رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تسبحة الملائكة وظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو 2: 13 ، 14) هذه التسبحة التي قيلت يوم ولادة المسيح تحتوي على معانِ روحية سامية مرتبطة بالابن الذي تجسَّد. وقد شبَّه البعض هذه التسبحة وكأن ثلاث فرق ملائكية سبَّحت: الفرقة الأولى سبَّحت بالقول: «المجد لله في الأعالي» .. فلحين ولادة المسيح ظهر من الإنسان كل فشل، في كل الأدوار التي أُمتحن فيها، وانطبق على الجميع القول: «يا بني البشر، حتى متى يكون مجدي عارًا؟ حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟» ( مز 4: 2 )، فالإنسان حوَّل مجد الله إلى عار، إلى أن جاء المسيح وظهر على الأرض، فظهر ليس فقط المجد على الأرض، بل في الأعالي، في كل الخليقة، وفي أعلى أماكنها، واستطاع ذلك الإنسان الكامل الذي عاش على الأرض أن يمجد الله تمامًا، ولسان حاله «أنا مجَّدتك على الأرض» ( يو 17: 4 ). الفرقة الثانية سبَّحت بالقول: «وعلى الأرض السلام» .. ويجب أن ندرك أن السلام على الأرض مرتبط برئيس السلام ربنا يسوع المسيح، ولكن بعد أن رُفض رئيس السلام من اليهود ومن الأمم ومن العالم أجمع، أصبح لا سلام على الأرض. ومما تجدر ملاحظته أن الجموع التي استقبلت الرب يسوع بالهتاف والتهليل عندما دخل أورشليم، أُجبرت هذه الجموع ـ من الله ـ أن تنطق بهذه العبارة «مبارك الملك الآتي باسم الرب! سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي!» ( لو 19: 38 )، والرب بعد أيام قليلة من هذا الاستقبال رُفض من نفس هذه الجموع، فقالت لبيلاطس: «ليُصلَب!» ( مت 27: 22 )، وبذلك أصبح من المُحال أن يكون هناك سلام على الأرض بعد أن رُفض رئيس السلام. لكن السلام في السماء؛ ذلك السلام الذي صنعه الرب يسوع بدم صليبه، والذين يؤمنون به يُصبح لهم سلام مع الله. ولكن في يوم من الأيام سيجيء الرب مُستَعلنًا بالمجد والقوة ليُقيم ملكوت البر والسلام، كما تذكر المزامير والنبوات ( زك 9: 10 ؛ مز72: 7، 19؛ إش2: 4). الفرقة الثالثة سبَّحت بالقول: «وبالناس المسرة» أو ”في الناس المسرة“ .. فالمسرة في الناس وليس في الملائكة، لأن ابن الله لم يصبح ملاكًا، لكن وُجد في الهيئة كإنسان، مشتركًا معنا في اللحم والدم، وهذا هو البرهان الواضح على أن محبته وسروره في الإنسان الذي وُجد في الأرض وليس في الملائكة. |
|