نظرة واقعية وحقيقية على الإباحية
لا يوجد شيء أفضل من المدفأة في ليلة باردة حالكة السواد. حيث يمكنك إضافة الحطب إليها لتزداد إشتعالاً ليبدو الجو أكثر دفئاً وراحة ورومانسية.
ولكن إذا أخذنا الحطب الموجود في هذه المدفأة وألقينا به داخل غرفة الجلوس ،بالتأكيد فإن كارثة سوف تحدث و ستحرق النيران المنزل ويمكنها أن تقتل كل من هم بداخله. الجنس هو تماماً مثل النار إذا كان الجنس داخل الزواج فقط فسوف يكون جميلاً ودافئاً ورومانسياً مثل النار داخل المدفأة. أما إذا كان الجنس خارج علاقة الزواج فسيكون مدمراً ومؤذياً.
الإباحية موضوع ذا أهمية كبيرة
إنها لمسألة كبيرة أن يكون جمع الكثير من الأموال هو المهم لا الكيفية أو الطريقة التي تجمع بها هذه الأموال. كل ما يهم الساقطات و الساققطين هو أن يعرضوا أمامك ما قد يلفت إنتباهك ويجعلك تأتي مرة أخرى لتشتري المزيد، لقد ذكرت إحدى الصحف الأمريكية هذه الإحصائية في 20/5/2001 “حيث أظهرت أنه تم إنتاج 11.000 فيلم فيديو إباحي و 400 عمل سينيمائي من هوليود العالم الماضي وإضافة إلى ذلك فهناك 70.000 موقع إباحي موجود على الإنترنت.”
نظرة الإباحية نحو الجنس
إن أحد الأجزاء الأكثر حيوية في البيئة العقلية هي فكرة من نحن جنسياً. وإذا تم تلويث هذه الأفكار فإن أجزاء حساسة ومهمة من شخصيتنا سوف تقلب. إن الثقافة الإباحية تخبرنا أن الجنس والحب والألفة هما نفس الشيء. في الإباحية يمارس الناس الجنس مع الغرباء، أناس قد تعرفوا إليهم للتو فكل ما يهمهم هو الإشباع الجنسي. لا يهم جسد من إستعمل كل ما يهم هو أن أحصل على الإشباع الجنسي. إن الإباحية تجعلك تعتقد أن الجنس هو شيء يمكنك الحصول عليه متى أردت في أي مكان، مع أي شخص دون أية عواقب . . .
ما هو الجنس في الحقيقة
إن إتجاه الإباحية غبي وضحل. لأن العلاقات لا تبنى على الجنس بل على الإرتباط والإلتزام والإهتمام والثقة المتبادلة. كما أن النار تصلح فقط أن تكون داخل المدفأة كذلك الجنس فهو رائع إن كان فقط مع الشخص الذي تحبه ويحبك ويقبلك وملتزم بأن يكون مرتبطاً معك إلى الأبد. شخص يمكنك أن تمنح نفسك بالكامل له. هذا فقط ما يجعل الجنس رائعاً.
أكاذيب الإباحية
لا يمكنك أن تتعلم حقيقة الجنس عن طريق الإباحية. لأن الإباحية لم توجد لتعلّم بل لتبيع. لذلك فإن الإباحية قد تطلق ما تريده من أكاذيب تعتقد أنها سوف تجذبك فالإباحية تطلق الأكاذيب حول الجنس والمرأة والزواج وغيرها من الأمور، دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الأكاذيب ومدى تأثيرها على المجتمع والناس وعلى سلوكهم.
الكذبة (1): النساء درجة أقل في البشر
تطلق مجلة (Playboy) إسم أرانب على النساء ليشيروا إلى النساء كحيوانات صغيرة جذابة وجميلة ليسوا إلا رفاق للهو بهن وكأنهن مجرد ألعاب. في حين تطلق عليهن مجلة (Penthouse) إسم الحيوانات الأليفة. تشير الإباحية إلى أن النساء على أنهن حيوانات أو ألعاب وتظهر المشاهد الإباحية جسد المرأة أو الأعضاء الجنسية ولا تظهر الوجه أبداً. و الفكرة هنا هي إنتهاك حقيقة أن النساء هم بشر يملكون أفكاراً وعواطف.
