رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا ترفض مصر المتاجرة بقضية اللاجئين؟
شغلت قضية اللاجئين السوريين بأوروبا والدول الغربية طوال الفترة الماضية بال الكثيرين، خاصة بعد تكرار حوادث غرق بعضهم فى البحار أثناء الهجرة، أو الموت على الحدود، وبدا الأمر وكأن أوروبا تكتشف المأساة لأول مرة، وبدأت الصور والقرارات باستقبال اللاجئين الذين تم نشر صورهم، وما تزال أوروبا كدول مختلفة حول القضية، وقامت المستشارة الألمانية ميريكل بجهد لدفع أوروبا لاستقبال عدة آلاف من اللاجئين، يواجهون مشكلة كراهية الأجانب، لكن الموضوع فى مصر كان مختلفا فقد استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين خلال السنوات العشر الماضية مليونين على الأقل من العراق عاد بعضهم وما يزال البعض موجودا، ومئات الآلاف من السودان وإريتريا وإثيوبيا، أما السوريون فلم تتوقف مصر عن استقبالهم طوال أربعة أعوام، وتم استقبالهم كأشقاء لنا معهم تاريخ، ولهذا فإن مصر من الدول التى لا تعزل اللاجئين وإنما تستقبلهم كمواطنين يعيشون مع أهلها من دون معسكرات أو مخيمات، بالرغم من وجود محاذير أمنية. هناك بين 500 و600 ألف سورى من بين مليون تقريبا دخلوا وخرجوا، وهؤلاء يقيمون بين المواطنين، ولهم حرية الحركة والعمل، بل إنهم يحظون بتعاطف أخوى من أشقائهم المصريين، ولهذا كانت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائه بالشباب فى أسبوع شباب الجامعات بجامعة قناة السويس، أن مصر لا تتاجر بالقضية، وعن أزمة اللاجئين السوريين قال: إن مصر بها 5 ملايين لاجئ، فى ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة، وأننا نقتسم معهم ما لدينا، وأننا لا نتعامل مع أشقائنا بوصفهم غرباء. وتكشف كلمة الرئيس بوضوح أننا لا نتعامل مع اللاجئين كموضوع للدعاية، وإنما نتعامل معه بوصفه يخص أشقاء وعربا أو أفارقة. وحرص الرئيس بالطبع على تناول قضية اللاجئين بوصفها نتيجة لتداعيات السياسة الدولية والإقليمية، وعدم الانتباه إلى المخططات التى ترمى لتقسيم الدول، وإعادة تشكيل المنطقة. وهو أمر لم ينتبه له من أسهموا بوعى أو بدون فى مآسى بلادهم، حيث إن التغيير يجب أن يتم بأيادى المواطنين والشعب وليس بخطط وسلاح وحروب أهلية. قال الرئيس إننا نتكلم عن «أشقاء وأهل لنا من العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا»، وإننا لا نتحدث عن هذا الأمر، ولا نثيره، لأننا نعتبره واجبنا، لكن علينا أيضا أن ننتبه لما يجرى من حولنا، وكيف واجهت مصر خططا كانت تريد تمزيقها طائفيا أو عرقيا، أو أن تكون محطة للإرهاب. ولهذا علينا التمسك والإصرار على حماية بلادنا، نحافظ عليها ونحميها. كان الحديث أيضا عن الوعى بكل هذا. الرئيس كان يعبر عن وعى الأغلبية فى مصر التى تثق به، وتتفق مع هذه الوجهة، إننا لا يفترض أن نتاجر بقضية اللاجئين، وأن نواجه مشكلاتنا بأنفسنا، ومن دون استماع لوسوسات خارجية. نقلا عن اليوم السابع |
|