رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سِفْر اللاويين: السفر الثالث لموسى النبي من الخروج إلى اللاويين، ومن العبودية إلى العبادة: إن كان خروج بني إسرائيل من مصر قد استغرق ليلة واحدة بقوة الله الفادي والمُخلِّص؛ فإنَّ خروج مصر، بعبوديتها وعباداتها وأوثانها، لم يتخلَّص منها إسرائيل إلاَّ بعد انقضاء أربعين سنة من التيه في البرية، تربَّى خلالها إسرائيل تحت يد الله القدوس. ففي سِفْر الخروج: فدى الله إسرائيلَ وخلَّصه من العبودية، لكي يجعل منه مملكة كهنة وأُمة مُقدَّسة؛ وفي سِفْر اللاويين: تعلَّم إسرائيل كيف يقترب من الله ويُقدِّم له عبادة مرضيَّة. في سِفْر الخروج: اقْتِيدَ إسرائيل إلى البرية؛ وفي سِفْر اللاويين: أُدخِلَ إلى مسكن الله للاجتماع به والمثول في حضرته من خلال الكهنوت والذبيحة. فمِن الخروج إلى اللاويين، انتقل إسرائيل من الفداء إلى العبادة، ومن الخلاص إلى التقديس. انتهى سفر الخروج ببناء خيمة الاجتماع؛ وفي سفر اللاويين يجتمع الرب بموسى في خيمة الاجتماع لكي ينقل للشعب سُننه وأحكامه ليعملوا بها: «التي إذا فعلها الإنسان يحيا بها» (لا 18: 5)، بعد أن استعفى الشعب عن سماع صوت الله من فوق جبل سيناء، وسط الرعود والبروق والنار والضباب وصوت البوق: «وقالوا لموسى: تكلَّم أنت معنا فنسمع، ولا يتكلَّم معنا الله لئلا نموت» (خر 20: 19). تسمية السِّفْر: الاسم العبري لسفر اللاويين هو ”وَيِّقْرا = arqyw = Wayyiqra“، وهذه هي أول كلمة يبدأ بها السِّفْر في نسخته العبرية، ومعناها باللغة العربية: ”ودَعَا“. فقد كان يُسمِّي يهود فلسطين كل سفر من أسفار موسى الخمسة بالكلمة الأولى من السفر. وقد سمُّوا هذا السفر أيضاً: ”شريعة الكهنة“ أو ”سِفْر التقدمات“. وأخذت الترجمة السريانية عن العبرية، فسمَّته: ”سفر الكهنة“ = ”سفرود كهني“. أما الترجمة السبعينية فقد سمَّته: ”+++++++++“ نسبة إلى سبط لاوي المختص بـالكهنوت؛ وتبعتْ الترجمـة اللاتينيـة المُسمَّاة بـ ”الفولجاتـا“ التسمية السبعينية، فـدعته: ”Leviticus“ أي سِفْر اللاويين. موضع سِفْر اللاويين بين أسفار موسى الخمسة: يُمثِّل سفر اللاويين النواة أو المركز بين أسفار موسى الخمسة، إلاَّ أنه متَّصل اتِّصالاً وثيقاً بسفر الخروج الذي يسبقه وسفر العدد الذي يلحقه. وموضوع سفر اللاويين هو التشريع السينائي، ابتداءً من وقت إقامة خيمة الاجتماع. ولكنه لا يحتوي على كل التشريع؛ فقد جاءت تكملته في سفر العدد. وباستثناء ما جاء من تشريعات في الأصحاحات الأولى من سفر العدد، فإنَّ سفر اللاويين يحتوي على كل التشريعات التي سُلِّمت لموسى من الله في برية سيناء خلال الشهر والعشرين يوماً التي انقضت فيما بين إقامة خيمة الاجتماع في اليوم الأول من السنة الثانية لخروجهم من مصر، وبين بداية تركهم وارتحالهم من سيناء في اليوم العشرين من الشهر الثاني من نفس السنة (عد 10: 12،11). ولكن، بينما كان هذا هو كل التشريع السينائي المُسلَّم لبني إسرائيل من خلال خيمة الاجتماع، إلاَّ أن هناك أيضاً الأحكام التي سُلِّمت لهم من فوق جبل سيناء خلال التسعة أشهر من السنة الأولى لخروجهم من مصر، تلك التي ذُكِرَت في سفر الخروج من 19 إلى 40. موضوع السِّفْر: يدور السفر كله حول مفهوم قداسة الله، وكيف يمكن لشعبٍ لم يتقدَّس بعد أن يدنو من الله القدوس