|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظه روحيه بفم نيافه انبا ميخائيل المطران الجليل القيت بدير العذراء 1987 ١٨ أغسطس ٢٠١٥ + مجدا و إكراما إكراما ومجدا للثالوث الأقدس الأب و الإبن و الروح القدس إلة واحد أمين من أجل الفداء المنتظر و الفادى الموعود وفى سبيل الخلاص المرتقب و المخلص المولود إتخذت السماء من ألسنة الأنبياء أبواقا دوى صوتها وراح كل منهم بدورة يتحدث عن الفادى وأنة لابد أتى مهما إمتدت الأجيال و تطاولت القرون وأخذت تلك النبوات ترسم للفادى صورة كاملة أدركتها النفوس فى خواطرها و العقول فى خيالها وقد بدت لها جميلة رائعة . + هذة النبوات الناطقة فى كلماتها البينة الواضحة إنما تتحدث عن المخلص فى بذلة وتضحيتة وتواضعة ووداعتة كما أشارت الى تجسدة و كيف ومتى يكون ذلك فى الوقت الذى إشتاقت الى سماعة ورؤيتة الأذان و العيون . + وفى أعقاب أزمنة طويلة كانت لملىء الزمن مقدمة و تمهيدا جاءنا إلهنا متجسدا متأنسا ليمنح بشريتنا الخاطئة غفران و يخلع عليها جدة و تجديدا وليخلصنا من موت كان هلاكة حتما وتأكيدا ذلك فى تدبير يقف دون فهمة فى الإنسان العقل و الإدراك وتبتهج بواقعة السعيد الإنسانية المؤمنة التى تتقدس بهذة النعمة وذلك الإشتراك و يشرق المسيح شمس البر على عالم مستغرق فى ليل مظلم فإستيقظ على أنوارة اللامعة وضيائة الوهاج وتردد الملائكة بشرى الميلاد لتستمع المسكونة إليها و التى ما كانت النفوس لتخلص لولاها وهكذا إستقبلت الأرض تحية السماء ومبادرة الخلاص والفداء فى أقدس ما يكون صدق الوعد وحسن الوفاء فهو الذى يخلص من كل خطية وينقذ من قوة الموت القاهرة و ينجى النفس التائبة و يهبها نصرة أكيدة وحياة جديدة وسعيدة فلتهنىء البشرية بكل هذة البركات والهبات حتى و إن جهل وقتئذ فريق من الناس المسيح المخلص وما يقدمة من الخلاص فتنكروا لة فى مؤامرة أثمة كانوا هم وأولادهم وقودها و ضحاياها فلقد أمرهيرودس الملك الظالم بقتل جميع أطفال بيت لحم من إبن سنتين فما أقل معتقدا أن المسيح سيكون من بينهم والذى ظن أنة سيجلس ملكا على عرشة . + ويترك المسيح وأمة العذراء ويوسف البار فلسطين مسرح الفتنة وميدانها كما أشارت عليهم السماء بمغادرتها الى أن تخمد للفتنة الملتهبة نيرانها إذ قال ملاك الرب ليوسف ليلآ ” قم و خذ الصبى وأمة و أهرب الى مصر” الى مصر بلد الحرية والأمن و السلام الى مصر بالذات … الى ذلك الوادى يتوجة الركب الوديع الهادى حتى وإن إمتدت فى صحراء سيناء المترامية الطرق و تشعبت الدروب ولكن شكرا للة فقد إنتهى الأن عهد التية وإنقطعت المعارك والحروب وما عادت لتتوة فيها أمة أو أفراد أو يخيف عبور و إرتياد و تقصد العائلة المقدسة مصر العزيزة التى إنفردت بهذة البركة العظمى دون غيرها من الأمم و الشعوب و رحبت بالمسيح اللاجىء إليها و قد فتحت لة الأحضان و القلوب و فى الطريق الى مصر وحتى مشارف الوادى شادت أمامهم الجبال و الأكام ترنم وكل شجر الحقل صفق بالأيادى ويقينا أن رحلة العائلة المقدسة التى إمتدمت حتى داخل البلاد لم تكن إمعنا فى الهروب أو مبالغة فى الإختفاء عن عيون الرقباء و الجواسيس كما يظن البعض ولكن كان ذلك رغبة منها فى مباركة البلاد والعباد وحتى يتمكن الجميع من مشاهدت المسيح الذى صار لة فيما بعد أعظم شأن فى العالم . + وإذ عبرت العائلة المقدسة حدود وطنها فلسطين أصبحت فى مأمن من شر هيرودس الطاغية و كان لابد أن تجتاز بعض بلاد الوجة البحرى فى طريقها الى مدينة القاهرة ثم واصلت السير الى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط ومنها الى جبلها الغربى حيث المغارة المعروفة والتى قام بجانبها دير العذراء الذى يتربع فوق صدر هذا الجبل مطلا على الوادى الأخضر الممتد شرقا حتى مجرى نهر النيل و الدير يرتبط بالمدينة بواسطة طريق مرصوف طولة ثمانى كيلو مترات ومما لا شك فية أن العائلة المقدسة حينما جاءت البلاد المصرية حلت فى كثير من المدن و القرى التى إزدحم بها الوادى الطويل سواء ما كان منها عند سفح الجبل أو على إمتداد شاطىء النيل ذلك قبل أن تصل الى نهاية مسيرتها بأسيوط وقد إستقرت فى بعض البلاد مدة من الزمن طالت أو قصرت ولكن لا نستطيع تحديدها يقينا أو تخمنا و التاريخ لا يذكر الأن من هذة البلاد غير عدد محدود منها وهى التى إحتفظت بالمعالم التاريخية لتلك الزيارة الخالدة و لقد طابت الإقامة للعائلة المقدسة