، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة …
وإن تعبنا فى الداخل ، تبدو أمامنا كل الأمور متعبة …
أليس حقاً أن أمراً من الأمور قد يضايق إنساناً ما ، وفى نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر ، وهو نفس الأمر ...