الكذبة (2): النساء “رياضة”
تظهر الإباحية الجنس على أنه لعبة وفي أي لعبة عليك أن تفوز وتسجل نقاطاً. الرجال الذين يؤمنون بهذه الكذبة يحبون التحدث عن النساء كنقاط يحرزونها ،ويحكمون على رجولتهم بناء على عدد النساء اللواتي يمكنهم الحصول عليهن، بإعتقادهم أن كل إمرأة يحصلون عليها هي بمثابة إنتصار جديد لهم و تزيد من رجولتهم.
الكذبة (3): النساء “تُمتلك”
جميعنا قد رأينا السيارات التي تعرض للبيع حيث يتم التسويق لها عن طريق عرض السيارة ومعها فتاة جذابة مستلقية عليها و تكون الغاية التي لا يُعلن عنها من هذه الدعاية هي “إشتر واحدة واحصل على الإثنتين معاً” تصوّر الإباحية النساء على أنهن بضاعة يمكن شرائها حيث تُعرض المجلات الإباحية في المحلات بطريقة تضمن أن ينظر إليها المارّة ويروا الفتيات العاريات فلا عجب أن يظن بعض الفتيان أنهم إن أنفقوا بعض المال في خروجهم مع الفتاة فهذا يعطيهم الحق أن يمارسوا الجنس فالإباحية تخبرنا أن النساء يمكن شرائهن.
الكذبة (4): إن قيمة المرأة تعتمد على جاذبية جسدها
إن النساء الأقل جاذبية مهملات في الإباحية ويطلق عليهن إسم الكلاب أو الحيتان أو الخنازير أو حتى أسماء أبشع من ذلك لأنهن لا يناسبن معايير الإباحية. لا تهتم فالإباحية بعقل المرأة أو شخصيتها بل فقط بجسدها.
الكذبة (5): النساء يحبون الإغتصاب
“عندما تقول لك لا فهي تعني نعم” فإن النساء في البداية يبدأن بالضرب والرفس والمصارعة ولكن بعد ذلك يعجبهن الأمر. إن الإباحية تعلم الرجال إستغلال المرأة وسوء معاملتها والإستمتاع في إيذائها للحصول على المتعة.
الكذبة (6): النساء يجب أن يتعرضن للإهانة
الإباحية عادة مليئة بأقوال الكراهية تجاه المرأة، فهي تَعرض النساء وهن يتعرضن للإهانة والإحتقار والتعذيب بطرق كثيرة وبشعة ويتوسلن من أجل المزيد . هل تُظهر هذه المعاملة أي نوع من الإحترام تجاه المرأة؟ أو أي حب؟ أم هو الحقد والكراهية التي تروّج لها الأباحية تجاه المرأة؟
الكذبة (7): الأطفال يجب أن يمارسوا الجنس
إن أحد أكبر مصائب الإباحية مبيعاً هي تلك التي تقلّد “الأطفال” فيقومون بعرض فتيات وهن يرتدين ملابس الأطفال ويربطون شعورهن ويلبسون أحذية الفتيات الصغيرات ويمسكون الألعاب وهذا إشارة إلى أن الجنس مع الأطفال هو أمر عادي مما يجعل الشخص الذي يشاهد هذه الإباحية ينظر إلى الأطفال بطريقة جنسية.
الكذبة (8): الجنس “غير القانوني” مسلي ويجلب المرح
الإباحية تستخدم أدوات و أوضاع خطيرة و غير لائقة لتجعل الجنس يبدو أكثر إمتاعاً، والهدف من ذلك أن الجنس إن لم يكن غريباً فهو ليس ممتعاً .
الكذبة (9): الدعارة أمر مبهر
تظهر الإباحية الدعارة بصورة مثيرة. في الحقيقة أن الكثير من الفتيات اللواتي يظهرن في الصور أو الأفلام الإباحية هن نساء مشردات ومعظمهن قد تعرضن للإغتصاب أو للإستغلال الجنسي ومعظمهن مصابات بأمراض جنسية خطيرة ومعظمهن يمتن صغاراً في السن و يتناولن المخدرات.
