عالم الديناميكا الروحية..

[tito227]

عالم الديناميكا الروحية..

القمص يوسف حنا كاهن كنيسةالشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين

١٩ أغسطس ٢٠١٥

علم الديناميكا الروحية يختص بالحركة.. ونحن نريد أن ندرس كيف تكون الحركة فى الحياة الروحية تأييداً للقول الإلهى- به نحيا ونتحرك. · الدرس الأول.. لكل فعل رد فعل مساو له فى الضغط ومضاد له فى الاتجاه- نعم هذه هى النظرية.. فكيف نطبقها روحياً..



عزيزى عليك أن تدرك أن حياتك جزئين حيا’ أرضية وحياة أبدية حياتك بالجسد أرضية.. ثم تأتى ساعة تخلع فيها هذا الجسد الترابى.. وتتحرر الروح منطلقة للسماء.. بعدما يعود الجسد إلى التراب الذى أخذ منه- فى حياتك الجسدية المسيح يقرع بابك”باب قلبك”.. إن فتحت له يدخل يتعشى معك وإن لم تفتح له سيتحول إلى غيرك.. هذا هو الفعل البشرى.. فكيف يكون رد الفعل فى الأبدية.. ستطير الروح إلى الفردوس بعد الموت تقرع الباب الإلهى يا ربنا يا ربنا افتح لنا.. فالذين قبلوه بالجسد سيقبلهم ويدعوهم رثوا الملك المعدلكم منذ إنشاء العالم. أما الذين رفضوه فى زمن الجسد سيسمعون الصوت اذهبوا عنى لا أعرفكم.. ويغلق الباب ويظلون خارجا.. خارجا سيوجد الكلاب والزناة والسحرة وكل ما يصنع كذبا(رؤ15:22).

· الدرس الثانى: يقول السيد المسيح عن نفسه أنا هو نور العالم ثم يعود فيقول لنا أنتم نور العالم فكيف يكون ذلك؟


ج: من المتعارف عليه يا عزيزى أن التجارب ضرورية لتأكيد النظريات العملية.. لذلك أرجوك يا عزيزى أن تأتى بثلاثة أشياء..


1.مغناطيس 2. مسمار حديد 3. دبوس أبرة


ولنبدأ التجربة1. ضع دبوس الأبرة بجوار المسمار بعيدا عن المغناطيس.. لا يحدث أى شئ- ولا أى تأثير.. ولا انجذاب..

2. ضع المسمار قريبا من المغناطيس سيتحول إلى مغناطيس ويجذب دبوس الأبرة فالمسمار وحده عنصر غير جاذب للدبوس لكنه لأنه اقترب من المغناطيس صار جاذبا للدبوس.

هكذا فالإنسان العالمى لا يقرأ الكتاب المقدس لكنك حينما تتعامل معه بروح الإنجيل- سيتأثر.. عندئذ تتحقق الآية إذ يرى الناس أعمالكم الحسنة فيمجدون أباكم الذى فى السموات..+ أعمالكم أنتم.. لكن الذى يتمجد أباكم السماوى. ويتحقق أيضا القول أنتم نور العالم.. فالنور ليس من طبعنا لأننا تراب ورماد لكنه ينتقل إلينا حينما نتلامس مع النور الحقيقى الآتى إلى العالم- نموذج ثانى لكيف تنتقل الحركة عن طريق التروس فهناك فى الآلات ترس ينقل الحركة لترس آخر كمتور السيارة حينما يشتغل ينقل الحركة إلى الجل فتسير السيارة.. هكذا المؤمنين الأمناء- ينقلون الأخبار السارة عن ملكوت الله إلى الآخرين عن طريق سلوكياتهم وهكذا نسعى كسفراء كأن الله يعظ بنا…
ولذلك أسألك كم من ملايين آمنوا بالله حينما قرأوا رسائل بولس الرسول وكم آمنوا بالله.. حينما رأوا أعمالك أنت؟
· الدرس الثالث:· الجهاد والنعمة- سألته كيف تضئ اللمبة الكهربائية قال بالكهرباء قلت له الكهرباء يعنى سلكين أحدهما موجوب والآخر سالب قال نعم.. قلت له السالب هو جهاد الشخص والموجب هو عمل النعمة يعنى الإنسان المتكل على الله يعمل اللى عليه وربنا يكمل- الإنسان يزرع ربنا ينمى.. أما المتواكل ولا يريد أن يعمل اللى عليه فمن لا يعمل لا يأكل أيضا.. والعبد الكسلان يستحق العقاب.

