أول شخص يدخل «باب جهنم» درجة الحرارة تصل إلى 1000

[Mary Naeem]

أول شخص يدخل «باب جهنم» درجة الحرارة تصل إلى 1000


في سابقة هي الأولى من نوعها، قرر مستكشف كندي خوض تحدي من نوع فريد للحصول على لقب أول شخص يسقط في حفرة تركمانستان النارية المعرفة باسم «باب جهنم» المشتعلة منذ عام 1971.
وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن المستكشف الكندي، جورج كورونيس، 44 عاما، خاطر بحياته، بهدف اكتشاف حفرة «باب الجحيم»، أو «باب جهنم»، أو «حفرة اللهب» المشتعلة لأكثر من 40 سنة، والواقعة بصحراء «آرال كاراكوم» بمدينة عشق أباد شمال تركمانستان، وقرر الغوص في أعماق الحفرة للبحث عن معالم الحياة بالأسفل، ولمعرفة خصائص الحفرة البركانية وطبيعة الغازات المكونة لها ودرجة حرارتها.

وأوضحت الصحيفة أن «كورونيس» التقط صورا مذهلة من داخل الحفرة التي بلغ عمقها 100 قدم، وسط درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، ومشي عبر سطحها.

وقالت الصحيفة إن النيران كانت اندلعت لأكثر من 40 عاما، بعد أن تسبب حفر العلماء السوفييت في اشتعال النار نتيجة حرق الغاز الزائد، ليتم إطلاق اسم «كريتر دارفازا» عليها رسميا.

وأضافت الصحيفة أنه عندما سمع «كورونيس» من مدينة تورنتو بكندا شائعة تخطيط حكومة تركمانستان إطفاء النيران، قرر أن يفعل كل ما في وسعه لزيارة الموقع.

وتابعت الصحيفة أن خوض مغامرات وسط البراكين هي الهدف الأساسي لـ«كورونيس»، وكذلك المشي على سطح حفرة النار، وجمع عينات من التراب لتحليلها، وفي عام 2013، اكتشف وجود أنواع من البكتيريا في محيط هذه البراكين رغم سخونة الأجواء الشديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن «كورونيس» أطلق مؤخرا مجموعة صور مذهلة، ظهر فيها مرتديا زيا مخصصا لعكس الحرارة بعيدا عنه مصنوعا من مادة «كيفلار»، التي تتكون من عدة طبقات للحماية من الحرارة، ومعه جهازا خاصا للتنفس، وتم إنزاله بواسطة حبل سميك مربوط من الجانين للحفرة لتحريكه في اتجاهات مختلفة للتعرف عن قرب على خصائص تلك الحفرة، التي ظل فيها حوالي 15 دقيقة، قبل أن يتم سحبه من قبل فريقه.

«كانوت تجربة مخيفة ومشوقة»، هكذا وصف «كرونيس» تجربته للصحيفة البريطانية، قائلا إنه كان متوترا قبل رحلته في باطن الحفرة، وشعر وكأنه موجود ضمن أحداث فيلم خيال علمي، مضيفا أن الحفرة تشبه «المحرقة» بسبب ارتفاع درجة حرارتها، خاصة أنها تتكون من الآلاف من كرات النار الصغيرة، مشيرا إلى أن تحليل العينات أثبت وجود بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في درجات الحرارة العالية.

وقال «كورونيس» إنه لم يتمكن أحد من القيام بهذه المغامرة منذ أي وقت مضى، بسبب التخوف من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والسخونة بالأسفل، وعدم وجود هواء للتنفس، وعن صعوبة إيجاد حبال لاستخدامها في الصعود والهبوط قادرة على استحمال هذه السخونة.

وأضاف «كورونيس» أن لا أحد يعرف هذه الأجوبة ولا حتى أنا، لكن عندما نزلت في الحفرة أحسست بشعور غامر، وهو أنني في مكان لم يستطع أحد دخوله قبلي على سطح الأرض، خاصة في ظل وصول الإنسان إلى السير على سطح القمر، وبالفعل هذه التجربة كانت مذهلة، ومثيرة، وخطيرة.

وأعرب «كورونيس» عن سعادته البالغة هو والفريق المساعد له بالنتائج التي أسفرت عنها تلك المغامرة، التي يعتقد أنها ستساعد رواد الفضاء في البحث عن معالم للحياة خارج المجموعة الشمسية.

وذكرت الصحيفة أن التخطيط لهذه المغامرة استغرق 18 شهرا للبحث عن الطريقة الأفضل لإنزال المستكشف، تحت إشراف فريق محترف، حسب ما نقلته الصحيفة عن قناة «ناشيونال جيوجرافيك» الوثائقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن «باب الجحيم» حفرة مشتعلة النيران دائما، وتعتبر من أكبر المناطق التي تحتوي على احتياطي ضخم للغاز الطبيعي بالعالم، وهو الأمر الذي كان سببا في تكونها بغرض التنقيب عن مواد بترولية عام 1971، وعندها قرر العلماء إشعال النيران بها خوفا من انبعاث كميات كبيرة من غاز الميثان، ظلت النيران مشتعلة بها على مدار 4 عقود.

وأوضحت الصحيفة أن تركمانستان تعد من الدول الأكثر عزلة في العالم، لكن «باب الجحيم» ربما تكون نقطة جذب سياحية للمغامرين في الفترة المقبلة، وكذلك الراغبين في مشاهدة النيران المشتعلة من على حافة بركان.