فى مغارة جبل أسيوط الى أن حمل إليها الملاك خبر موت هيرودس لتعود الى بلادها بسلام وعندئذ إذا إتخذت طريق العودة الى وطنها فلسطين ذاكرة لمصر والمصرين عظيم إستقبالهم وكريم ضيافتهم وهكذا تمت النبوة القائلة من مصر دعوت إبنى فقد كان طبيعيا أن ينعم المصريون ببركات المسيح الذى شاهدوة وإن لم يكن قد عرفوة لكنهم علموا عنه كل شىء فيما بعد حينما وفد إليهم رسولة مرقس ونشر بينهم رسالتة وكرازتة ألا شكرا للسماء لهذة اللفتة الكريمة التى جاءت من روائع لافتاتها . + فقد طوت سفينة الخلاص فى مصرنا الحبيبة قلاعها و ألقت على الشاطىء مرثاتها إنة الخلاص الذى لم يشأ أن يترك فقط أثارة فى النفوس الراغبة فية وما أكثرها أو يضع بصماتة على القلوب التى تعلقت بة وما أنقاها وأطهرها ولكنة أيضا تخير فى بلادنا العزيزة مجموعة من الأماكن تباركت بنزوله فيها وحلولة بها ووقوفة عندها و جلوسة بجوارها و تحتفظ مصر فى قلوب شعبها بالذكريات الطيبة عن زيارة مسيحها و ربها كما وتحتفظ على إمتداد نيلها وواديها وعلى أرضها و فوق جبالها وفى صحاريها بهذة الذكريات التى تبرز فى معالم أقامها المؤمنون وأعدوها بيوت للصلاة و العبادة ومراكز للرعاية والقيادة يأخذون منها لإيمانهم وتقواهم الماء والزاد و يستمدون من وحيها وإلهامها التوجية و الإرشاد كما ويستمدون بتعبدهم فيها بالكثير من البركات و التعزيات . + إنها معالم الزيارة الفريدة لمسيحنا بعد ميلادة وتركة لمهدة بل و معالم الفداء فى مفتتح عهدة إحتفظت بها بلادنا بل و كنيستنا المجيدة والعريقة و شملتها برعاية ساهرة و حراسة دقيقة ذلك لأنها رأت فيها إنجيلآ يحكى المشهد الأول من قصة الميلاد فى أعجب أخبارة وأقدس أثارة و أطول أسفارة وهكذا كانت الرحلة الأولى بل و الوحيدة الى مصر العزيزة التى شاركت الأرض المقدسة جلال سمعتها و إقتسمت وإياها الكثير من أمجادها و كرامتها إنها الرحلة التى دل الحديث عنها فى كتب الأنبياء أبرز نبواتها كما إحتل فى بشائر الرسل القديسن أولى صفحاتها . + إنها الرحلة التى تتحدث عنها مدى الدهر عجائبها كما و يشير إليها ما يتوالى من معجزاتها لهذا كان من الطبيعى أن يتجدد مع الأيام بهذة المقادس شبابها وأن ترتفع منائرها و قبابها وإنة ليسعد الكنيسة فى أسيوط أن يكون دير العذراء واحدا من هذة المعالم الباقية و الخالدة وإنها لنعمة كبرى أن بارك اللة للكنيسة فى المتواضع من أعمالها و القليل من مالها مكتفية من السماء بعظيم رعايتها و كريم عطياها و غنى محبتها فقد عظم اللة العمل معنا فصرنا فرحين بعد أن قدست السماء خدمة اليمين وعرق الجبين و حقا إن لم يبنى الرب البيت فباطلآ تعب البنائين إن كل ما يشاهد بالدير من الآثار و المعالم إنما يشير الى القول المقدس أليست يد الرب صنعت هذة الأشياء كلها . + ومما هو جدير بالذكر أن جميع المقيمين بالدير وكذلك المترددين على زيارتة يشعرون فى أعماقهم برهبة المكان و قدسيتة و يملأهم الإحساس بأن المسيح الذى جاء قديما الى هذا الجبل مع أمة مريم العذراء و يوسف البار لا زالوا موجودين حتى اليوم فى إقامة دائمة وما كل هذا العمران إلا إمتداد وإتساعا لهذة الزيارة من منارة دير العذراء بجبل أسيوط تتعالى داوية رنانة أصوات النواقيس والأجراس ومن مغارتة المباركة تذاع صلوات التسبحة و القداس ومن فوق منبرها تنبعث هذة الرسالة متحدثتا عن الخلاص الموعود و كيف فرح الأباء قديما وهم يتلاقون بالمسيح الفادى و المخلص المولود . + ما أسعدك يا مصر البلد الكريم المضياف بركت شعبا طيلة هذة الإقامة و حتى بعد العودة و الإنصراف فليرفرف فوقك علم المحبة مالأن كل البيوت و ليرتفع هتاف السلام فى غير توقف أو سكوت فيا مسيحنا ملك السلام و معطية هب العالم فيضا غزيرا من سلامك الإلهى فهو الينبوع العذب الذى ينسكب من نهر نعمتك و يملأ النفوس العطشى و يشبع القلوب الجائعة التى تقترب منك عابدة خاشعة و بهذا تشعر الإنسانية المؤمنة بالحياة الهادئة الوادعة ذلك فى كمالها المسيحى و أمجاد الفرح الروحى وها الروح و العروس يقولان تعالى ومن يسمع فليقل تعالى ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا ولأسمك القدوس أيها الرب يسوع التسبيح و الخضوع أمين ربنا نسألك بارك مصر بلادنا لتعش فى سلام و رخاء و محبة و إخاء غنية بأمجادها فخورة بتوراثها و لك يا مسيحنا الشكر و الحمد و الكرامة و المجد الأن و الى الأبد أمين . |
|