الله يرزق العصافير.. نعم.. لكنه لا يضع لها الطعام فى العش بل على العصفور أن يطير وأن يسعى والله يرزقه..

عزيزى إن لم تقدم الخمس خبزات والسمكتين.. فلن يبارك لك الله لتشبع الجموع الخمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأطفال..


· الدرس الرابع: البطارية والدينامو

لو لم يكن هناك الدينامو بالسيارة ليشحن البطارية.. لاحتاج الإنسان كل يومين بطارية جديدة- لذلك كان الدينامو ووظيفته أن يشحن البطارية.. فالبطارية تقيم السيارة وتعطيها الشحنة الأولى فتقوم.. إلا أن الدينامو يعيد للبطارية ما قد فقدته أثناء تشغيل السيارة وهكذا شحن وتفريغ دائما..


وهكذا قلب الإنسان يشحن بالوصايا والأسرار ويمتلئ بالقداسة والسلوك الحسن- ثم ينزل إلى العالم فيبدأ يتسرب هذا الشحن من المعاملة اليومية مع الناس والعالم والاحتكاكات اليومية- فيعود ليشحن مرة أخرى وهكذا شحن وتفريغ.. وهذه هى الفائدة لاستمرار الذهاب إلى القداسات الإلهية.. زقراءة الكتاب المقدس المستمرة.. لذا واجب علينا أن نلهج فى كلام الله نهاراً وليلاً.. شحن باستمرار حتى لا تفسد البطارية(القلب)- استوقفتنى أيضا ظاهرة انقطاع النور.. وكان على أن أفتنى جهاز يعمل أوتوماتيك فور أنقطاع النور- ولكن ما فائدة هذا الجهاز لو أن بطاريته خالية من الشحنة الكهربائية.. فهذا الجهاز يعمل أتوماتيك فور انقطاع التيار الكهربائى فالقلب البشرى وضعه الله ليشحن فى حياته بالجسد ما يضئ به حياته الأبدية بعد الموت.. وهذا الشحن هو عمل الرحمة الذى سيضئ مصباحنا الأبدية بعد الموت.. وهذا الشحن هو عمل الرحمة الذى سيضئ مصباحنا فى اليوم الاخير كنت جوعان اطعمتمونى كنت عطشان سقيتمونى.. وهذا هو الزيت الذى أضاء مصباح العذارى الحكيمات.. أما الجاهلات اللاتى لم يقتتنين لأنفسهم الزيت الذى يضئ لهم فكانت مصابيحهن تنطفئ..


لذلك نداء.. اشحنوا مصابيحكم( قلوبكم) وبقدر جهادكم وتعبكم لأجل محبة الله.. فسوف تظهر هذه الطاقة المنيرة عند انقطاع نور الحياة بالجسد وعليكم أن تدركوا أن نجما يمتاز عن نجم فى السمائيات كل بحسب تعبه!


عاش ابراهيم اب الاباء.. فى الارض بالجسد.. يقول عنه الكتاب امن ابراهيم بالله فحسب له برا.. فلما انقطع نور حياته بالجسد.. أضاء فى ملكوت الله.. وصار خليلالله.. بل وصار حضن ابراهيم هو المكان الذى تنضم إليه وفيه نفوس الأبرار والقديسين وأسألوا اليعازر المسكين الذى هو يرقد الان بكل فرح فى احضان ابونا ابراهيم بالفردوس.