رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإذا سأل أحدهم كيف أنال الغفران ؟ وكيف أتبرر عند الله ؟ أجابه بولس الرسول قائلا ((الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا)) أفسس 7:1 ((نحن متبررون الآن بدمه)) رو 9:5 , فدم يسوع المسيح المراق على الصليب هو الوسيلة الوحيدة للغفران والتبرير لأنه ((بدون سفك دم لاتحصل مغفرة)) عب 22:9 , والدم يعني ((الموت والحياة)) ((والموت ((هو قصاص الخطية , و ((الحياة)) تعطى لنا عن طريق الدم ((لأن نفس الجسد هي في الدم)) لا 11:7 , ومن العجيب أن الدم ولو سفك فانه يعتبر حياً , لذلك يقول الله لقايين بعد سفكه دم أخيه ((صوت دم أخيك صارخ اليّ من الأرض)) تك 10:4 ونقرأ في رسالة العبرانيين ((دم رش يتكلم أفضل من هابيل)) عب 12 , 24 وهذا يرينا أنه مع الدم يمثل الموت فهو كذلك وسيلة الحياة الأسمى وهذا الفكر المزدوج يظهر واضحاً في الذبيحة اليهودية فكان اليهودي يأتي بالذبيحة إلى الدار الخارجية من خيمة الاجتماع , وهو بنفسه – لا الكاهن – يذبحها وبعمله هذا كأنه يعترف بإثمه الخاص وباستحقاقه القصاص موتاً , هذا هو الوجه الأول للذبيحة أما الوجه الثاني فنرى فيه الكاهن كنائب عن الله يأخذ دم الذبيحة ويرشه على المذبح معلناً أن الحياة قد قدمت إلى الله وقد تم هذا كله في المسيح المصلوب يعني هذين الفكرين ((موته)) و ((حياته)) ففي يوم الكفارة كانت الذبيحة تنحر في الدار الخارجية وهذا معناه ((الموت)) ثم كان رئيس الكهنة يأخذ الدم ويجتاز به إلى قدس الأقداس ويرشه على عرش الرحمة وهذا معناه ((الحياة)) , وعلى هذا فينبغي أن لا ننظر فقط إلى موت المسيح بل إلى قيامته وصعوده كجزء جوهري من عمل الفداء لأنه ((أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا)) رو 25:4 فالدم الذي هو الموت , والقيامة التي هي الحياة , والصعود الذي هو الخلود كتلة واحدة في عملية الكفارة ففي متى 28:26 يقول ((هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك لمغفرة الخطايا)) وهذا هو الدم والموت. وفي عب 20:13 يقول ((واله السلام الذي أقام من الأموات ربنا يسوع بدم العهد الأبدي)) وهذا هو الدم والقيامة وفي عب 12:9 و 24 يقول ((بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا)) وهذا هو الدم والصعود وعلى هذا فنحن نرى في دم يسوع المسيح , الموت لأجلنا , والحياة لأجلنا كما هو ظاهر في صلبه وقيامته وصعوده فدم يسوع هو أساس غفران خطايانا , بل أساس فدائنا , وتبريرنا , لذلك إذ أشرق هذا الحق أمام عيني الأسقف لانسيلوت اندروزركع عند الصليب قائلا ((بعرقك الدامي المتجمد , ونفسك الحزينة المتألمة , برأسك المكلل بالأشواك , بعينيك المتدفقتين بالدموع , وأذنيك الممتلئتين بالسباب , بفمك المبلل بالخل والمر , ووجهك الملطخ بالبصاق , برقبتك المنحنية من حمل الصليب وظهرك الممزق بالجلدات , بيديك المثقوبتين وقدميك بصرختك الحادة الهي الهي , وقلبك المطعون بالحربة , بالدم والماء الجاريين من جنبك , بجسمك المكسور ودمك المسفوك اغفر سيدي آثام عبدك واستر جميع خطاياه)) حدثنا خادم جليل من خدام الله كان قد عهد إليه أن يهتم بالأمور الروحية لمجرمي الحرب الأخيرة من زعماء النازي عن قوة دم المسيح للغفران حتى لأفظع المجرمين قال ((في سنة 1945 عبرنا المانش إلى فرنسا وفي 15 يوليو من تلك السنة كنا في ألمانيا , وبعد شهور قليلة عهد اليّ برعاية الحالة الروحية لزعماء النازي المسجونين رهن المحاكمة في نورتبرج وقبل أن أبدأ زياراتي لهؤلاء المجرمين في زنزاناتهم سألت نفسي هذا السؤال : ((أينبغي عليّ أن أسلم على هؤلاء الرجال الذين جروا الدمار والخراب على العالم , وجلبوا الويلات والآلام على الناس , وأزهقوا ملايين النفوس ؟ أينبغي أن أسلم عليهم وولداي قد ذهبا ضحية أفعالهم الشريرة ؟ وماذا أنا فاعل إزاءهم حتى يمكنهم أن يشعروا بحاجتهم إلى قبول كلمة الله ؟)) وأول ما فعلت دخلت ((زنزانة)) المارشال ((جورنج)) فوقف وأدى التحية العسكرية ومد لي يده , وبعدئذ واحداً بعد الآخر زيارة قصيرة وكان ذلك في العشرين من نوفمبر قبيل المحاكمة , وقضيت تلك الليلة في الصلاة طالباً من الله أن يعطيني رسالة لهم ومن تلك اللحظة أعطاني الله نعمة اقتفاء آثار خطوات الرب يسوع في أن أكره الخطية لكن أحب الخطاة ورأيت أن هؤلاء الرجال يجب أن يسمعوا أشياء عن المخلص الذي تألم ومات على الصليب لأجلهم كانوا واحداً وعشرين مسجوناً , أربعة منهم كاثوليك وثلاثة عشر بروتستانت , أما ستريشر , ويودل , وهيس , وروزنبرج فلم يهتموا بسماع أية خدمة أما الكاثوليك فكانوا فرانك , وسايس انكوارت , وكالتنبرونر , وفون بابن , والبروتستانت , كانوا : كيتل , وفون ربنتروب , ورايدر , ودونيتز , وفون نوارت , وسبير , وشاخت , وفريك , وفونك وفريتش , وفون شيراش , وسوكل , وجورنج , وجرت عادتنا أن نرنم ثلاث ترنيمات ونقرأ فصولا من الكلمة , ثم ألقى رسالة قصيرة , ونختم بالصلاة , وكان سوكل أول واحد بينهم فتح قلبه لقبول كلمة الله , وقد كان أباً لعشرة أطفال, وكانت زوجته مسيحية مؤمنة , وبعد زيارات قليلة له كنا نركع سوياً عند سريره , وكان يصلي صلاة العشار قائلا ((اللهم ارحمني أنا الخاطئ)) وأنا أعرف أنه كان صادقاً ! كذلك عمل الله بقوة في فريتش , وفون شيراش وسبير لأنهم في تأثر عميق طلبوا الاشتراك في مائدة الرب , ورايدر كان غيوراً ومجتهداً في قراءة الكلمة وكثيراً ما كان يلقاني متسائلا عن معاني عبارات عسرة الفهم كما طلب الاشتراك في المائدة معنا ثم صدر حكم المحكمة وهو يقضي بالإعدام شنقاً على كل من جورنج , وفون ربنتروب , وكيتل , وكالتنبرونر, وروزنبرج , وفرانك , وفريك , وستريشر , وسوكل ويودل , وسايس انكوارت , وبالسجن مدى الحياة على هيس , وفونك , ورايدر وبالسجن عشرين عاماً على فون شيراش , وسبير , وبالسجن خمسة عشر عاماً على فون نويرات , وعشر سنوات على دونيتز , وبراءة كل من شاخت , وفون بابن , وفريتش وبعد الحكم حتى يوم التنفيذ كنت ملازماً للمحكوم عليهم أغلب الوقت , وقد سمح للمحكوم عليهم أن يروا زوجاتهم مرة واحدة فقط , وكان اللقاء محزناً للغاية , ولقد سمعت فون ربنتروب يطلب إلى زوجته أن تعاهده على تربية أطفالها في خوف الرب ! وسوكل طلب من زوجته أن تتعهد بتربية أولاده في ظل الصليب , أما جورنج فسأل زوجته عما قالته ابنته الصغيرة ((ايدا)) عندما سمعت منطوق الحكم عليه , فقالت له زوجته إن ((ايدا)) قالت ((أرجو أن أرى أبي في السماء)) فتأثر من هذه العبارة تأثراً شديداً ولأول مرة رأيته يبكي وليلا ونهارا كنت أقضي الوقت مع أولئك الذين سلموا حياتهم لله , وكنت أزور بعضهم خمس مرات يومياً , وكان كيتل يتأثر جدا ًمن العبارات التي تتكلم عن قوة دم المسيح للغفران , وكان يردد الآية القائلة ((دم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية)) 1 يو 7:1. وفي ليلة تنفيذ الحكم تقابلت مع جورنج ومكثت معه وقتاً طويلا , وكلمته كثيراً عن لزوم استعداده لملاقاة الله, فكان يهزأ ببعض حقائق الإنجيل , ورفض أن يصدق أن المسيح مات لأجل الخطاة وكان يقول ((الموت هو الموت)) , فذكرته بما قالته ابنته الصغيرة وبرجائها في أن ترى أباها في السماء فقال ((هي تؤمن على طريقتها وأنا على طريقتي)) فتركته وبعد ساعة تقريباً سمعت لغطاً وأصواتاً كثيرة وعرفت أن جورنج انتحر , فدخلت زنزانته وكان نبضه لايزال مستمراً فسألته ولكنه لم يجب وكانت على صدره أنبوبة زجاجية فارغة , لقد ذهب إلى نهايته المخيفة واقتربت ساعة التنفيذ , وقبل أن يتقدم ((فون ربنتروب)) للمقصلة قال انه يضع كل ثقته في دم المسيح الذي يرفع خطية العالم ! ثم صدر إليه الأمر أن يتقدم إلى غرفة الإعدام فتقدم ويداه مربوطتان وصعد إلى المقصلة ورفعت أنا قلبي بصلاة قصيرة ولم أره بعد ذلك وتبعه ((كيتل)) وكان واثقاً في قوة الدم للغفران , وتقدم ((سوكل)) بعد أن ودع زوجته وأولاده وصلى صلاة قصيرة أما روزنبرج فقد رفض أية مساعدة روحية , ولما سألته هل أصلي من أجله ؟ قال ((كلا أشكرك)) لقد عاش ومات بلا مخلص وهكذا انطلق من آمن في قوة الدم الغافرة في ملء الاطمئنان !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن موت المسيح وعمله الكفاري هو أساس الغفران |
ما هو أساس الغفران؟ |
هذا هو أساس دق الصليب علي اليد |
هذا هو أساس دق الصليب علي اليد |
هذا هو أساس دق الصليب علي اليد |