ويبقى في علاقة مستمرة معه. فالطريق إلى الله هو من خلال الذبيحة الدموية فقط، والسير مع الله لا يمكن إلاَّ بطاعة وصاياه، وبهذا وحده يمكن الاحتفاظ بعلاقة مستمرة مع الله القدوس. لذلك فمفتاح السفر هو الآية القائلة: «فتكونون قدِّيسين لأني أنا قدوس» (لا 11: 45). فقد تكرَّرت كلمة: ”طاهر أو مُقدَّس أو قدوس“ 90 مرة في هذا السفر، وكلمة: ”يتقدَّس أو يتطهَّر“ 17 مرة، وتكرر أصل الكلمة العبري ”قدش“ في صوره المختلفة كصفة أو اسم أو فعل 152 مرة في سفر اللاويين. ويمكن تقسيم سفر اللاويين إلى قسمين رئيسيَّيْن: القسم الأول: يُعالج، بصفة أساسية، نظام العبادة الذبائحية بكل ما يتعلَّق من أنواع الذبائح والكهنة المُقدِّمين لها وشرائع التطهير والتكفير (لا 1-17)، وهو ما يمكن أن نُسمِّيه: الشرائع التي تؤهِّل الشعب للتقرُّب إلى الله القدوس. القسم الثاني: ويُعالج أساساً ما يتعلَّق بشرائع التقديس بالنسبة للشعب والكهنة، ومراعاة ذلك في عبادتهم، وعند وصولهم إلى أرض الموعد، وفي نذورهم (لا 18-27). وهو ما يمكن أن نُسمِّيه: الشرائع التي تحكم مسيرة الشعب مع الله القدوس. ويمكن وضع هذا التصوُّر لمحتويات سفر اللاويين في الجدول الآتي: عد 6: 12(1) مبادئ آبائية عن أهم أحداث السِّفْر: 1. [السرُّ الذي كان يدلُّ على الخلاص، وهو هرق دم الإله المتجسِّد الذي هو وحده إنسان بلا عيب، بلا خطيئة، سبق بذلك عليه وأشار إليه برموز وأمثال، حتى إذا جاء الخلاص الحقيقي بالذبيحة التي تقدر على خلاص الخطاة، يَعْلَم كل مَن يؤمن أنَّ إليها كانت الإشارة والرموز](2) – القديس مار أفرام السرياني. 2. [لأن موت الابن، الذي بذل حياته من أجل حياة العالم، قُدِّم أمام عينَى الله أبيه. فإذا كان حقّاً أنه «عزيز في عينَي الرب موت أتقيائه» (مز 116: 15)، فكيف لا ينظر الآب إلى موت ابنه؟ كانت ذبيحة الشريعة القديمة تُقدَّم أمام الرب (فيشتمَّها رائحة سرور): وهوذا ”عمانوئيل“ قد فتح لنا بموته باب قدس الأقداس. فبموت المسيح صار لنا قدوم إلى الهيكل المقدَّس الذي نصبـه الرب لا إنسان (عب 8: 2) الذي هـو أورشليم السمائية](3) - القديس كيرلس الكبير. 3. [إنه لذلك، ومن أجل هذا السبب، أُعطِيَ الناموس، لكي يقودنا إلى المسيح، وهذا هو القصد من الذبائح... فهو ”حَمَلٌ“ نمسك به لأجل براءته... إنه ”كاملٌ“ ليس فقط بسبب ألوهيته، ولكن أيضاً بسبب الناسوت الذي اتَّخذه كحجاب للاهوته، مساوٍ لذاك الذي مَسَحَه، وأتجرَّأ وأقول: مساوٍ لله. ”ذَكَرٌ“ لأنه قُدِّم من أجل آدم. ”بلا عيب“ من أجل أن يشفي الفساد الذي سبَّبته الخطية](4) - القديس غريغوريوس النزينزي. 4. [المسيح هـو المحرقة، لأنـه قُدِّم ككل، وليس جزئياً، لله الآب، رائحة طيِّبة](5) - القديس كيرلس الكبير. 5. [الذبيحة التامة يُرفع كل شحمها ويُقرَّب للرب، يعني أن الفعل التام والصلاة التامة قدَّام الرب هما ليسا للذي يُصلِّي بالجسد فقط؛ بينما العقل، الذي هو أفضل ما في الإنسان، كالشحم في الحيوان، غير مُصلٍّ، بل مائل ومشغول لا يدري ما يقول الفم من الصلاة...](6) - القديس مار أفرام السرياني. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كاتب السفر اللاويين |
صورة مقصوصة لموسى النبي |
سفر اللاويين الاصحاح الثالث والعشرون |
سفر اللاويين الاصحاح الثالث |
سفر اللاويين الاصحاح الثالث عشر |