« افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا... الرب قريب. لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر » (فى4:4-6)
الفرح هو أمنية كل إنسان. وقد أعدّ الله لشعبه نصيباً من السعادة التي لا يمكن أن تتأثر بالظروف الخارجية، بل بالحري تنمو وتتزايد على مرّ الزمن. والكتاب المقدس يضع أساساً ثابتاً ومتيناً لسعادة المؤمنين، فيعلمنا أن نفرح في الرب وليس في الظروف. وفى كل أجزاء الكتاب المقدس نجد رجالاً ونساء من المؤمنين الذين كانوا مجرَّبين في حياتهم بتجارب متنوعة، ومع ذلك فقد كانوا سعداء لأن « فرح الرب » هو أساس ثباتكم أيها المؤمنون كما كان لأولئك المؤمنين قبلكم.
أيها الأحباء .. إن خزائن السماء مفتوحة لحساب المؤمنين. والرب هو الموزع الوحيد الذي يهبكم بسخاء كل ما تحتاجون إليه، وفى استطاعتكم أن تفرحوا ولو أرغمتكم الظروف على الوجود وسط الناس الأشرار الذين يبغضونكم ويسيئون إليكم (لو22:6، 23). ولا داعِ للخوف مما يفعله الناس بكم. ثقوا في ذراع المسيح القوية لأنه لا يتخلى عنكم أو يترككم، حتى ولو أُلقيتم في السجن، فإنكم تستطيعون أن ترنموا وتسبحوا الله في نصف الليل « لأن فرح الرب هو قوتكم » (نح10:8) . ويد المخلص المثقوبة مُمسكة بإكليل مُعدّ لرأس أولئك الذين يحملون الآن عار الصليب واضطهاداته.
ثم يوجد فرح في الصلاة (فى6:4) وذلك عندما تحددون طلباتكم، فتسألون ما تشعرون في قرارة نفوسكم بالاحتياج إليه. يجب أن لا تطلبوا بعدم اهتمام، ولكن يجب أيضاً في الوقت نفسه أن لا تكونوا ضحية الاهتمام « لا تهتموا بشيء .. بل في كل شيء بالصلاة .. ». والله لا يمكن أن يغض النظر عن احتياجكم، بل يسد كل أعوازكم. فقط لاحظوا أن تكون صلواتكم مقترنة بتشكراتكم. ولابد أن يكون جزاء ثقتكم فيه السلام. فإذا أتينا إلى اجتماع الصلاة وعلى أكتافنا حمل ثقيل وطرحناه على الرب، فلابد أن يعطينا بدلاً منه سلامه الذي يفوق كل عقل. ويا لها من بركة أن يكون لنا هذا النبع من الله وفيه. فلا ترجعوا حاملين همكم معكم ثم تعودون به مرة بعد الأخرى. اطرحوه عليه من أول مرة « لأنه هو يعتني بكم » (1بط7:5) . إذ ليس هو إلهاً عاجزاً عن الخلاص - حاشا - بل تبارك اسمه له قلب مكرس لكم، وهو يعرفكم ويعرف كل ما يتعلق بكم معرفة كاملة - لقد مات عنا هنا ويحيا لأجلنا هناك، وسيأتي سريعاً لأجلنا لكي نكون معه كل حين.
وليم بنز