النتيجة:
تجمع الإباحية مبالغ طائلة من خلال هؤلاء النساء المدمرات والشباب حيث يدفع الشباب الذين وقعوا في فخ الإباحية مبالغ كبيرة لرؤية وشراء موادها.
الإباحية وقوة الصور
من الغباء أن نقول أن الأشياء التي نراها أو نسمعها لا تؤثر فينا. فجميعنا نعترف أن الكتب الجيدة والموسيقى الجيدة والأفلام والمسلسلات تضيف شيئاً إلى حياتنا. فيمكن أن تريحنا وتثقفنا أو تحركنا و تلهمنا، إذن فإن الصور الجيدة تؤثر فينا لذلك فإنه من الخطأ أن نعتقد أن الصور السيئة لا تؤثر فينا.
الصور أيضاً بإمكانها أن تقنعنا. إن رجال الأعمال يعلمون أن الصور المُقنعة لمنتجاتهم والتي يتم عرضها أمامك سوف تعلق في عقلك الباطن وتؤثر فيك. إن خبراء الإعلانات يمكنهم أن يتنبأوا كم من منتجاتهم سوف يباع فقط من جراء الإعلانات. أحياناً لا ينتبه المشاهدون لإسم المنتج بقدر التفاصيل الموجودة في ذلك الإعلان. تؤثر الإعلانات والمشاهد على سلوك الإنسان وتصرفه.
ما تأثير الإباحية على الرجل؟
ما هي الأفكار التي تضعها الإباحية في عقولنا؟ إذا إستمرينا بإدخال هذه المشاهد السيئة فإن تفكيرنا سوف يصبح ملوثاً جداً بحيث سوف نواجه مشاكل عديدة. إن أحد أهم أجزاء البيئة العقلية هي الأفكار الصحيحة والصحية حول من نحن جنسياً، فإذا تشوهت الصورة الصحيحة فهذا يعني خلل في مجال خطير يتعلق بـ ” من نحن”
جاذبية الإباحية
ليس كل من ينظر إلى المشاهد والأفلام الإباحية يصبح مدمناً فقد يأخذ البعض مجرد أفكار سامة حول المرأة والجنس والزواج والأطفال والبعض الآخر قد يتملكهم الإدمان وينجذبوا بشدة إلى ذلك المستنقع. الشركات الإباحية لا تمانع أبداً إن أصبحت مدمناً على منتجاتهم بل على العكس تماماً يرحبون بذلك .
قسم الدكتور فكتور كلاين الإدمان إلى عدة مراحل:
التّعرّض المبكر
معظم الشباب الذين يدمنون على الإباحية عادة يبدأون في مرحلة مبكرة أي وهم يافعين وصغار في السن لذلك يعلق ذلك في عقولهم.
الإدمان على الإباحية
في هذه المرحلة تعاود الرجوع إلى مشاهدة الأفلام الإباحية وتصبح جزءاً من حياتك اليومية فأنت عالق ولا تستطيع الإنسحاب.
التصاعد
تصبح تبحث عن المزيد من الصور الإباحية. فإن الإباحية التي أثارت إشمئزازك في البداية هي الآن تثيرك.
التحجر
حيث تصبح فاقد الإحساس للصور التي تراها فما عاد يثيرك الشديد منها، فتصبح يائساً و تبحث عن تلك الإثارة مجدداً ولكن لا تستطيع إيجادها.
التصرف جنسياً
هذه المرحلة فيها قفزة حرجة فيبدأ الرجال بممارسة ما قد رآوه مع أناس على أرض الواقع بطرق مدمرة البعض منهم قبل هذه المرحلة يكون قد طبق ما يشاهده على نماذج ورقية أو بلاستكية قبل إنتقاله الى ممارسته مع أناس حقيقيين.
