الصليب هو أساس شركتنا مع الله
هذا هو الحق اللامع في رسالة العبرانيين إذ يقول الرسول ((فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه)) عب 14:4 -16 ثم يعود قائلا ((فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين)) وهكذا نرى أن أساس شركتنا مع الله, وثقتنا في الدخول إلى عرش النعمة , وإيماننا الراسخ في استجابة صلواتنا هو ((دم الصليب)). كما هو مكتوب ((الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء)) رو 32:8.
والآن ! ! ما هو موقفك بإزاء المسيح المصلوب ؟ لقد سأل بيلاطس اليهود قائلا : ((ماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح ؟)) مت 32:27 , وهذا سؤال شخصي يجب أن توجهه لنفسك بعد أن عرفت حقيقة شخصية المصلوب , وأن تقرر نهائياً إجابتك على هذا السؤال الخطير ؟!
فما هو قرارك ؟! هل قررت أن تكمل التكفير في شخص المسيح ؟ أو عزمت على أن تفضل عليه شرك وخطاياك ؟ أو قررت أن تقبله في حياتك , وتخصص عمله الفدائي لنفسك ؟
يحدثنا دكتور ((ايرنسيد)) عن جندي من جنود الحرب الأهلية الأمريكية , ساءت أحواله حتى صار يعيش في فقر مدقع لكن السلطات الأمريكية فكرت أن ترسله إلى مزرعة تعول فيها الفقراء , ولما جاء مندوب الحكومة يحمل هذا الخبر للجندي البائس الفقير , رأى على حائط كوخه المهدم ((إطاراً)) !! لم يكن في هذا الإطار صورة , وإنما كان فيه ورقة تشبه ((الشيكات)) وتقدم مندوب الحكومة وانتزع الإطار من على الحائط وأخرج الورقة , وإذ به يجدها ((شيكا)) على الحكومة بإمضاء الرئيس لنكولن ليصرفه ذلك الجندي كمكافأة له على خدمته !! ولما سأل المندوب ذلك الجندي العجوز لماذا احتفظ بهذا الشيك ؟ قال : احتفظت به لأنه يحمل إمضاء أبراهام لنكولن !!! وهنا هتف به المندوب قائلا : أيها الرجل هذه الورقة تحمل لك ثروة ضخمة ومع ذلك فأنت تكتفي بالتطلع إليها كل صباح وتعيش في هذا الفقر المرير !! وصرف الرجل الشيك وعاش بقية حياته في راحة ورغد واستقرار
فهل تكتفي بأن تعلق صليباً في بيتك , أو على صدرك , وتعيش حياة الخطية , والفتور , والجفاف وتموت دون أن تتمتع بما لك من حقوق في الصليب !! أو تسرع إلى الله وتنال غفرانه بالتوبة والإيمان بعمل الفداء العجيب ؟!! إن الصليب هو الحد الفاصل بين الهالكين والمفديين , فعلى أي جانب أنت ؟!