رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حديث عن الملابس والحشمة عجبا لأمر الناس كم يهتمون ويغالون بالاهتمام بملابسِهم ويهدرون عليها أموالاً طائلة ويصرفون الكثيرون من الوقت والجهد في سبيل اقتناءها , بل تشغل حيزا كبيرا من اهتمامهم وتفكيرهم , وهناك الكثير من الناس يبخسون على ضروريات الحياة لعوائلهم ويخصصون من دخلهم المادي الكثير من أجل اقتناء الأفضل والأرقى والأغلى من الملابس . قامت دور أزياء كثيرة ونشأت صحف متخصصة بالأزياء ولكل الأجناس وخاصة المرأة , ويتفنن المصممين في ابتكار كل ما هو جديد والذي سيصبح قديما بعد فترة قصيرة من الزمن ... بداية قصة الملابس كانت عندما أخطأ أبوينا الأولين وما فلِحا بتغطية عورتهما بأوراق التين بعد أن انفتحت أعينهما , وبعدما فقدا البراءة التي كانت عندهما (قبل السقوط) , لكن محبة الرب أعظم من كل شيء فذبح لهما حيوان وصنع من جلده أقمصة وألبسهما ليغطي عورتهما .. (تك 21:3) , وكانت تلك الاقمصة هي أول نوع من الألبسة بتاريخ البشرية , إذن ارتبط مفهوم الملابس منذ البدء مع تغطية العَورة بسبب الخطيئة الأصلية , فلولا الخطيئة ما كانت الملابس موجودة . وعلى الإنسان أن يتذكر دائما العلاقة بين الخطيئة والملابس . نحن لسنا ضد أن يرتدي الناس ملابس جميلة نظيفة ليظهروا بهندام رائع , لكن الاهتمام المفرط باقتناء الملابس والصرف الكثير على الأشكال والألوان والموديلات المتغيّرة والمختلفة والمتنوعة بحيث كل فرد عنده العديد منها , فهذا اهتمام مبالغ به وغير مقبول , فيقول الرب في متى 6 : 25 (لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون.ولا لأجسادكم بما تلبسون.أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس.) فالرب لا يطلب منا عدم اقتناء الملابس لكن يطلب منا أن لا نهتم أي أن لا تأخذ الكثير من اهتمامنا وكأننا نحيا لنلبس ونأكل فقط , ويجب أن لا تكون الملابس مصدر هم وقلق لنا , لأن الجسد أفضل من اللباس . وان أكملنا بقية كلامه , سنقرأ بأن الرب سيتكفل لنا بكل شيء . والأدهى في موضوع الملابس , أخذ أهل العالم يتفنن بها وخاصة (الملابس النسائية) وجعلوا التصاميم بشكل يظهر أجزاء من الجسد كوسيلة للإغراء وكعثرة للعيون لإسقاط الأنفس وخاصة الضعيفة لفعل الرذيلة والخطيئة بسبب الانقياد الأعمى نحو الشهوة . فعلى المؤمنة أن ترتدي ملابس فيها الوقار والحشمة والاعتدال والرزانة والابتعاد عن الملابس الضيّقة والشفافة والمكشوفة , وخاصة نحن نحيا بوسط أناس غالبيتهم يحكمون على المظاهر والظاهر ويرون بان عفة المرأة وشرفها تكمن بارتدائها ملابس محتشمة , ويتبارون ويتباهون بالمرأة التي تغطي أكبر ما يمكن من أجزاء جسدها . فعلى الإنسان المؤمن (بشكل عام ) والمرأة (بشكل خاص) أن تكون نورا للعالم وملحا للأرض وليس عثرة ومحل انتقاد وتهكم وسخرية وازدراء من قبل الآخرين . ولان الجسد هو هيكل لروح الله , فيليق بالمرأة أن تستره وتحافظ عليه , ويقول معلمنا الرسول بولس "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (ا تي 2:9). ومن هنا يأتي اللباس المحتشم كاختيار حر ومسئول وليس واجبا آو فرضا . وننهي موضوعنا هذا بما قاله بطرس الرسول : "وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ. فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ" (1 بط 3: 3-5). منقول |
|