هل أنا مدمن؟
إذا كنت ترى أية من هذه المراحل موجودة في حياتك فيجب عليك أن تتوقف الآن. لأن الإباحية تسيطر أكثر وأكثر كل يوم على حياتك. هل تواجه مشاكل في التخلص منها؟ هل ما زلت تعود إليها؟
ماذا يمكنني أن أفعل؟
إن أول شيء عليك القيام به هو الاعتراف بأنك مدمن على مشاهدة الصور والأفلام الإباحية. إعترف بأنك تصارع مع الإباحية. فأنت غير غريب أو غير عادي إن فعلت ذلك. ملايين الرجال هم مدمنون على الإباحية في مراحل مختلفة وهذا غير مدهش فلقد أنفقت شركات وصناعات الإباحية بلايين الدولارات لجذبك. ولقد نجحوا. قد يكون هناك أمور تعرضت لها في ماضيك مثل الإساءة الجنسية أو الإغتصاب لذلك أصبحت مدمناً على الإباحية. ها هي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها محاربة الإباحية.
أنت بحاجة إلى شخص ليخرجك من هذا الإدمان. هذا لا يعني أنه على الجميع أن يعرفوا عن إدمانك بل إختر شخصاً يمكنك أن تثق به يستطيع حل مشاكل الإدمان ربما قس أو رئيس شبيبة أو مرشد. شخص ما تشعر بالأمان معه وتثق به ولديه خبرة في هذا المجال.
هل يمكن أن أتحرر من إدماني؟
إن الإباحية توقعك بالأكاذيب وعلى النقيض فإن الله يرشدنا نحو الحقيقة قال يسوع: “إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي. وتعرفون الحق والحق يحرركم” (يوحنا 8: 31 – 32).
“لم نستعبد لأحد قط، كيف تقول أنت أنكم تصيرون أحراراً فأجاب يسوع: إن كل من يعمل خطيئة هو عبد للخطيئة” (يوحنا 8: 33 – 34).
إن الخطيئة لا تأسرنا فحسب بل إنها أيضاً تفصلنا عن الله، لا يوجد أي شخص كامل ومستقيم تماماً في عيني الرب فقد أخبرنا الكتاب المقدس أننا “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه ” (أشعياء 53: 6) لذلك فنحن جميعاً نستحق العقاب الذي وضعه الله لنا بسبب خطايانا ولكن الله وفر لنا الحل بحيث لا ندان فالمسيح يسوع حمل عنا خطايانا ومات على الصليب بدلاً عنا فقد عُذب يسوع المسيح( إبن الله) بدلاً عنا وصلب ومات حتى نستطيع أن نسامح و نغفر نحن أيضاَ للآخرين, وبعد ثلاثة أيام قام من بين الأموات وهو حي الآن ويعرض علينا أن نكون على علاقة معه تربطه بنا: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يوحنا 1: 9).
العلاقة الأكثر أهمية
في بحثك عن الألفة والمحبة إحذر إذ أن الإباحية هي بديل فارغ للحب الحقيقي. لقد خلقنا الله وبداخلنا حاجات لا يستطيع أحد غيره أن يقوم بإشباعها ولن تُشبع دون أن تكون لنا علاقة معه . فبدلاً من الظلمة والدمار التي تجلبه الإباحية قال يسوع المسيح: “أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يوحنا 10:10).
الله يعرض عليك المغفرة ويريد أن يمنحك إياها من خلال علاقة معه فهل تريده أن يسامحك وأن يدخل إلى حياتك؟ بإمكانك أن تفعل ذلك الآن. إذا كنت بحاجة إلى المساعدة في اختيار الكلمات فها هي صلاة مقترحة يمكنك أن تصليها:
“أيها الرب يسوع،
أنا أعلم ما هي خطيئتي و أعلم بأنك تعرفها أيضاً
و أنا أطلب منك أن تسامحني وأن تطهرني.
شكراً لك لأنك مت على الصليب من أجل خطاياي
أنا أطلب منك أن تدخل حياتي الآن
وأن تبدأ عملك في حياتي
وجهني لما تريدني أن أفعله في حياتي حسب مشيئتك.
شكراً لك على غفرانك لخطاياي ولدخولك إلى حياتي الآن
” آمين.